تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شهيدة واعتقال 324 فلسطينياً.. والاحتلال يهدد باغتيال هنية..الحكومة المقالة تبدأ خطة إعمار وتصرف تعويضات لمتضرري العدوان

وكالات - سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الأثنين 26-1-2009م
رغم مرور عدة أيام على اعلان قوات الاحتلال الاسرائيلي وقف النار إلا انها مستمرة بعدوانها على قطاع غزة عبر سياسة الحصار والاصرار على اغلاق المعابر والتهديد باستهداف قياديي الفصائل لاسيما رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية اضافة لحملة الاعتقالات التي نالت 334 مواطناً فلسطينياً في أراضي 1948.

في غضون ذلك أكدت حركة حماس رفضها أي تهدئة طويلة الأمد مع الاسرائيليين لاتلبي مطالب الشعب الفلسطيني في حين بدأت الحكومة المقالة في غزة بصرف تعويضات للفلسطينيين المتضررين بسبب العدوان الذي راح ضحيته أمس طفلة فلسطينية بسبب استنشاقها غاز قنابل الفوسفور التي ألقيت على القطاع.‏

فقد أعلنت حركة حماس أمس في تصريح لوكالة سما الفلسطينية انها لن تقبل بأي تهدئة لا تؤدي إلى رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر ووقف العدوان الاسرائيلي عليه واعادة اعماره.‏

كما أكد أسامة حمدان ممثل حركة حماس في بيروت ان أي محادثات بشأن تحقيق هدنة مع العدو الاسرائيلي يجب ان تتضمن انسحاب قوات الاحتلال من القطاع وفتح كافة المعابر وخاصة معبر رفح.‏

وقال حمدان في حديث لقناة الجزيرة أمس ان العدو الاسرائيلي يحاول الحصول عبر المفاوضات السياسية على ما عجز عن تحقيقه عسكريا خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.‏

وأكد فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة فشل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.‏

وقال في حديث لاذاعة لندن ان قوات الاحتلال الاسرائيلي لجأت إلى اقناع دول اوروبا كي ترسل إلى ساحل البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر سفنا حربية قبالة شواطئ غزة من اجل تدويل حماية سلطات الاحتلال متذرعين بذرائع وفبركات اعلامية وكلها كذب ونصب وافتراء.‏

وأضاف برهوم ان اسرائيل تريد ان تقوم بتدويل البحر المتوسط والاحمر ارضاء لرغبات اميركية واسرائيلية واقتحام المياه الاقليمية بحجة ان هناك تهديدا لاسرائيل وهناك تهريبا للسلاح وهذا امر غير صحيح بالمطلق.‏

من جانبه اكد عمر مراد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة لانهاء الاحتلال وتحرير ارضه مشيرا الى ان القانون الدولي شرع المقاومة للشعوب المحتلة اراضيها.‏

وقال مراد في حديث لقناة العالم ان الجبهة الشعبية ترفض الموافقة على تهدئة دائمة مع العدو الاسرائيلي مالم تتحقق المطالب الفلسطينية ومؤكدا ضرورة التأسيس لحوار وطني فلسطيني شامل يبحث القضايا الخلافية في الساحة الفلسطينية والعمل على تجاوزها على اساس البرنامج الوطني المقاوم وان تأخذ بعين الاعتبار نتائج الصمود والانتصار الذي تحقق في قطاع غزة اثناء العدوان الاسرائيلي.‏

من ناحية ثانية بدأت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة أمس بصرف تعويضات للفلسطينيين المتضررين بسبب العدوان الاسرائيلي الاخير في اطار خطة طارئة لاعادة الاعمار.‏

ونقلت قناة الجزيرة عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو قوله ان الحكومة بدأت بصرف الف يورو لكل أسرة شهيد وخمسمئة يورو لكل من جرحى الحرب وأربعة الاف يورو لكل أسرة تهدم منزلها بالكامل والفي يورو لمن تضرر منزلها جزئيا وذلك في اطار مساعدات عاجلة لسكان القطاع تصل تكلفتها إلى 52 مليون دولار.‏

الحصار الإسرائيلي يعرقل الإعمار‏

هذا ويشكل الحصار الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة عدوانا من نوع اخر على الشعب الفلسطيني الاعزل وموتا بطيئا يعاني منه أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في القطاع.‏

