|
حصاد الورق د. فايز حداد في مجلة المعرفة العدد/591/ ووجد أنه حينما يكون هناك إحساس بالحياة يكون هناك شعوراً بالجمال، ففي الجمال حياة وفي الحياة جمال ولايمكن البحث عن الجمال بعيداً عن الحياة ، كما أنه لايمكن للإنسان أن يحيا كما يجب من دون جمال. فالشعور بالجمال هو حياة وصلت إلى إدراك ذاتها وقوتها وانسجامها الداخلي ، والجمال بمثابة النافذة الجميلة التي تطل منها الحياة والمنظر الجميل الذي نرى بوساطته جمال الحياة ، والجمال ينبع من إدراك وإبداع ينعش الحياة في صورها العاطفية والعقلية مما ينتج عنه لذة جمالية هي الشعور بهذا الارتياح العام. وإن كل مايعجز عن بلوغ صميم الحياة نفسها يظل غريباً عن عالم الجمال ، إذ إن نطاق الجمال يساوي نطاق الحياة فإذا زالت الكائنات الحية من الوجود زال معها جمال هذا الوجود كما يزول جمال مناظر الأضواء والألوان والخطوط والحجوم والأفكار بزوال نعمة البصر. والجمال يطبع كل فرحة من أفراحنا وكل أمنية من أمنيات حياتنا بطابعه الجميل فهو إشعاع دائم ينبع من أعماقنا وينير حياتنا ويزين وجودنا فالحياة نفسها شيء جمالي فحيثما كان هناك إحساس بالحياة هناك شعور بالجمال. ولهؤلاء نقول ربما كان ذلك ضرورياً للمتأمل في الجمال، فهذا التأمل لابدّ له من عناصر وقنوات الإحساس المتصلة بهذه التأملات ، ولكن الحياة نفسها ليس بالضرورة لازمة في الشيء المتأمل للجمال، بمعنى أن عناصر الجمال قد تكون موجودة في مومياء ميتة منذ آلاف السنين ، وقد تكون موجودة في الآثار التاريخية والعمرانية كآثار تدمروأهرامات مصر وقصور غرناطة وفن التحنيط لفراعنة مصر الذي مازال يحتفظ بشكله منذ آلاف السنين ، وكل هذه الأمور من الروعة والجمال مالا يخفى على أي متأمل في عناصر الجمال. وقد يكون أصحاب هذا الرأي على بعض من الحق والموضوعية على اعتبار أن الحياة شرط لإدراك الجمال للمتأملين بهذا الجمال مع أن هذه الحقيقة لاتحجب اعتقادنا أن الشهداءهم في نعيم تأملاتهم الجمالية في جنات الخلد التي لاتخضع لإدراك أو متأمل في هذه الدنيا. |
|