تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


  غزة التي تحاصرنا

ضوء ساطع
الخميس 31-12-2009
عدنان علي

  غزة فضيحة العصر العربي وأسطورته. عنوان آخر للزمن الرمادي.الزمن الرديء بضحالة ما تقدمه أمة كانت كبيرة لأحد ضلوعها المتكسرة، والزمن الناصع لتحول هذا الضلع الى وتد ترفرف عليه رايات الصمود .

غزة الجائعة تشبعنا كبرياء وآنفة. وغزة المصلوبة تعلمنا الحياة. لكن غزة المقاتلة هي عنوان المرحلة. بالامس يتوعد وزير حرب اسرائيل بمعاودة ضرب غزة لاجتثاث مقاومتها وتركيع أهلها. لم يتعلم باراك الدرس. وهل يتعلم الحمقى؟. لا تئن غزة من ضربات العدو، لكنها تتألم لجور الشقيق. شقيق يمنع الامداد الاممي عنها، ويقدم لها في ذكرى العدوان، وفي عيد الميلاد هدية ضخمة.. جدار فولاذي يحميها من السلع المهربة.. ضن به حتى على بيوت المعدمين في أحياء الصفيح،وأكواخ المقابر. عام آخر يمضي وحصار غزة يدوم ويدوم . عام آخر يأتي وليل غزة يطول. ست عشرة منظمة انسانية قالت للعالم كفى غدرا، والسيد بان كي مون أدى واجبه ورفع قبعته موافقا. وجامعة الدول العربية قالت كلمتها، وكذلك منظمة المؤتمر الاسلامي. لكن بقيت مشكلة صغيرة وهي أن الحصار لم يرفع، بل ثمة من يخطط لاحكامه وتشديده. هي مشكلة صغيرة كما قلنا ولا بد أن وزراء الخارجية العرب سوف يتداركونها في بيانهم المقبل، رغم أن بيانهم السابق أو الذي قبله، تحدث عنها وطالب بكل وضوح وقوة برفع الحصار، ومعاقبة الضالعين به، إلا من كان الحصار ضروريا لتحقيق أمنهم القومي، وسيادتهم الوطنية. ..مرحى لأمننا القومي وتحيا سيادتنا الوطنية وليسقط جورج غالاوي وعصبته المشاغبة التي تعكر صفو نشوتنا بانتصار أمننا القومي واندحار غزة !‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية