تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل نجحت الولايات المتحدة في تحقيق مآربها الشرق أوسطية؟!

عن:ilmanifesto.it
ترجمة
الثلاثاء 4-9-2012
ترجمة: حسن حسن

الحكومات هي التي تقوم بشن الحروب والتخطيط لها وتمويلها ،وليست الجماعات أو الأشخاص العاديون.

وتقوم الحروب على أساس البرامج السياسية وتمتد للسيطرة الكاملة على موارد بلد بشعبه وأراضيه . فالحروب التي قادتها أميركا في العراق وأفغانستان شنتها للحفاظ على الهيمنة الأميركية في جميع أنحاء العالم، والاستحواذ على الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط ولاسيما النفط والغاز وحماية قيمة الدولار الأميركي بوصفه عملة احتياطية دولية مستقرة .‏

في أيلول عام2000 قام المفكرون المحافظون الجدد بكتابة ورقة سياسية استباقية تحت مسمى مشروع القرن الأميركي الجديد تحدد فيه المعالم التي تسعى للتوصل إلى الهيمنة الأميركية على باقي قوى العالم ولتلبية احتياجاتها من الطاقة بالتخطيط للاستحواذ بالقوة على كل موارد النفط في الشرق الأوسط العربي.‏

وتفاصيل المخطط تؤيد الاحتلال العسكري للدول العربية المصدرة للنفط وضرورة تغيير الأنظمة من أجل تحقيق الأهداف السياسية للقرن الأميركي الجديد للهيمنة على العالم.‏

وقبل قرون كتب المؤرخ الألماني كارل فون كلوزويتز عن الحرب قائلاً: الحرب ليست مجرد عمل سياسي وإنما أيضاً أداة سياسية حقيقية لتحقيق بعض المآرب . وغالباً ماتخشى النخبة الحاكمة التي تخطط وتشن الحروب من رد فعل المواطنين ورفضهم قبول مايسمى بعقلانية الحرب.‏

وقد استخدم معظم دعاة الحروب مصطلح الخوف كواحد من أهم وسائل الدعاية والتلاعب لتكريس ولاء المواطنين العاديين لنخبة الداعين إلى الحرب في حالة الأزمات.‏

ولقد ذكر شيلدون ريتشمان (الحرب برنامج الحكومة) أن « الحرب هي أكثر البرامج الحكومية خطورة من غيرها لسبب واضح هو القتل الجماعي والحرب مفيدة في إبقاء الشعب في حالة من الخوف وبالتالي يتحتم عليهم أن يثقوا بحكامهم .‏

وفي كتابه (انهيار القوة الأميركية) أوضح بول كريج روبرتس أن الامبراطورية البريطانية انهارت فور استنفاد أصولها المالية بسبب ديون الحرب العالمية الثانية.‏

وقد طلبت الحكومة البريطانية من أميركا المساعدة في تمويل قدراتها على مواصلة الحرب وهذه دلالة على انتهاء القوة البريطانية.‏

وفي حربها الوحشية الضارية على العراق وأفغانستان اعتمدت أميركا اعتماداً كبيراً على الصين واليابان والسعودية، ومن المعروف جيداً أن الخزانة الأميركية تدين بحوالي تريليون دولار للمدنيين الأجانب ، ممايزيد من التبعية المالية التي أصبحت مؤشراً لنهاية الهيمنة الأميركية على الصعيد العالمي.‏

وفي الوقت الراهن تقوم بعض من المؤسسات المصرفية للنظام المالي الأميركي المنهار بإعلان إفلاسها نظراً للانزلاق الذي تعاني منه أميركا اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً .‏

وأشار روبرتس في كتابه إلى كلام ناعوم تشومسكي قائلاً: إن أميركا تعتقد أنها تملك العالم ويعلق روبرتس في حقيقة الأمر إن الولايات المتحدة تدين العالم .‏

فالولايات المتحدة القوى العظمى لايمكنها حتى تمويل العمليات الداخلية الخاصة بها ناهيك عن حروب لامبرر لها تشنها بجلب الأموال من الأجانب ولايمكنها تسديدها. ولايمكن إنكاره أن الولايات المتحدة أصبحت المفلسة نظراً للحرب المستمرة في العراق وأفغانستان.‏

وقد قال ميشيل ميتشر وزير البيئة البريطاني في حكومة بلير السابقة:‏

إن هذه الحرب على الإرهاب خدعة وهو على دراية قوية بالأسباب الحقيقية وراء الحرب على الإرهاب.‏

وأضاف أن مايسمى الحرب على الإرهاب وهم وخداع تم استخدامه إلى حد كبير كغطاء لتحقيق الأهداف الجغرافية السياسية الاستراتيجية الأميركية.‏

في واقع الأمر لقد كانت هجمات 11/9/2001 ذريعة مناسبة لوضع خطة مشروع القرن الأميركي الجديد وأضاف : لقد أصبح من الواضح تماماً أن القيام بعمل عسكري ضد أفغانستان والعراق كان قد خطط له قبل هجمات 11/9/2001.‏

إن المخطط السياسي مشروع القرن الأميركي الجديد يركز على تحويل القوة الأميركية إلى القوة العالمية العظمى التي لايمكن تحديها .‏

ولتحقيق ذلك فهناك حاجة لوقوع مأساة حقيقية.‏

وذكرت الورقة السياسية أن المخطط لن يحقق أهدافه سريعاً إذا لم تكن هناك حوادث كارثية ومأساوية على غرار بيرل هاربور.‏

والسؤال : هل حققت حرب الهيمنة الأميركية أياً من أهدافها المحددة للهيمنة على العالم؟‏

هل وفرت أميركا وبريطانيا أياً من وسائل الطاقة الهيدروكربونية الحيوية لضمان عدم استنفاد مخزون الغاز والنفط وذلك بالسيطرة على احتياطات النفط العربي ؟ وهل لايزال الدولار العملة الدولية المرحب باستخدامها في دول العالم؟‏

في الآونة الأخيرة أعيدت محاكمة الجنرال الأميركي ريكاردوشانشير الذي تحدى المفهوم السائد لإدارة الرئيس جورج بوش المهمة التي أنجزت في العراق عندما أكد أن احتلال العراق يشكل كابوساً لانهاية له وقال: إن الإدارة الأميركية ليست بكفء ووصفها بالفاسدة وأنه وفي ظل الظروف الراهنة على الشعب الأميركي أن يحلم بمجرد تجنب الهزيمة في الحرب على العراق .‏

 بقلم: مانيلو دينوسي‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية