تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النحات دنخا زومايا يحتاج إلى جرعات فنية من الآخر

ثقافة
الخميس 31-12-2009م
لمى يوسف

تعلم من طمي الخابور، ودمج خامات متعددة لنحته وللوحاته التشكيلية.. الفنان المغترب دنخا زومايا عبر حديثه «للثورة» دخل إلى سيرته الفنية منذ نعومة أظفاره وبين هدفه من غربته الآنية التي بدأت منذ أشهرقليلة.

محطة‏

يقول الفنان زومايا: «مدرستي الأولى نهر الخابور.. فقد كان فيضان النهر شتاء يخلف الكثير من الطمي بعد انحساره ويولد تشكيلات عفوية تلقائية لتتشقق تحت أشعة الشمس، رغم صغر سني كان ذلك يلفتني ويحثني للاهتمام أكثر بالمساحة كاملة.. في طفولتي عملت في الأرض كما أي طفل يسكن القرية وأهله وهذا جعلني أترك الدراسة في المراحل الأولى وعندما عدت إليها كانت نقطة تحول مفصلية نقلتني نقلة نوعية إلى محطة جميلة أضاءت لي الدرب ومنحتني القوة والإصرار للمضي قدماً نحو هدف الإبداع التشكيلي.. درست بمدارس الحسكة ثم انتقلت إلى دمشق لأكمل الفنون الجميلة ولأنطلق بعد التخرج إلى زخم العمل الفني مع سلسلة من المعارض في «دمشق وحلب» وحتى 1990 ورغم عودتي إلى الحسكة وتعليم الفنون في تربيتها لاتزال المعارض مستمرة في «دمشق» و«حلب» وخارج « سورية» فهناك أكثر من 20 معرضاً فردياً منها في «إيران ولبنان وكندا، السويد و بلغاريا» إضافة إلى ثلاثة معارض مشتركة داخل سورية.‏

وأضاف: «استخدمت خامات مختلفة في أعمالي الحجر والخشب كما البرونز والبولستر والمعدن المباشر، وهذه التجربة الأخيرة جرت عليها عدة محطات وسبق أن أقيمت ندوات حولها.. حيث جمعت المعدن والخشب والحجر معاً.. ويعرف المهتم والمتابع تسلسل المراحل التي مررت بها ففي كل مرحلة كان لها إضافات، تعاملت مع المعدن ثم أضفت البللور إلى بعض الأجزاء من مساحات المعدن، اعتمدت على النحاس وأكسدته وأدخلته بمساحات لونية أشبه بالمينا وهذه الخلائط على السطح تحرك العمل بصرياً، وتعطي قيمة فنية إضافية للعمل.. لكونها تقدم حواراً مع عين القارئ.. إلى أن أضفت الشبك (المنخل الناعم) الذي حرك الأشكال بطريقة مختلفة قدمت نفسي من خلال الخصوصية التي أحدثها وقدمت إثارة للمشاهد ومازال لدي أشياء جديدة ستتبلور قريباً، وستترجم عملياً بالمرحلة التي تلتها أدخلت الحجر والمعدن ضمن عمل واحد.. حيث أثارت المراقب ليشاركني بالحوار لتزيد المتعة أكثر لأن العمل بالنهاية ساكن ويحركه الجمهور.‏

فبعض الأعمال تحاكي المشاهد وتحرضه ليتحدث.. ألعب على هذه الأشياء ومن خلال الخط والهيئة الخارجية للشكل المستوحى من الداخل إلى الخارج.. بالحركة البسيطة أعبر عن الحالة الداخلية للإنسان بأقل الخطوط، وأهمل هذه الخطوط لتزيد قدرة التعبير وليكون واعظاً بأرقى حالاته، ما يطرق بالمطرقة أشكله بخطوط قليلة وأظهر القوة فيه، وهذاهوالسهل الممتنع «قوة التعبير» بأبسط الخطوط.‏

متابعاً بالقول: «ضاق صدري وأرغب في توسيع الأفق والترحال لأجل المثاقفة والتواصل والحوار، فعمر الفن قصير لدى الفنان لذلك أحتاج إلى جرعات فنية وإبداعية استمدها من الغير وأطرح إبداعي أمام الآخر، فبالحوار وقراءة نماذج الأعمال مع الثقافات الأخرى سيرتقي العمل وسيتوسع الاحتكاك الذي يولد الآفاق الإبداعية، لذلك بدأت طريقي بالغربة ليتلاقى حواري مع حوارات الثقافات الأخرى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية