تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غزة ..من عام إلى عام

أخبار
الخميس 31-12-2009م
خالد الأشهب

رغم تعدد واتساع معاجم اللغة وقواميسها وازدحام المفردات والمصادر داخلها , فإنك أحيانا تحار في توصيف موقف أو إيجاد مفردة تختزن بين حروفها كل ما يعتمل داخل صدرك من تسميات وتوصيفات لحدث ما أو موقف ما , فلا تجد سوى الغضب ..

والغضب فقط !‏

يذهلك في بعض العرب ادعاؤهم الالتزام بالقوانين والتشريعات والاتفاقيات الدولية , وتذرعهم التلطي خلفها كما لو أنها تنزيل محكم , ويذهلك أكثر كيف يأخذ هؤلاء بجزء من هذا «التنزيل» دون غيره .. الجزء الذي يخدم اللحظة والذريعة بالصدفة البحتة , ويذهلك في المقابل رؤيتهم لإسرائيل بأم العين وهي تخترق كل القوانين والتشريعات والتنزيلات , وهي تنتهك كل الأعراف والأخلاقيات والإنسانيات , دون أن تنبس لهم شفة , ودون أن يتحرك في صدورهم إحساس أو يعتمل شعور !‏

يذهلك بعض العرب وهم يتلذذون بألم أشقائقهم ويشبعون من جوعهم , وهم يبدعون في الكيد لهم وفي إذلالهم والتشفي منهم , يذهلك بعض العرب وهم يضاهون إسرائيل في بناء الجدران والأسوار للتضييق على أشقائهم ووأد روح الثورة والكرامة فيهم , وحتى ليحار المرء في التمييز بين هذا البعض وبين إسرائيل .‏

في مثل هذه الأيام من العام الفائت كانت غزة بمدنها وقراها ومخيماتها وشعبها تبيت تحت النار المسكوبة رصاصا , بعد حصار وتجويع طويلين , واليوم كما في الأمس لازالت غزة تحت الحصار والجوع , تحت الحرمان والظلم , وجل هذا وذاك صناعة عربية بامتياز ولكن .. بدمغة إسرائيلية .‏

فشكرا للعالم إذا ذرف دمعة واحدة من أجل غزة , وإذا تظاهر مرة واحدة من أجل غزة , وقال كلمة حق واحدة بحق من أجرم في غزة وأهلها , وشكرا لجورج غالوي ولو تأخرت مساعداته إلى غزة دهرا , شكرا له ولو جاب العالم من أجلها ولم يحط رحاله فيها !‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية