تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تعرفة الأطباء..!!

حديـــث الناس
الأربعاء 6-1-2010م
اسماعيل جرادات

في خطوة غير مسبوقة اتخذت وزارة الصحة قراراً بزيادة تعرفة المعاينات الطبية في العيادات الخاصة.. طبعاً نقابة الأطباء ترمي الكرة باتجاه وزارة الصحة والوزارة ترميها باتجاه النقابة..

ويعتقد أن هذه الخطوة هي من صنيعة نقابة الأطباء بعد أن تسلمت مهامها أعقاب الانتخابات التي حصلت، وكأنها -أي خطوة زيادة تعرفة المعاينات- صنيعة انتخابية أتت بنقابة تريد أن يكون لها بصمات تظن أنها ايجابية عملت من خلالها على فرز الأطباء حتى في المهنة والاختصاص الواحد، حيث بتنا ومن خلال هذه التعرفة نسمع بأطباء نخبة، وأطباء غير ذلك أو لنقل أقل من مستوى أولئك، وهذا الفرز ينسحب بالضرورة على المجتمع من خلال حيثيات التعرفة الجديدة فمن يملك المال الوفير يذهب الى النخبة ومن لا يملك فيذهب الى من يراه بمستواه.. بعيداً عن الأهداف التي نؤمن، وبعيداً عن اتجاه الدولة في تنفيذ استراتيجية اقتصاد السوق الاجتماعي.‏

ولا نكون مغالين اذا ما قلنا إن أطباء النخبة بالأساس لهم تعرفتهم الخاصة بهم.. تعرفة بعيدة كل البعد حتى عن التعرفة التي حددت في التعرفة الجديدة، هذا من جهة-أو هم بالأساس لم يعتمدوا على المعاينات الطبية داخل عياداتهم كونهم يمارسون أعمالاً أكبر من ذلك من جهة ثانية..‏

التعرفة الجديدة جاءت في وقت يعاني فيه الناس أزمات اقتصادية خانقة، كون متطلبات الحياة كثيرة، هذا بالإضافة الى كون هذه التعرفة جاءت غير منطقية وغير متطابقة مع الدخول لغالبية الناس..‏

ولا نخفي سراً اذا ما قلنا إن محاولات عديدة قد باءت بالفشل في الفترات السابقة حول طلب زيادة تعرفة المعاينات الطبية، لكن ماذا حدث الآن.. الذي حدث أنه تم تنفيذ ما كانت تعمل من أجله نقابة الأطباء التي لم نبرئها من هذا القرار الذي وضع وزارة الصحة في موقف لا تحسد عليه، لكن هذا الموقف تستطيع الوزارة الخروج منه في حال تراجعها عن قرارها، لأن التراجع عن الخطأ فضيلة، ونعتقد جازمين أن لدى المعنيين في هذه الوزارة الجرأة التي تدفعهم لذلك، لأن مصلحة المواطن أهم بكثير من مصلحة فئة محدودة هي بالأساس لا تلتزم بالتعرفة السابقة ولا الحالية..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية