|
حدث وتعليق غير أنه لم يعطِ بالاً لهذه المطالب ولم يتراجع بل صعّد واستمر في غطرسته وغطرسة جماعة الاخوان المسلمين المنتمي إليها، وما الدعوة للاستفتاء على دستور «الإخوان» بهذه العجلة، إلا لفرض الأمر الواقع. ما إن استتب الأمر «للفرعون الجديد» مرسي حتى أزاح بقايا «العسكر» الذين احترموا انتخابه، ووفروا لمصر الانتقال السلس للسلطة، ثم ظهرت التناقضات داخل اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور، عندما سعى الاخوان لاستغلال فوزهم الانتخابي «الآني» في إعداد دستور يعبّر عن أفكارهم ومصالحهم، متجاهلين كلياً هواجس الأقليات والقوى المؤمنة حقاً بالمجتمع المدني. ثم بلغت الأمور ما بلغته خلال الأيام الماضية، عندما استغل مرسي «انتصاره» الدبلوماسي في صفقة الهدنة بقطاع غزة، وإطراء واشنطن على دوره، للانقضاض على استقلالية القضاء و«اختطاف» الدستور، وتجاهل شركائه في «الثورة»، بذريعة حمايتها، من أبنائها والمشاركين فيها. إن ما حدث في مصر ويحدث اليوم، حدث كبير، هام للغاية، لأنه بداية للاستيقاظ من غفلة ما سُميّ «الربيع العربي»، وما يحدث في ميدان التحرير تحديداً، صفعة للرجعية العربية، ولأمريكا و«إسرائيل» وتصويره على أنه ربيع مزهر ليتضح فيما بعد أنه أحمر قانٍ بلون الدم، وإلى كل من ظن للحظة بأن «الربيع العربي الأحمر» قد يزهر فهو مخطئ لأنه لا يمكن أن يزهر فهو «كالدفلي» مرّ طعمه، والزيزفون يزهر ولا يثمر. إن غداً لناظره قريب لأن مصر بنت النيل وأم الدنيا ستنهض مهما حاول أصحاب اللحى من الاستماتة في حماية مرسي الاخواني، بعد أن عرف الشعب المصري سلاح الشارع، والاعتصامات، والتظاهرات، والمواجهة، فلا مشيخة قَطَر تستطيع أن تنقذه عبر نفطها وأموالها وقناتها «الجزيرة»، ولا الشعب سيرحمه، لأن مصر تحتاج الى زعيم بحجم جمال عبد الناصر لقيادتها، وليس رئيس حزب متخلّف يدخل برجله اليمين إلى عالم السياسة ليفرض شروطه على ثمانين مليون مصري عرفوا طريقهم وساروا فيها. |
|