|
حـــدث و تعــليـق وبنظرة سريعة نجد أن الوضع العالمي لايزال يشهد فوضى عارمة تجعله بعيداً عن اعادة بناء نظام جديد له، في ظل الاختلال الحاصل في ميزان القوى وهيمنة سياسة القطب الواحد، التي فاقمت الازمات الدولية، وساهمت في توسيع دائرة الحروب وبؤر التوتر في العديد من المناطق، وفشلت في ايجاد الحلول للكثير من المشكلات السياسية والاقتصادية التي مازالت آثارها تنذر بمزيد من الكوارث. فالقوى الكبرى لم تستطع حتى الآن أن تفعل شيئاً لمواجهة الازمة المالية العالمية - التي افتعلتها - وأصبحت تهدد اقتصادات كثير من الدول النامية، سوى اجراءات بسيطة أبطأت من تفاقمها، كما فشلت في ايجاد حل لظاهرة التغير المناخي التي باتت تهدد البشرية ورفضت الاعتراف بمسؤولياتها عن هذه الظاهرة، وساهمت بزيادة حدة الفقر، وأعداد الجياع بسبب هيمنتها على ثروات ومقدرات الشعوب. لكن الأبرز مايحدث في منطقتنا بالتحديد، حيث العدوان الاسرائيلي مستمر، ويهدد المنطقة برمتها، والموقف العربي لايزال في حالة شبه شلل، والانحياز الاميركي لاسرائيل لم يتغير، رغم الوعود التي أطلقها الرئيس باراك أوباما، بسبب خضوع ادارته لشروط حكومة نتنياهو، التي أجهضت مساعي ميتشل للسلام، وأمعنت في سياسة الاحتلال والاستيطان والتهويد، ولم تعر اهتماماً لنداءات المجتمع الدولي الذي مازال يكتفي ببيانات الادانة والاستنكار. كما أن الادارة الاميركية الجديدة لم تستفد من أخطاء بوش ، ومازالت تتخبط في حربين فاشلتين في العراق وأفغانستان، وتسعى لزرع الفتنة والانقسامات داخل بعض الدول العربية، كالسودان والصومال، ولم يستطع صاحب جائزة نوبل للسلام أن يقدم شيئاً ملموساً من أجل السلام. أكثر مانتمناه في العام الجديد أن يخرج الموقف العربي من حالة الترهل والضعف ويكون موحداً ازاء قضايانا المصيرية، حتى لانستجدي الآخرين كي يعيدوا لنا حقوقنا، فوحدة العرب هي الكفيلة باسترجاع هذه الحقوق، والتصدي لكل مامن شأنه أن يمس كرامة وسيادة أمتنا، وماقدمته المقاومة في لبنان وغزة خير دليل. |
|