|
المنامة لم تجرهم الى اللجوء الى العنف، ولو ارادوا ذلك لفعلوا فليس من الصعب عليهم ان يحصلوا على السلاح ليقاوموا ويقاتلوا، الا انهم آثروا الصبر وتحمل المشاق على جر البلاد الى الاقتتال، ومع كل ذلك، فان المجتمع الدولي تعامل مع ربيع البحرين بكل وحشية من خلال تجاهل ما يجري هناك من جرائم بحق الانسانية، فلماذا مثلا لم يسع مجلس الامن الدولي الى مناقشة ما يجري هناك؟ لماذا لا تبادر الدول التي تدعي الحرص على حماية حقوق الانسان من القمع السلطوي في بلدانها الى طرح القضية في مجلس الامن فتتخذ ما يلزم من اجراءات كما فعلت في ليبيا مثلا او اليمن، او كما تفعل اليوم بشأن الملف السوري؟ فهل يختلف شعب البحرين عن شعوب الدول الاخرى؟ ام ماذا؟ اي نفاق دولي هذا الذي تجلى في البحرين؟ لماذا يدعم المجتمع الدولي العنف والارهاب في سورية وفي غير سورية بحجة دفاعه عن الديمقراطية وحقوق الانسان، ولم يحرك ساكنا لصالح الشعب في البحرين على الرغم من ان حراكه سلميا مئة في المئة، منذ ان بدأ والى الان؟. ومع كل هذا القمع الذي يلاقيه هذا الشعب على يد ميليشيات آل خليفة لم يتوقف يوماً عن مطالبه بالحرية والديمقراطية فقد خرجت مساء أول أمس مسيرة في جزيرة سترة البحرينية تضامنا مع المعتقلين السياسيين في السجون، بعد دعوة وجهتها التيارات المعارضة تزامنا مع اقتراب صدور الحكم النهائي من المحكمة الإستئنافية بحق القيادات السياسية في السجون. وشارك في المسيرة التي اطلق عليها «الوفاء للقادة» حشود من رجال ونساء وأطفال بقرية سفالة حملوا أعلام البحرين وصور الرموز والقيادات السياسية المعتقلين من ضمنهم نبيل رجب وعبد الهادي الخواجة مرددين شعارات للمطالبة بالإفراج عنهم ورفع المشاركون شعارات تدعو للإطاحة بالنظام الملكي في البحرين. وقد دعت الجمعيات المعارضة في البحرين في وقت سابق الى اعتصام في ساحة المقشع غربي العاصمة المنامة تحت شعار «الحرية للمعتقلين». وعلى نفس الصعيد اغلق عشرات المحتجين عدة شوراع بالاطارات المشتعلة في مختلف المناطق ابرزها في الدير خلف المطار الدولي وشارع المعارض وسط المنامة. وكان متظاهرون قد اصيبوا السبت برصاص الشوزن الذي أطلقته قوات الامن لتفريق المسيرات المسائية في المملكة. رافق ذلك اقتحام ميليشيات النظام عددا من المناطق كان اعنفها في منطقة كرزكان وسترة. |
|