تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحقبة النازية على الشاشات: حكاية لا تنتهي

فضاءات ثقافية
الثلاثاء 4-12-2012
الأفلام التي تتناول الحقبة النازية لها شعبية في ألمانيا، ففي التلفزيون كما في السينما لا يمر أسبوع دون عرض فيلم يتناول هذه الحقبة الممتدة بين 1933 و1945. وتشكل هذه الأفلام دروساً من الماضي خاصة للأجيال الجديدة.

من عايشوا الأحداث التاريخية التي شهدتها السنوات ما بين 1933 و1945 وهم بالغون، انخفض عددهم، بل إنهم في طريقهم إلى الزوال. لكن أطفالهم وأحفادهم لا يزالون على قيد الحياة، شهود على مرحلة مهمة من التاريخ الألماني. تجاربهم وقصصهم أصبحت مادة خصبة لكتّاب ومخرجي الدراما الألمانية، خاصة قصص أطفال النازيين.‏‏

يحكي فيلم «لورا» للمخرجة كايت شورتلاند قصة فتاة تبلغ من العمر 15 سنة حاولت أن تنعتق بعد الحرب العالمية الثانية من تصور والدتها التي كانت تابعة للفكر النازي. الفيلم الذي أخرجته المخرجة الاسترالية تم إنتاجه بتعاون فريق دولي، غير أن الدور الرئيسي في الفيلم أدته الممثلة الصاعدة زاسكيا روزندال. أما فيلم « الصديق الألماني» فتتناول المخرجة الألمانية الأرجنتينية جينينا ميرأبفل علاقة صعبة جمعت بين ابنة أسرة يهودية مهاجرة في الأرجنتين وابن أحد النازيين الهاربين في الأرجنتين.‏‏

هل ستعرف الأفلام التي تتناول المرحلة النازية نهاية؟ السؤال يمكن الإجابة عنه بـ «لا» واضحة، وهناك سبب لذلك. أولاً هناك كثير من الحكايات يمكن أن تروى، وتقول المتخصصة في السينما سونيا.م. شولتس:«صحيح أن الجيل المعني بتلك الأحداث في طريقه إلى الزوال، لكن أطفالهم وأحفادهم لا». وتتابع الباحثة المتخصصة التي اشتغلت طويلاً على الموضوع: «هذه الأفلام تركز على سؤال ما الذي عايشه جدي؟».‏‏

إضافة إلى ذلك يتزايد جيل جديد من المخرجين المنشغلين بهذا الموضوع ويتناولونه مستخدمين تقنيات جمالية حديثة. حددت شولتس من خلال دراساتها موجات مختلفة تناولت الموضوع. فمباشرة بعد الحرب تناول ضحايا العهد النازي هذه المرحلة في أفلامهم. عشر سنوات بعد ذلك ظهر ما يسمى ب«السينما النضالية»، حيث حاول مخرجو هذه الأفلام الضغط لإطلاق سراح الجنود ذوي الرتب الصغيرة، باعتبارهم ضحايا أيضاً، وذلك تحت شعار« الجيش الألماني بريء». فقط في الستينات والسبعينات من القرن الماضي مع ظهور «السينما الألمانية الجديدة» أصبحت الأفلام تعكس وجهة نظر شخصية عن قضايا المجتمع والسياسة.‏‏

غيرهارد لوديكر الباحث في جامعة بريمن الألمانية يذكر سبباً آخر للتناول التجاري والاستعراضي لأفلام عن المرحلة النازية. فمن خلال تجربته داخل الجامعة توصل الباحث إلى أن الطلبة يُظهرون اهتماماً أقل بالحقبة النازية. ويقول: «ردود الفعل حول الموضوع أصبحت تثير جزئياً الحساسية» لذلك ينبغي على الأفلام اليوم أن تقدم عرضاً مبهرجاً لجذب اهتمام الناس للسينما والتلفزيون. ويتابع لوديكر :«هتلر كشخصية مخيفة تبعث على الارتعاش أو شخصية كوميدية.»‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية