|
البقعة الساخنة ولايدري أي متابع ما إذا كانت الادارة الأميركية قد اكتشفت وأدركت أن توسيع المستوطنات سيؤدي إلى تقطيع الأراضي الفلسطينية الى جزر متناثرة تمنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة مستقبلاً وأن هذه السياسات الاسرائيلية مخالفة لقرارات الأمم المتحدة ولاتفاقيات جنيف وللقوانين الدولية بشكل عام. ولعل المفارقة المثيرة للسخرية و الاستهزاء في الموقف الأميركي واكتشافه العظيم بأن توسيع المستوطنات يضر بالسلام تكمن في الاجراءات التي يفترض بواشنطن القيام بها لأن السلام معرض للخطر، أو على الأقل اصدار بيان يدين الكيان الاسرائيلي لتعذر اتخاذ خطوات تجرم هذا الكيان أو تحاصره أو تفرض العقوبات الاقتصادية ضده أو تحظر بيعه السلاح كما هي الغيرة الأميركية ضد دول أخرى تهدد الأمن و السلم الدوليين، ودائماً وفق المنظور الأميركي. ما يثير الاستغراب أكثر أن الكثير من البلدان الأوروبية والغربية تكاد تتطابق في مواقفها مع الموقف الأميركي، فالادارة الفرنسية على سبيل المثال تكتفي بالطلب من اسرائيل الامتناع عن تنفيذ مشروعها لبناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في القدس و الضفة المحتلتين، فيما ذهبت ألمانيا إلى أبعد من الموقف الفرنسي حين جددت دعمها المطلق للكيان الاسرائيلي رغم كل سياساته الاستيطانية والارهابية والتوسعية. إنها المواقف المنحازة والبعيدة كل البعد عن المنطق والأخلاق والشرعية الدولية التي تحابي كياناً مغتصباً وترعى غطرسته بشكل رسمي و تشجعه على انتهاك القوانين الدولية في وقت تدعي حرصها على الشرعية و القانون والأمن والسلم الدوليين فأي مفارقة بعد ذلك؟! ahmadh@ ureach.com |
|