وعرض تقرير لوكالة اف ب حالة سكان القطاع الذين يكتفون بازالة الركام بعد اسبوع من وقف نيران العدوان الاسرائيلي في ظل استمرار الحصار الذي يمنعهم من الانصراف الى اعادة الاعمار.‏

وقال محمد سموني وهو في طريقه الى خيمة نصبها على انقاض منزله الذي دمره الاحتلال في حي الزيتون بغزة اننا ننفصل عن بعضنا مع حلول الليل ويتوجه كل منا الى منزل اقربائه ليبيت ليلته ثم نعود في الصباح ونجلس داخل الخيمة دون أن نستطيع فعل أي شيء آخر.‏

وتظهر جبال الركام التي تغطي شوارع حي الزيتون الذي تعرض لتدمير اسرائيلي كثيف فالورش والكراجات التي كانت تقع في اول الشارع لم يعد لها وجود بينما ينصرف بعض الاطفال الى التقاط صفحات من القرآن من بين ركام مسجد التوحيد الذي دمر بالكامل.‏

وتمنع اسرائيل أي جهد لاعادة الاعمار فهي تشدد في اطباق حصارها الخانق على القطاع تحت حجج شتى وتشترط وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني لاعادة فتح المعابر احراز تقدم في المفاوضات للافراج عن الجندي الاسرائيلي شاليط بينما يعيش مليون ونصف مليون فلسطيني في القطاع كأسرى في ظروف قاسية جدا.‏

من جهتها أوضحت الحكومة الفلسطينية المقالة أن الافراج عن شاليط لا علاقة له بالحصار بل يأتي في سياق المفاوضات للافراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.‏

وقال احمد الكرد وزير العمل والشؤون الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية المقالة اننا لن نقبل بعد اليوم بالموت البطيء جراء الحصار لقد قدمنا تضحيات في هذه الحرب ولم نضح بشبابنا من اجل العودة الى نقطة الصفر.‏

موفاز يهدد باستهداف هنية‏

من جهة ثانية هدد شاؤول موفاز وزير النقل الاسرائيلي اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة بالاستهداف اذا لم يتم الافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط في قطاع غزة.‏

وقال موفاز للاذاعة الاسرائيلية: مادام لم ير شاليط ضوء النهار فهنية لن يرى ضوء النهار ايضا مضيفا ان هنية لن يتمكن من التجول بحرية في شوارع غزة.‏

في سياق متصل قال ماتان فلنائي نائب وزير الحرب الاسرائيلي ان العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة وفرت ظروفا افضل لاطلاق شاليط.‏

ونقلت اذاعة اسرائيل عن فلنائي قوله ان هذه الظروف ستسمح لاسرائيل بمقاربة مختلفة في المحادثات والتفاوض حول شاليط وستكون المعابر هي احدى الوسائل التي ستستخدم للضغط ايضا.‏

وفي هذا الاطار قال مشير المصري القيادي في حركة حماس ان الافراج عن الجندي شاليط مرهون بتنفيذ مطالب حركة حماس ومنها الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.‏

ونقلت وكالة سما الفلسطينية عن المصري تأكيده ان خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.‏

استشهاد طفلة فلسطينية‏

بموازاة ذلك استشهدت طفلة فلسطينية اثر تدهور حالتها الصحية بعد استنشاقها غازا منبعثا من قنابل فوسفورية القيت على قطاع غزة اثناء العدوان الاسرائيلي عليه.‏

وقالت مصادر طبية فلسطينية ان الطفلة نانسي سعيد واكد ستة اشهر استشهدت متأثرة بمضاعفات اصيبت بها بعد استنشاق الغاز المنبعث من قصف الطائرات الاسرائيلية منزل عائلتها بقنابل الفوسفور المحرمة دوليا في حي الزيتون شرق غزة.‏

واضافت الوكالة ان الطفلة عانت مضاعفات حادة في رئتيها وطريقة التنفس ما ادى إلى وفاتها.‏

مركز فلسطيني: الاحتلال أعدم‏

بعض الأسرى‏

وقالت قناة الاقصى نقلا عن المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى في بيان له أمس ان قوات الاحتلال الاسرائيلي أعدمت بعض الأسرى الذين اختطفتهم من داخل بيوتهم وأمام نظر أبنائهم وأطفالهم ونسائهم ميدانيا رميا بالرصاص أو بقذائف الدبابات وبالاسلحة الثقيلة.‏

وأضاف البيان ان قوات الاحتلال استخدمت عددا اخر من الأسرى كدروع بشرية معتبرا ذلك خرقا واضحا لكافة الاعراف والمواثيق الدولية.‏

وقال البيان ان عدد الفلسطينيين الذين اختطفتهم قوات الاحتلال خلال عدوانها على قطاع غزة قرابة 300 فلسطيني.‏

في سياق آخر قال أطباء فلسطينيون من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 زاروا قطاع غزة أمس ان أعدادا كبيرة من الجرحى الفلسطينيين بسبب العدوان الاسرائيلي الاخير على القطاع يعانون خطر الموت بسبب جروحهم البليغة ونقص المعونات الطبية.‏

ونقلت وكالة سما الفلسطينية عن مدير مستشفى في أم الفحم الدكتور عفو اغبارية قوله ان المشفى ملآن بالجرحى وان عددا كبيرا منهم جراحه خطرة وتقدم له علاجات أولية بسبب نقص المعونات الطبية.‏

واضاف ان المستشفيات ليست مجهزة لاستقبال أعداد كبيرة من الجرحى وأن التجمع الكبير من المصابين سيؤدي حتما إلى خطر الموت.‏

وقال ان الحالة تزداد سوءاً في مشافي القطاع بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع مستوى الفقر اضافة إلى تراكم القمامة وجثث الحيوانات النافقة والمتناثرة في الطرقات ما يشكل خطر التلوث.‏

وفي سياق متصل كشف فريق طبي تابع للهلال الاحمر القطري عاد للتو من قطاع غزة أن نحو 70 بالمئة من الجرحى الفلسطينيين في العدوان الاسرائيلي على القطاع في مشفى الشفاء قد بترت أطرافهم.‏

وقال الفريق ان معظم حالات البتر تعود لاطفال ونساء مشيرا إلى ان العدوان خلف عاهات دائمة كثيرة في صفوف الفلسطينيين.‏

وفي الاراضي المحتلة 1948 اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي 334 مواطنا فلسطينيا في الاراضي الفلسطينية المحتلة 1948 بحجة عدم حصولهم على التصاريح اللازمة.‏

من جهة اخرى حذر الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية من خطورة القرار الصادر عن المحكمة العليا الاسرائيلية الذي يسمح بموجبه لشركة مكورت الاسرائيلية للمياه بمد أنابيب مياه عادمة داخل مقبرة الرملة لانه ينتهك حرمة القبور.‏

وأضاف الشيخ حسين في تصريح لوكالة سما الفلسطينية أمس ان الشرائع السماوية والاعراف والقوانين الدولية تحرم المس بحرمة الاموات مبينا أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تضرب عرض الحائط بجميع الشرائع والقرارات.‏

وقال ان هذا الانتهاك ليس الاول ولن يكون الاخير في سلسلة الممارسات الاسرائيلية ضد المقدسات الاسلامية الفلسطينية بل سبق أن تعرضت مقبرة مأمن الله وغيرها من المقابر الاسلامية للعديد من الانتهاكات.‏

الأب مسلم: العدوان استهدف‏

المساجد والكنائيس‏

الى ذلك استهدف الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة الكنائس المسيحية بغية تهجير المسيحيين الفلسطينيين الذين شاركوا مع غيرهم من أهالي القطاع في الصمود ومواجهة تداعيات الحرب الاسرائيلية من قتل وتدمير.‏

ونقلت قناة الجزيرة في تقرير لها الليلة الماضية عن الأب مانويل مسلم راعي كنيسة اللاتين في قطاع غزة تأكيده أن مسيحيي القطاع مصممون على البقاء في أرضهم وعدم الرحيل عنها ففيها ولدوا وفيها سيموتون.‏

وأكد الأب مسلم أن الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع كان بمسلميه ومسيحييه كصخرة واحدة في مواجهة العدوان الاسرائيلي بعزيمة واصرار موضحاً ان العدوان الاسرائيلي لم يفرق بين مسيحي ومسلم وان الاخوة المسيحيين والمسلمين خاضوا الحرب جنبا الى جنب في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني الامن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية