|
حديث الناس ومن غير المستهجن أيضا أن يدعو الوزير خلال جولاته الميدانية المكثفة على المؤسسات الاقتصادية والهيئات التابعة لقطاع عمل الوزارة إلى استنهاض الهمم لبذل الجهود الاستثنائية من قبل جميع الموظفين والعاملين في تلك المؤسسات التي تتصل اتصالا مباشرا بتأمين احتياجات المجتمع بأكمله حيث يأتي على رأس هذه الحاجيات الغذاء والدواء وهما أهم عنصرين يجلبان الطمأنينة لنفوس المجتمع خاصة في الظروف الحالية التي تشهدها البلاد. والأمر المستهجن هو أن نكون أمام نماذج من الناس لم تدرك بعد طبيعة الظروف التي تواجهنا وخطورة ما تتعرض له البلاد من هجمات إرهابية شرسة تستهدف مختلف مفاصل الحياة في سورية على يد عصابات مأجورة امتهنت لغة القتل والموت والدمار، ففي الوقت الذي تدعونا مثل هذه الحال إلى التفاني في تقديم كل ما نستطيع لخدمة بلدنا وأهلنا ومواطنينا، نجد في بعض المفاصل من يحتضن الفساد والمفسدين وتجار الأزمات، ومن يبرر عدم محاسبتهم بوجود ما هو أهم حاليا، ليخلق لهؤلاء مناخ النمو المثالي لتفشيهم في صفوف المجتمع، في وقت نحتاج فيه جميعا لكل فعل وطني يخدم مصلحة الناس ويلبي طموحاتهم في التغلب على الأزمات والانتقال إلى أجواء العمل والطمأنينة. جميل أن نسمع من أعضاء الحكومة تأكيدات على تبني المبادرات الايجابية والتطلع الدائم إلى طرح أفكار جديدة فنحن كما قال الوزير بحاجة إلى عقليات قابلة للنماء والتطور وعلينا أن نسد كل فراغ حاصل في جسد عملنا الاقتصادي ونتصدى لتحمل مسؤولية ذلك، ولهذا من المنطقي أن تبدأ المعالجة من عدم التهاون في متابعة كافة أشكال الفساد وفضح الفاسدين المرتكبين الذين امتطوا صهوة الظروف الصعبة ليبنوا ثرواتهم باستغلال حاجة الناس فمن يحتكر مادة غذائية أو يبالغ في رفع أسعارها يمارس دورا لا يقل خطورة عمن حمل السلاح وعاث خرابا في جسد الوطن، هؤلاء يوجعوننا أكثر لأنهم بيننا، فالفساد لم ولن يكون وجهة نظر بحاجة لنقاش أو لمبررات. الجميع يدرك الآن أننا بحاجة للمزيد من الحزم في التعامل مع مرتكبي الإرهاب الاقتصادي وأول هذا الحزم يبدأ من فضحهم للرأي العام ومحاكمتهم ليكونوا عبرة لغيرهم، وأبسط هذه الخطوات تنطلق من كشف القوائم السوداء التي سمعنا عنها ولم نرها حتى الآن؟ ! |
|