|
رياضة والأكيد أن النسخة الحالية ستكون من أفضل النسخ في تاريخ النهائيات القارية منذ انطلاقها عام 1957 وذلك بسبب حجم وقيمة المنتخبات المشاركة فيها وكذلك كثرة عدد المرشحين لنيل لقبها بدءاً من صاحب الأرض أنغولا مروراً بمصر (حاملة لقب النسختين الأخيرتين) وساحل العاج وصولاً إلي نيجيريا والكاميرون وتونس والجزائر وغانا دون إغفال مالي وزامبيا وتوغو والغابون .وما يزيد النسخة الحالية أهمية كونها بمثابة الفرصة الأخيرة أمام المنتخبات الإفريقية
قبل الدخول في نهائيات كأس العالم التي تستضيفها القارة السمراء بضيافة جنوب إفريقيا وبالتالي فان جميع المنتخبات المشاركة فيها تسعى إلى تحقيق نتائج جيدة لرفع معنوياتها قبل المونديال بالإضافة إلى أن بعضها سيحاول إرساء المعالم الأولية للعمود الفقري لتشكيلته بهدف إعدادها لتكون قوية في المونديال عام2010. وينطلق العرس القاري بعدما سال الكثير من المداد بخصوص المشاكل التي تخلفها استضافته في هذه الفترة بالذات والتي تكون فيها البطولات الأوروبية في أوجها وبحاجة ماسة إلى لاعبيه الأفارقة خصوصاً إنكلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا التي تعج بالمحترفين من القارة السمراء. وبالعودة إلى إيجابيات النسخة الحالية في انغولا, فان العيون ستكون مركزة بشكل كبير على النجوم الكبار في القارة السمراء ابرزهم العاجي ديدييه دروغبا الساعي ومنتخب بلاده إلى تعويض خيبة الأمل في النسختين الأخيرتين في مصر وغانا , والكاميروني صامويل إيتو الذي يطمح إلى إعادة منتخب بلاده إلى سكة الألقاب والتتويج للمرة الخامسة في تاريخه والثالثة في الألفية الجديدة بعد عامي 2000 و2002, والمالي فريديريك كانوتيه الذي يرغب بدوره في فك نحس المركز الرابع الذي لازمه عامي 2002 و2004 ومعانقة اللقب على غرار ما فعله مع فريقه إشبيلية الإسباني من خلال الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي في عامي 2007و 2008. وبقدر ما سيكون التركيز على النجوم, فان الأمر سيكون كذلك من خلال الكشافين على الوجوه الصاعدة والواعدة والتي فرضت نفسها بإلحاح في العامين الأخيرين في مقدمتها لاعب وسط نيجيريا وتشيلسي الإنكليزي جون أوبي ميكيل والمهاجم التونسي أمين الشرميطي والغاني اسامواه جيان. كما وتختلف النسخة الحالية للبطولة عن مثيلاتها السابقة في كونها تزخم بكم من التحديات ربما لم تشهده من قبل لاسيما بعد أن أصبحت البطولة تمثل طوقاً لنجاة بعض الفرق التي أخفقت في التأهل إلى المونديال من الإحباط، وأضحت تعيش على أمل التعويض في العرس الإفريقي.كما أن وجود نخبة من المنتخبات التي سبق فوزها باللقب أكثر من مرة أمثال مصر صاحبة الرقم القياسي فى مرات الفوز (6 مرات) والكاميرون (4 ألقاب) وغانا (4ألقاب ) ويضاف إلى ذلك تأهب منتخبات أخرى تسعى لتغيير الخريطة القارية، كتونس بطلة 2004 والجزائر صاحبة لقب 1990 والصاعدة لمونديال 2010 وتشارك في الأمم بعد غياب عن آخر نسختين، ونفس الشيء بالنسبة لساحل العاج صاحبة لقب 1992 والصاعدة أيضاً للمونديال. في أنغولا إذاً تدق الطبول الإفريقية وتبدأ من البداية ساخنة ومثيرة.. وبكرة جديدة صنعت خصيصاً من أجل هذه البطولة وأطلق عليها اسم جابولاني أنغولا . البطولة يشارك فيها 16 منتخباً من الصعب التنبؤ بمن يصل منهم إلى المباراة النهائية.. بل وحتى من يصعد من كل مجموعة. المجموعة الأولى تضم أنغولا ومالي والجزائر ومالاوي،المجموعة الثانية تضم ساحل العاج وبوركينا فاسو وغانا وتوغو، المجموعة الثالثة تضم مصر ونيجيريلا وموزامبيق وبنين، المجموعة الرابعة تضم الكاميرون وزامبيا وتونس والغابون . البعض راح يحسبها بالتاريخ.. وأحياناً بذخيرة النجوم التي يملكها كل فريق وينتظر أن تكون لها كلمة في البطولة. الجميع يحلم برفع الكأس مساء 31 كانون الثاني الحالي بملعب (11 نوفمبر) بالعاصمة لواندا, والكل يكشف بوضوح عن آماله وأحلامه.. وتبقي الملاحظة الأهم هي واقعية التصريحات واحترافيتها علي عكس ما تعودناه في القارة ربما بتأثير سنوات طويلة عاشها النجوم في أوروبا واندمجوا خلالها مع أجواء كرة القدم الحقيقية. |
|