تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سياحة 2009 .. استبشار بستة ملايين سائح .. والمكـاتب تتحدث عن بيانــات غير دقيقـة

اقتصاديات
الأربعاء 6-1-2010
أمل السبط

لم تعلن وزارة السياحة بعد ارقام سياحة 2009 لكن القيمون على القطاع ينتظرون وصول رقم الوافدين الى سورية العام الماضي الى ست ملايين سائح ما يؤكد بحسب هؤلاء ان السياحة السورية تجاوزت الضغوطات التي فرضتها التطورات المتلاحقة في القطاعين المالي والصحي خلال عام 2009.

وحسب التقرير الرسمي الذي اصدرته وزارة السياحة مؤخرا فإنه وخلال الشهور الثمانية الاولى من العام الماضي وصل عدد السياح الى 4.7 ملايين سائح من العرب والاجانب المغتربين السوريين منهم 2.5 مليون من الاشقاء العرب و 85 الفا من السياح الاجانب و 705 الاف سائح من المغتربين.‏

من يقرأ هذه الارقام لابد انه سيتبادر الى ذهنه نتيجة مفادها نمو الرقم الى اكثر من 6 ملايين سائح مع نهاية العام وذلك بالاستناد الى حصيلة اعداد السياح خلال تلك الفترة خصوصا وان السياحة الخريفية نمت بصورة ملحوظة خلال الربع الاخير والسؤال كيف نمت سياحتنا على هذا الشكل في ظل ضربات قاضية شملت قطاع السياحة في العالم؟!‏

طموح‏

لا يختلف القطاع السياحي الخاص على ان السياحة السورية لا تزال دون الطموحات المستهدفة في حين تتفق ادارات الفنادق والمطاعم ووكالات السياحة والسفر على ان السوق السياحية تعمل بـ40٪ فقط من طاقتها الاستيعابية ورغم التوقعات المتفائلة لوضع السياحة السورية والقراءات الجميلة التي تجريها الاوساط السياحية الرسمية فإن ثمة تأكيدات ان سياحة 2009 لم تتجاوز الاستحقاقات الصعبة بسبب الاثار التي خلقتها الازمة المالية وانفلونزا الخنازير على كثير من الاقتصادات والافراد على حد سواء.‏

وتجمع مكاتب السياحة والسفر ان هناك مغالاة في تقدير اعداد السياح القادمين الى سورية فالنسبة الكبيرة للقدوم غير ممكن تحقيقها في سورية ضمن الامكانيات والظروف الحالية باعتبار ان استقدام ست ملايين سائح يعني قضاء 42 مليون ليلة سياحية في سورية وهذا لم يتحقق.‏

وتساءل باسل الاسعد (مكتب سياحة وسفر ) باستغراب عن القاعدة البيانية التي تعتمد عليها وزارة السياحة في تقدير احصائياتها خصوصا وان السوق السياحية تعمل بـ40 بالمئة فقط من طاقتها الاستيعابية اضافة الى ان حركة الوفود والمؤتمرات تستحوذ على نسبة كبيرة من اشغالات الفنادق مؤكدا ضرورة التركيز على ايجاد الخدمات السياحية التي تؤهلنا لاستقبال السياح واهمها موضوع الفنادق وايجاد البنية التحتية المناسبة.‏

تتعمد المبالغة!‏

وتعتبر السياحة في سورية سياحة ثقافية وهذا النوع من السياحة التخصصية لا يتجاوز نسبة المهتمين بها في العالم رقم الثلاثة ملايين سائح فيما تغيب السياحات الاخرى كالشتوية والعلاجية والترفيهية والاستجمام الخ...‏

لكن اذا سلمنا جدلاً وحسب الاحصاءات الرسمية ان 78٪ من السياحة السورية سياحة عربية تعتمد على الشقق المفروشة فإن مدن دمشق وحلب واللاذقية باعتبارها تستحوذ على الحصص الاكبر من السياحة غير قادرة الى اليوم على استيعاب الرقم المذكور لعدم توفر العدد الكافي من الشقق المفروشة خصوصا خلال فترة الصيف ! وبحسب غسان شاهين عضو غرفة سياحة دمشق ان المعلومات عن ارقام الوافدين الى سورية غير دقيقة وتعمد الى المبالغة في الطرح مستوضحا ما الغاية من اعلان هذه الارقام حيث ان الواقع مغاير لذلك؟!‏

من جهتها اكدت مصادر فندقية ان وسطي اشغال الفنادق خلال العام باتت اخيرا لا تعتمد على السياحة الاوروبية التي لا تتجاوز نسبة محدودة بينما تعتمد على حركة المؤتمرات والوفود القادمة الى سورية وعلى السياحة الداخلية التي تنشط خلال موسم الصيف خاصة على الساحل.‏

إنصاف .. ربما‏

قد تكون من الاهمية بمكان الاشارة الى ان نسبة عدد الاسرة الفندقية الى اعداد السياح الوافدين بحسب المعايير الدولية هي بحدود 4٪ علما ان عدد الاسرة في سورية هي بحدود 40 الف سرير بمعنى ان ثلث العدد القادم بحاجة الى 240 الف سرير وبالعودة الى الدراسات التي تجريها وزارة السياحة فان 2 مليون سائح عمليا يقيمون في شقق مفروشة باعتبار ان 78٪ من السياحة السورية هي سياحة عربية نتيجة الاحداث الاقليمية وضعف الترويج الخارجي في اوروبا .‏

دلالة‏

تفيد الاحصاءات ان تصاعد الازمة الاقتصادية العالمية وما نتج عنها من تدهور حاد في ثقة المستهلك والمستثمرين ادى الى فقدان صناعة السياحة في العالم قوة الدفع في النصف الاول من العام الماضي كما تراجع الطلب على السفر بنسبة 1٪ عالميا عام 2009 بينما تشير التقديرات الى ان انفاق السائح عادل الى حد ما مستوى الانفاق عام 2007 وكنتيجة لذلك فان نمو الناتج الاجمالي المحلي لاقتصاد السياحة تقلص بحوالي 3.5٪ العام الماضي وسيستمر في حالته الضعيفة حتى نهاية عام 2010 .‏

فإذا كانت صناعة السياحة في العالم اصيبت بضربة قاضية من هذا النوع كيف يمكن ان نفسر دلالة ارقامنا السياحية؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية