تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


  بوتين يعلن تطوير أسلحة هجومية لمواجهة التفوق الأميركي

أضواء
الخميس 31-12-2009
       أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده ستقوم بتطوير اسلحة هجومية لضمان التوازن مع الولايات المتحدة والحد من هيمنتها بينما تجري واشنطن وموسكو مفاوضات حول معاهدة اساسية بشأن التسلح النووي.

وقال بوتين خلال زيارة له الى فلاديفوستوك في اقصى شرق روسيا انه من أجل الابقاء على التوازن، علينا ان نطور انظمة هجومية وليس انظمة دفاعية صاروخية كما تفعل الولايات المتحدة باعتبار ان قضيتي الدفاع الصاروخي والاسلحة الهجومية وثيقتا الصلة حسب تعبيره.‏

وأضاف بوتين انه مع بناء مثل هذه الدرع الصاروخية الاميركية، سوف يشعرون انهم في امان تام وسيفعلون ما يحلو لهم مما يضر بالتوازن، ويزيد من عدوانيتهم في المجالين السياسي والاقتصادي.‏

وهي المرة الاولى منذ اشهر التي تشير فيها روسيا الى النظام الدفاعي الصاروخي الاميركي بينما اعلن الرئيس باراك اوباما في ايلول انه قرر التخلي عن الدرع الصاروخية في اوروبا.‏

واستبدلت الولايات المتحدة مشروعها الذي يهدف لمواجهة الصواريخ بعيد المدى بنظام اكثر مرونة يؤمن حماية من الاسلحة القصيرة والمتوسطة المدى وهو موقف مبدئي مريح لموسكو.‏

واثار بوتين الموضوع مجددا الثلاثاء الماضي مطالبا بحق معرفة كل تفاصيل هذه الدرع الجديدة.‏

وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف صرح دون ان يسمي الولايات المتحدة، ان روسيا ستضمن امنها عبر مواصلة تحديث ترسانتها النووية وخصوصا عبر تطوير صواريخ جديدة التي بينها عدد كبير من تلك التي انتجت في العهد السوفياتي وانتهت صلاحيتها.‏

وتأتي تصريحات بوتين بينما تتفاوض موسكو وواشنطن منذ اشهر بشأن ابرام معاهدة جديدة للحد من التسلح النووي لتحل محل ستارت الموقعة في 1991 وانتهت في الخامس من ايلول.‏

وفي هذا الشأن، رأى بوتين ان المحادثات التي توقفت منتصف كانون الاول بسبب اعياد رأس السنة  تجري بشكل ايجابي لكنه اعتبر ان هناك حاجة لوضع ضوابط وفهم مشترك بشأن الحد من الاسلحة يسهل التحقق منها وتتسم بالشفافية.  ‏

وباثارته هذه القضايا، خاض بوتين في مواضيع تكون عادة من صلاحية الرئيس مدفيديف الذي يحاول مع نظيره الاميركي التوصل الى تسوية حول خفض الاسلحة.‏

وخلال قمة بين اوباما ومدفيديف في تموز الماضي في موسكو تم تحديد هدفين هما خفض عدد الرؤوس النووية بين 1500 و1675 (مقابل 2200 حاليا) وخفض عدد الاسلحة الناقلة لها بين 500 و1100.‏

ومع انه غادر الكرملين منذ عام ونصف العام، لكن لا زال بوتين يعد الرجل القوي في البلاد وان كان يؤكد انه ينفذ تعليمات خليفته الذي اختاره بنفسه ديمتري مدفيديف.وصرح ان القرار النهائي في هذه المواضيع يعود الى الرئيسين الروسي والاميركي ديمتري مدفيديف وباراك اوباما.وكان رئيسا الدولتين اكدا خلال لقاء على هامش قمة المناخ في كوبنهاغن في 18 كانون الاول على التفاهم بينهما.‏

 وقال مدفيديف في تصريح لمجموعة من القنوات التلفزيونية الروسية ضمن قراءة لعام 2009، أن الوفدين المفاوضين الروسي والأميركي اتفقا على كل البنود تقريباً في نص المعاهدة الجديدة المرتبطة بخفض الأسلحة الاستراتيجية الهجومية ستارت، لتحل محل معاهدة ستارت ــــ 1، التي انتهى سريانها في الخامس من كانون الأول الحالي.  ‏

وأوضح مدفيديف أن المعاهدة الجديدة يجب أن تحدد أساس تعايشنا كدولتين نوويتين كبيرتين على مدى طويل يصل إلى 10 سنوات، مضيفاً أن المفاوضات بشأن المعاهدة الجديدة مسألة معقدة، لأن الحديث لا يدور عن إبرام عقد عادي بين شركتين يمكن صياغته خلال 15 دقيقة، بل تحديد أبعاد تقليص القدرات الاستراتيجية الهجومية لدى دولتين نوويتين كبيرتين وتطويرها في الوقت نفسه .إلا أن مدفيديف شدد على أن روسيا ستواصل بعد توقيع المعاهدة الجديدة مع الولايات المتحدة بشأن الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، تطوير هذه الأسلحة معتبرا ذلك ضروريا لحماية روسيا.‏

 وتطرق مدفيديف إلى علاقته مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، قائلاً إنها «رفاقية»، معرباً عن ثقته بأنها لن تتغير في المستقبل مشيرا الى انه يعرف بوتين منذ فترة طويلة تعود إلى أيام الدراسة في الجامعة نفسها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية