تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شجون الرغيف

حديث الناس
الأربعاء 27-5-2015
محمود ديبو

الاهتمام برغيف الخبز وتحسين جودته وتغيير نوعية الخميرة المستعملة في إنتاجه وصناعته كانت من بين المحاور العديدة التي وردت في مطالبات أعضاء عدد من مجالس المدن والمحافظات التي عقدت اجتماعاتها مؤخراً..

ولعل في هذه الدعوات والمطالبات ما يعكس معاناة المواطن اليومية مع رغيف الخبز سواء المنتج في بعض الأفران العامة أو الاحتياطية وفي أكثر من محافظة، وهي تتركز حول تراجع جودة الخبز بشكل واضح وارتفاع نسبة الرطوبة والعجين في الرغيف، ورائحة الخميرة التي المنبعثة من الخبز، ويظهر سوء الرغيف في اليوم الثاني لإنتاجه حيث لا يعود صالحاً للاستهلاك بعد أن يتفتت وهو ما يزال في الكيس وتتيبس أجزاء منه.‏

وفي هذا ما يدعونا لتجديد التساؤل حول ما يتخذه المعنيون في إدارات المخابز والأفران العامة والاحتياطية لجهة الارتقاء بجودة هذا المنتج الذي يتعلق بحياة كل مواطن ويعتبر أحد احتياجاته الأساسية اليومية، والذي تقوم الدولة بدعمه وتقديم كل الاحتياجات اللازمة لإنتاجه..‏

وقد تكون هذه مناسبة للحديث عن معاناة من نوع آخر يواجهها المواطن يومياً على كوى المخابز والأفران بسبب الازدحام الشديد وخاصة على كوى بعض الأفران الاحتياطية التي يتسم رغيفها بأنه أفضل من رغيف الأفران العامة نسبياً طبعاً..‏

وهنا نكون أمام مسألة سرقة الدعم المقدم للمواطن عبر رغيف الخبز من قبل بعض الباعة الذين «يتكاثفون» على كوى الأفران ويخلقون حالة من الازدحام تدفع بالبعض من المواطنين إلى الاضطرار لشراء الخبز منهم والذي يباع بـ 75 ليرة للربطة الواحدة أي بزيادة 40 ليرة عن السعر المعتمد وهذا طبعاً لا يحدث في الخفاء أو بعيداً عن أنظار إدارات تلك الأفران، حيث تجد هؤلاء الباعة أمام الأفران.‏

وهي قضية ليست بجديدة وربما طال عليها الأمد وخاصة في فترة الأزمة حيث كثرت حالات استغلال المواطن، وعليه فإن شجون رغيف الخبز وهمومه مسألة قد لا تنتهي طالما أن المعنيين لم يحركوا ساكناً تجاهها ولم نسمع لهم حساً ولا خبرا...!!‏

الأمر الذي دفع بالبعض للقول بأن المعنيين ربما راضون عما يحصل على أبواب الأفران التي يديرونها أو لعلهم لا يريدون حلاً لمعاناة المواطنين..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية