تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العنف يعود مرة ثانية إلى أفغانستان

هيرالد تريبيون
ترجمة
الثلاثاء 4-9-2012
ترجمة غادة سلامة

لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع بعملية استهداف لقوات الناتو من قبل الأفغان سواء تلك المجموعات المنظمة والتي يتزعمها طالبان أو تلك العمليات الانتحارية الفردية التي يقوم بها مجموعات الانتحاريين ويقومون بها بتفجير مقرات تابعة لقوات الناتو وبالطبع الهدف واحد وهو إجبار قوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة بالرحيل عن الأراضي الأفغانية .

إحدى تلك العمليات العسكرية ضد قوات الناتو قام بها عدد من الجنود الأفغان في شرقي أفغانستان وقتلوا اثنين من الجنود الأمريكيين وجرحوا اعداداً أخرى يوم الاثنين الماضي خلال العمليات العسكرية التي كانت تقوم بها قوات الناتو بالتعاون مع بعض الوحدات العسكرية الأفغانية مما أثار حفيظة بعض الجنود الأفغان الغيورين على أراضيهم ووطنهم وقيامهم بفتح وابل نار بنادقهم باتجاه صدور الجنود الأمريكيين وقتلهم لعدد كبير منهم غير آسفين على فعلتهم تلك لأنهم كما يقول بعض الأفغانيين بأنهم أصحاب قضية عادلة وهم يريدون تطهير بلادهم من شرور الغرباء وهو يقصد بعبارته هذه قوات الناتو وربما مطالب الأفغان برحيل القوات الأمريكية هذه قد تلقى آذانا صاغية خاصة في ظل التنافس المحتدم بين الجمهوريين والديمقراطيين للوصول إلى البيت الأبيض خاصة أن الشعب الأمريكي والأوروبي غير راض عن وجود قوات بلادهم على الأراضي الأفغانية في حرب غير واضحة الأهداف والعدو الرئيسي في المعركة مجهول الهوية والخاسر الوحيد في هذه الحرب غير المدروسة هم أبناؤنا وشبابنا كما تقول إحدى الأمهات الأمريكيات وهي تطالب اوباما بسحب قوات بلاده فورا من أفغانستان وعدم الانتظار لغاية 2014 لسحب هذه القوات وماذا ينتظر اوباما هل يموت اكبر عدد من الجنود والشباب الأمريكان على ارض غير مرغوب بوجودهم على تلك الأرض أصلا كما تقول هذه الأم الأمريكية وعلى ما يبدو بأن سلسلة الحوادث الأخيرة والمؤسفة التي أقدمت عليها القوات الأمريكية وكانت آخرها تدنيس القران الكريم الأمر الذي ألهب مشاعر المسلمين بالحقد والكراهية تجاه الأمريكيين في كل مكان من العالم الإسلامي وبنظر المواطنين الأمريكيين فانه بات أمر لا بد منه وهو رحيل قواتهم من أفغانستان فورا ومع اقتراب تسلم القوات الأفغانية لمهامها الأمنية من قوات الناتو فان وتيرة العنف قد زادت مؤخرا ومعها زادت خسائر حلف شمال الأطلسي في أفغانستان اثر الهجمات التي شنتها عناصر من حركة طالبان على مركز عسكري جنوب أفغانستان وتم فيها إصابة أربعة جنود وفقدان ستة آخرين وذلك في ولاية هلمند احد معاقل حركة طالبان ناهيك عن قتل المدنيين وقطع رؤوس بعضهم وكان آخرها حادثة تلك القرية القابعة في جنوب أفغانستان والتي يوجد فيها عدد كبير من مسلحي طالبان حيث قام هؤلاء المسلحين بقتل 17 مدنيا بينهم امرأتان بقطع رؤوسهم وان إعمال العنف تزداد رفعتها يوما بعد يوم كما قال احد وجهاء القبائل في إقليم موسى وان القوات المشتركة لحلف الناتو أخذت ترد على تلك الهجمات التي تطال جنودها وباتت تستهدف المدنيين الأفغان في كل مكان انتقاما لمقتل جنودها‏

القوات الايطالية العاملة ضمن قوات الناتو اعترفت أيضا بمقتل عدد من جنودها في هجوم استهدف قواتها في قاعدة عسكرية ايطالية في ولاية فرح غرب أفغانستان من خلال صاروخ استهدف مقار القوات الايطالية في منطقة بالبولوك الواقعة غرب أفغانستان ولكنه لم ينفجر وان تأثير سقوطه أصاب عدد من الجنود الايطاليين بجروح لدى وصوله إلى الأرض هذا كما طالت رصاصات القوات الأفغانية جنود استراليين تابعين لحلف الناتو ليرتفع عدد الجنود المقتولين على الأراضي الأفغانية إلى خمسة عشر جنديا خلال شهر آب فقط هذا التصعيد المستمر من قبل الأفغان ضد قوات الناتو سواء كانت عمليات عسكرية منظمة أو عمليات فردية انتحارية فإنها ان دلت على شيء فإنها تدل على رغبة الأفغانيين بتعجيل رحيل قوات حلف شمال الأطلسي عن بلادهم بأقرب وقت ممكن ولن ينتظر هؤلاء الأفغان حتى تقوم تلك القوات أي قوات حلف شمال الأطلسي الرحيل من تلقاء نفسها بل سيقومون بإجبارها على ذلك لأنهم هم وحدهم من يقررون مصير بلادهم كونهم أصحاب الأرض وليست قوات حلف شمال الأطلسي .‏

 بقلم غراهام باولي‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية