تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كـــــرة الثلـــــج..!!

الافتتاحيــة
الخميس 5-4-2012
بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم

تتدحرج كرة الثلج .. وتترك خلفها خبايا ماكان مستوراً وما كان مسكوتاً عليه فإذا كان الدور الذي يمارسه «أعداء سورية» لم يعد خافياً على أحد، فإن ما يكشف اللثام عنه يمثل أخطر الحلقات المغفلة فيه،

حين قدّموا وجهاً مقنّعاً، توهموا أنهم من خلاله يستطيعون النفاذ إلى ما عجزوا عنه بالسياسة وفشلوا به في الإعلام.‏

وبينما توقع الكثيرون أن تكون خيبتهم دافعاً لإعادة ترتيب الأوراق، نجد تلك الأطراف وقد وزعت أدوارها باتجاه الإصرار على المضي في المسار ذاته مع تكثيف لوجوه المحاولة حين ترفض الاعتراف بالهزيمة.‏

والواضح أن إماطة اللثام لن تتوقف عند الأدوار التي تطفو على السطح، بل تنبش في العمق عن أدوار ومهام أوكلت في الماضي كي تتواءم فيها مع الشكل الجديد المطلوب، دون أن يكون ذلك إلغاء لأي منها، إذ لا يكاد ينكشف دور حتى تباشر بدور أكثر خطورة وأشد تآمراً من سابقه، ولا نكاد نفضح دوراً حتى يظهر وراءه دور آخر كان أكثر وضاعة وعمالة.‏

وفق هذا المعيار تتهيأ الظروف لكرة ثلج وقد تدحرجت، حيث يتكشف خلفها ما كان يُعتقد أنه خرج من التداول، أو بات غير فاعل بحكم التقادم في الزمن، أو في حدّه الأدنى لا يمكن أن يؤثر حتى لو انكشفت تفاصيله.‏

تحت هذا الوهم اعتقدت مشيخات الخليج أنها بالهروب من فشلها إلى الأمام، لتتسلم مهمة تآمر جديدة، تلغي تاريخاً من التآمر وفي ظل هذا الوهم أيضاً اعتقدت انها تنظف سجلّها، ولم تتردد في تبييض الصفحة على مدى سنوات خلت تحضيراً لهذا الدور القادم.‏

الأمر ورغم الفارق ينطبق على الدور التركي الذي قدّم نفسه تحت عناوين براقة تمكنت من التعامل بخداع نظر مع القضايا الاقليمية، وبأنها باتت لاعباً محورياً فيها، وتحت ضغط تورّمها كظاهرة اعتقدت أنها قادرة على استعادة أحلامها الامبراطورية بشعاراتها البراقة، وقدمت وفقاً لهذا المعطى ملامح دور ناشئ لتكون قائدة المحفل الجديد والموجّه الأساسي له.‏

لذلك جاء الحديث الروسي واضحاً وصريحاً بأن المشاركين في مؤتمر استنبول هم الذين يهددون كل الخطوات التي تمّت، وفي المقدمة مهمة السيد كوفي أنان، ولا نعتقد أن هذا الأمر خافٍ عليه، وقد لمس ملامحه الأساسية في الكثير من التفاصيل التي تتلاحق تباعاً، ففي حين ترفض السعودية استقباله تتبرّم قطر من دوره، ولم تخرج عن الجوقة ذاتها تركيا.‏

المهمة الجديدة لثلاثي التآمر أنه يتلاقى هذه الأيام بشكل فظ مع الدخول الإسرائيلي على خط الأزمة وبهذا الشكل الفاضح، بعد أن استشعر الإسرائيليون خطر فشل المخطط، بل بينهم من صرّح به علناً ودعا إلى إعادة تفعيل أدوات التآمر والعمل بشكل حثيث نحو تكثيف الجهود للحيلولة دون إعلان الفشل.‏

هذا على الأقل يوضّح الإصرار القطري - السعودي على رفض التسليم بالهزيمة، رغم أن كرة الثلج تدحرجت، وقد فضحت ما اعتقدوا أنه طيّ الكتمان أو خارج التداول، لأن الأوامر الإسرائيلية كانت صريحة وواضحة.‏

هذا يدفعنا إلى الجزم مجدداً بأن التقاطع في المواقف والتلاقي في المصالح بين إسرائيل وقطر والسعودية على الخط ذاته سيدفع بمزيد من الهذيان والهلوسة لدى بعض مشيخات الخليج، وإلى تورّم في الظاهرة الصوتية التركية إلى حدود الانفجار، وهذا ما بدت ملامحه بوضوح.. والحديث الروسي.. وتداولات الإعلام الغربي حول تلك الأدوار ليس سوى البداية وماخفي كان أخطر؟!!‏

a-k-67@maktoob.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية