|
بيروت وقال نصر الله في حديث لقناة الميادين الليلة الماضية ان المطلوب من سورية أن تتحول الى دولة تفريط عربية وهم من أجل ذلك يرسلون السلاح والمال الى سورية ويصدرون الفتاوى للقتل فيها ويوجهون الاعلام للتحريض على القتال بما لم نره في مواجهة اسرائيل على الاطلاق. ودعا نصر الله الى وقف العنف في سورية والبدء بالحوار بهدف اجراء تسوية سياسية في ظل وجود دول ضامنة مثل روسيا وايران والحفاظ على سورية من الخراب والدمار وحقن دماء أبنائها وحفظ شعبها وجيشها الوحيد المتبقي خارج الهيمنة الامريكية. وقال الامين العام لحزب الله ان الدول التي تقود العدوان على سورية هدفها اسقاط الدولة السورية وليس الرئيس بشار الأسد كشخص لان المطلوب من قبلها هو تغيير الاستراتيجية والموقع والدور والخيار السياسي السوري على المستوى الاقليمي والداخلي ولو قبل الرئيس الأسد شخصيا ومن معه بالتحول لنظام تفريط عربى فسينتهي الموضوع في سورية وستكتشف بعض اطراف المعارضة أنه تم استخدامهم في مشروع لا علاقة له بالاصلاح أو التغيير أو الديمقراطية أو حقوق الانسان. وأوضح الامين العام لحزب الله أن التدخل العسكري الغربي في سورية مستبعد والسبب في ذلك وجود مشكلة في الامكانية لان الدول الاوروبية لا يمكن أن تقوم بهذا التدخل دون الولايات المتحدة الخارجة من تدخل في العراق ترك اثارا سلبية عليها كما أن تداعيات أي تدخل عسكري على المنطقة والعالم مفتوحة ولا يمكن لاحد حسابها. وأشار نصر الله الى أن الولايات المتحدة تريد أن تطول الحرب في سورية كي تدمر جيشها وشعبها على غرار ما عملت عليه في العراق وهي معجبة بما يجري من فوضى لان هذا المشهد سينعكس على كل المنطقة ومن شأنه اعادة تنظيم التحالفات والاصطفافات. ولفت الامين العام لحزب الله الى أن صراخ المعارضة نابع عن عدم استعداد أمريكي وغربي للتدخل العسكري في سورية في المرحلة الحالية معتبرا أن ذلك يجب أن يزيد المعارضة والشعب السوري سوء ظن بالادارة الامريكية ومن خلفها اسرائيل. وقال نصر الله ان موقف المقاومة من أي حراك في أي دولة عربية مبني على أساسين ثابتين الاول موقف هذه الدولة من العدو الاسرائيلي والمشروع الامريكي في المنطقة والقضية الفلسطينية وحركات المقاومة فاذا كانت هذه الدولة مع المشروع الامريكي والصهيوني وليس من مصلحة المقاومة فهذا يكفي كي نكون ضدها. وأضاف نصر الله ان الاساس الثاني هو أن يكون لدى الدولة استعداد للحوار والاصلاح أم لا فاذا كانت ضد ذلك فنحن ضدها ومع الثائرين عليها مدنيا أو عسكريا. وقال الامين العام لحزب الله ان سورية وقفت وتقف ضد المشروع الصهيوني وتواجهه وتدعم المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق بوضوح وبشكل معلن وليس من تحت الطاولة وهي فعلت ما هو اهم بكثير من فتح جبهة الجولان بينما باقي الدول العربية لا تجروء على فعل أقل مما فعلته سورية بكثير. وأضاف نصر الله ان سورية اعترفت بوجود الاخطاء وأبدت استعدادها للحوار والاصلاح بينما نرى أن بعض المعارضة في الخارج يطالب بتدخل عسكري دولي رغم أن هذا التدخل قتل مئات الالاف في العراق. واعتبر الامين العام لحزب الله أن تشخيص البعض منذ بداية الازمة في سورية كان خاطئا ونحن لمسنا ذلك لمس اليد ففي الاسبوع الاول بداية الاحداث ذهبت الى سورية والتقيت السيد الرئيس بشار الأسد وقلت له ان الوضع واضح والامور ستكبر وهناك مطالب شعبية محقة فوافقني في ذلك وتكلم أكثر مما تكلمت وأبلغني أن هذه الملفات يجب معالجتها وأنه مستعد للحوار المباشر ولاجراء اصلاحات تشمل انتخاب الرئيس من بين عدة مرشحين وليس عن طريق الاستفتاء والغاء المادة الثامنة من الدستور . وقال نصر الله ان من اتصلت بهم واتصلت ايران وغيرها بهم من المعارضة رفضوا الدخول في أي حوار وقالت انها لا تريد الاصلاح ولا الحوار بل اسقاط النظام وبالتالي أصبح الموضوع مختلفا وتحول الى صراع وعنف مصيره لا بد أن يكون التسوية والمعالجة كما كان الحال عليه في لبنان الذي دخل في حرب طويلة سقط فيها حوالي 200 الف ودمر البلد وخرب وكانت النتيجة النهائية الذهاب الى تسوية. وأوضح نصر الله أن مقاربة المقاومة من الاحتلال الامريكي للعراق كانت مختلفة عما راهن البعض عليه من أن المقاومة ستتخذ موقفا طائفيا فهي ورغم ادراكها أن نظام صدام حسين قدم خدمات جليلة لاسرائيل من خلال حربه على ايران والكويت واستحضاره للولايات المتحدة الامريكية الى المنطقة فقد وقفت ضد التدخل الامريكي وضد احتلال العراق ودعت الى حوار وطني عراقي والى الاحتكام الى صناديق الاقتراع واجراء انتخابات. وقال الامين العام لحزب الله ان المقاومة تأخذ نفس الموقف من سورية وتريد تجنيبها المزيد من الدمار والخراب ونزف الدماء. وأكد نصر الله أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للامة العربية والاسلامية والقدس هي مسؤولية عقائدية ودينية وانسانية وأخلاقية ويجب الا تمس الانقسامات والتباينات والحساسيات والاخطاء أصل هذا الموقف والاتجاه من قريب أو من بعيد. وقال الامين العام لحزب الله ان المقاومة هي ماهيتنا وطبيعتنا والانسان لا يمكن أن ينفك عن ماهيته وطبيعته وموقفنا الحاسم هو مواجهة المشروع الصهيوني والعداء لاسرائيل أيا تكن التحولات في المنطقة ولبنان. ولفت نصر الله الى أن كل ما يجري في المنطقة هدفه أن تصبح فلسطين منسية والقدس خارج دائرة الاهتمام والتفكير والمتابعة وأن يتحول المقاومون الى مجموعات ذات حساسية من الموضوع الفلسطيني. وأضاف الامين العام لحزب الله ان الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل ومن معهما منذ عقود كانوا يعملون دوما على أن تصبح القضية الفلسطينية خارج أولويات الشعوب والحكومات العربية والاسلامية أو خارج الاهتمام. وشدد نصر الله على أن انتصار المقاومة على العدو الصهيوني عام2000 دق المسمار الاخير في نعش اسرائيل الكبرى فيما دق انتصار حرب تموز المسمار الاخير في نعش اسرائيل العظمى بمعنى أننا الان أمام اسرائيل عادية لا كبرى ولا عظمى. وشدد نصر الله على أن المقاومة تملك قوة ردع حقيقية ولديها بنك أهداف في فلسطين المحتلة وصواريخها ستطول تلك الاهداف على امتداد فلسطين المحتلة وستقابل أي عدوان اسرائيلي برد مقابل في حال طال بنية لبنان التحتية ولكنها لا تملك سلاحا كيميائيا لان استخدامه محرم ولان المقاومة ليست بحاجة اليه وهذا أمر محسوم بالنسبة لها. ولفت الامين العام لحزب الله الى أن نقاط الضعف لدى العدو الاسرائيلي كثيرة واذا أراد أن يعتدي دون ضوابط فالمقاومة لن يكون لديها ضوابط أيضا لان من نقاط الضعف تلك وجود أهداف ذات طابع اقتصادي وصناعي وكهربائي وكيميائي ونووي. وأكد نصر الله أن هناك من يعمل على احداث الفتنة في لبنان والمقاومة الوطنية تبذل جهدا كبيرا جدا لتلافي ذلك وهي دعت الى ميثاق شرف في هذا الاطار ومعالجة ذلك من خلال تجنب الخطاب المذهبي والطائفي وابقاء الاختلاف سياسيا فقط لافتا الى أن الازمة الحكومية في لبنان هي تجل للازمة السياسية وتعقيد التركيبة السياسية وليس لها علاقة بالتركيبة الحالية للحكومة التي هي حكومة منتجة كبقية الحكومات التي سبقت لا تعبر عن طموحات الناس ولا عن طموحات القوى المشاركة فيها واذا كانت بعض القوى المشاركة فيها تنتقدها فلانها تطمح الى تحسين انتاجها. وقال الامين العام لحزب الله ان هناك من يريد دفع الامور في لبنان الى الفوضى ويعمل في هذا الاتجاه ونسمع تهديدات كل يوم في هذا الاطار لافتا الى أن الحفاظ على الاستقرار والامن متوافر بنسبة كبيرة جدا ببقاء الحكومة واستمرارها لان ذهابها يعني الذهاب الى المجهول . وقال نصر الله اذا كان هناك من يريد اقناعنا بموقفه مما يجري في سورية فنحن جاهزون للنقاش ولا نغلق الابواب مع أحد ولكن لا يجب أخذ مجموعة من الابرياء واحتجازهم وابعادهم عن عائلاتهم واستخدامهم في الاعلام من أجل الضغط علينا وعلى غيرنا لتغيير موقفنا السياسي لان ذلك هو طريقة خاطئة. وتابع الامين العام لحزب الله.. اذا كان هؤلاء المخطوفون اللبنانيون في سورية ضيوفا كما يدعون ويقومون بتكريمهم أما حان لهذه الضيافة أن تنتهي..واذا كان هؤلاء الخاطفون طلاب حرية أو عدالة كما يدعون فلا يجب أن يحتجزوا الابرياء أو يظلموا أناسا بل يجب أن يطلقوا سراح المخطوفين. |
|