|
بورصات وفرضياته التي يقوم عليها والرسوم البيانية التي يعتمد عليها وما مدى حاجة المستثمرين الفعلية إليه؟«الثورة» طرحت هذه الأسئلة على رئيس جمعية المحللين الفنيين في الأردن وسيم حداد، وإلى الإجابات: - نقاشات كثيرة تدور حول مصداقية التحليل الفني والنماذج والرسوم البيانية التي يعتمد عليها فما ماهية هذا التحليل؟ - التحليل الفني هو دراسة الطلب والعرض على الأوراق المالية والسلع استناداً إلى دراسة الأسعار وأحجام التعامل لهذه الأدوات كذلك دراسة حركة السوق ، وليس السلع أو البضائع المتداولة به. والتحليل الفني هو علم رصد وتسجيل - عادة في شكل رسم بياني- جميع المعلومات الخاصة بالتداول، أي سعر حجم التداول، تاريخ التداول ..لسهم معين أو مجموعة من الأسهم ، ثم استنتاج اتجاه الأسعار في المستقبل من الصورة التاريخية المرسومة. - وما الفرضيات الرئيسية التي يستند إليها التحليل الفني؟ يستند إلى أن الأسعار السوقية الحالية لأي أداة تعكس جميع المعلومات التي من الممكن أن تؤثر في سعر هذه الأداة، وبالتالي فإن المحلل الفني لا يأبه بالعوامل الاقتصادية، السياسية أو النفسية التي سببت حركة الأسعار ، وإنما يركز جل اهتمامه على دراسة حركة السعر نفسها، كما أن الأسعار تتحرك باتجاه معين، لذا فإن المحلل الفني يحاول تحديد الاتجاه في مراحل مبكرة لتحقيق أكبر أرباح ممكنة، ومن هذه الفرضيات أيضاً أن التاريخ يعيد نفسه وهذه الفرضية مبنية على أساس أن الأسعار اتخذت تشكيلات معينة عبر التاريخ ومازالت هذه التشكيلات تتكرر ويتفاعل معها المتعاملون في السوق بالطريقة نفسها التي تعاملوا معها سابقاً. - ولكن ما الذي يجعل التحليل الفني مختلفاً عن الأساسي؟ - - التحليل الأساسي ( Fechnical Analysis) يرتكز على أن سعر السهم يعتمد على الظروف الخاصة بالشركة وظروف القطاع، والظروف الاقتصادية والسياسية السائدة والمتوقعة بينما التحليل الفني (Technical Analysis) يعتمد على دراسة تحركات أسعار الأسهم خلال فترة سابقة والاتجاهات والأشكال التي اتخذتها، ويمكن من خلال استقراء هذه التحركات والأشكال التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية لأسعار الأسهم. واستناداً إلى تعريف كل من التحليل الفني والتحليل الأساسي يمكننا القول إن الفارق الرئيسي بين الأسلوبين هو أن التحليل الأساسي يعتمد على معرفة الأسباب التي أدت إلى حركة الأسعار من خلال عمليات التحليل المالي المختلفة، في حين أن التحليل الفني يركز على الدراسة التاريخية لحركة الأسعار دون التركيز على معرفة الأسباب الاقتصادية والمالية التي أدت إلى هذه الحركة. ويرى الكثير من مديري المحافظ العالمية أن اتخاذ القرار بشراء أو بيع الأداة المالية ينبغي أن يكون مبنياً على أساس التحليل الأساسي ويستخدم التحليل الفني في تحديد الوقت المناسب للشراء أو البيع. وما علاقة هذا التحليل بحركة وأحجام التداول؟ حجم التعامل هو عبارة عن عدد الوحدات التي تم التعامل بها في فترة زمنية محددة وعادة ما نشير إلى حجم التعامل اليومي، ويعتبر حجم التعامل عنصراً أساسياً في الرسومات الفنية حيث يشكل تأكيداً على اتجاه حركة السعر، كما أن حركة السعر بأي اتجاه تشير إلى إلى خلاصة قوى الطلب والعرض على أداة مالية معينة أدت إلى تحرك السعر بهذا الاتجاه. وبالتالي وللحكم على قوة اتجاه الحركة للسعر يمكننا استخدام حجم التعامل ، فارتفاع السعر مع وجود حجم كبير للتعامل يعتبر مؤشراً على قوة اتجاه الصعود (Bullish) أما انخفاض السعر مع وجود حجم كبير للتعامل يعتبر مؤشراً على قوة اتجاه الهبوط (Bearish). - النقص في حجم التداول مع ارتفاع الأسعار يعني أن المتداولين يقللون من ضغطهم على الأسعار إلى أعلى، فإذا كان الطلب ضعيفاً فإن تلبيته تتم بسهولة ما يعني أن استمرار ارتفاع الأسعار أصبح مشكوكاً فيه. - نقص حجم التداول في حالة هبوط الأسعار يعني أن الضغط على الأسعار إلى أدنى بدأت حدته تقل تدريجياً. - في كلتا الحالتين فإن ذلك ينبئ بانعكاس الأسعار. - إن ارتفاع الأسعار مع انخفاض حجم التداول هو اشارة تحذير بتحول الاتجاه من أعلى إلى أدنى ويؤخذ كإشارة دببية والعكس صحيح. - زيادة الحجم التدريجي تدل على اتساع دائرة المشاركين بالسوق وإن الكثيرين من عامة الجمهور قد بدؤوا دخول السوق. -ذروة البيع بقاع السوق (أدنى مستوى) كثيراً ما تكون مصحوبة بحجم تداول كبير فنتيجة الانهيار المتواصل للأسعار لفترة زمنية طويلة ينتاب حاملو الأسهم ذعراً مسبباً إرباكاً شديداً لهم وتشتد رغبتهم في التخلص مما بصحبتهم ما ينتهي إلى هروبهم الجماعي من الأسواق في لحظة معينة. - وهل يؤثر اختيار الرسم البياني في توضيح نتيجة التحليل الفني؟ - - قد لا يكون للرسم البياني المختار الكثير من التأثير من رسم لآخر، ولكن المحلل الفني قد يقتنع أن رسماً دون غيره يستطيع إظهار نتيجة التحليل بشكل فاعل ومؤثر، وهناك رسوم ونماذج متعارف عليها في مدارس التحليل الفني كالشموع اليابانية والرسوم الأفقية أو العمودية والرايات والقيم وغيرها.. - برأيكم ما مدى حاجة المستثمرين في سوق دمشق للتحليل الفني. - - قلنا إن التحليل لا بد وأن يكون مرتبطاً بوجود تاريخ للأسهم وفيما مضى لم تكن سوق دمشق تمتلك مثل هذا التاريخ بسبب حداثة انطلاقتها ولكن في العام القادم يجب أن تظهر أهمية التحليل الفني والمحللين للتنبؤ باتجاهات السوق الحالية والمستقبلية، ونحن في بورصة عمان جاهزون للمساعدة في هذا الاتجاه، وخاصة فيما يتعلق بمسألة تدريب هولاء المحللين. |
|