تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


زيارة نتنياهو للقاهرة .. دبلوماسية المراوغة

أضواء
الخميس 31-12-2009
ناصر منذر

  تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة الثلاثاء الماضي

تناولت جهود إحياء عملية السلام على المسار الفلسطيني الإسرائيلي حسب ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية التي أشارت إلى أن المحادثات تناولت أيضا الحصار الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية .‏

وبحسب الوكالة فإن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري شكك في جدية مساعي السلام الإسرائيلية، وأكد أبو الغيط الذي لم يكشف عن كل ما دار في المحادثات، أن استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية لن يتم طالما استمر الاستيطان.‏

ويرى محللون أن زيارة نتنياهو إلى القاهرة في هذا الوقت لها علاقة بإتمام عملية تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية حيث تتوسط مصر ومعها ألمانيا للتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن تفرج بمقتضاه حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن نحو ألف أسير فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية .‏

وكان نتنياهو استبق زيارته إلى مصر بالمطالبة بشروط ملزمة كثمن يجب على الفلسطينيين دفعه من أجل إحياء المفاوضات حسب تعبيره ، منها الاعتراف (بيهودية إسرائيل ) ووجوب أن تكون الدولة الفلسطينية المرتقبة منزوعة السلاح .إلا أن وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان أكد في نفس الوقت أن إسرائيل لن تتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين في العقدين المقبلين .‏

وفي السياق ذاته، ذكرت أنباء أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعد «خطابي ضمان » لتقديمهما إلى الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ليشكلا أساسا لاستئناف المفاوضات .‏

ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي عربي طلب عدم الكشف عن اسمه أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل سيسلم خلال زيارته المقبلة للمنطقة مسودتي ضمانات ، واحدة لإسرائيل والثانية للسلطة الفلسطينية ، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تأمل في أن يشكل الخطابان أساسا لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية .‏

أما السلطة الفلسطينية فقد نفت علمها بهذا الأمر ، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انه لم يتم التشاور مع السلطة في هذه الخطوة ،مشدداً على أن المطلوب من الولايات المتحدة إن أرادت استئناف المفاوضات أن تلزم إسرائيل بوقف النشاطات الاستيطانية،وليس أقوالا أو ضمانات لا تنفذها إسرائيل .‏

 لكن زيارة نتنياهو للقاهرة التي جاءت تحت عنوان استئناف عملية السلام، سبقها قرار اسرائيلي جديد يقضي ببناء نحو 700 وحدة استيطانية جديدة في شرق القدس المحتلة ، وذلك تنفيذا لتعهدات نتنياهو باستثناء القدس ومحيطها مما سمته حكومته  تجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر.‏

وقد أثار هذا الاعلان انتقادات دولية جديدة، حيث دعت الولايات المتحدة حكومة نتنياهو إلى وقف بناء وحدات استيطانية في مدينة القدس.وقال روبيرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض إن بلاده تدرك أن وضع القدس المحتلة شأن هام بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين وأنه من خلال المفاوضات يمكن التوصل إلى شيء ما.كما ندد الاتحاد الأوروبي بهذا القرار الذي وصفه بأنه يشكل انتهاكا للقانون الدولي.‏

وزيارة نتنياهو وهي الثالثة إلى القاهرة، قوبلت باحتجاجات شعبية مصرية ومطالبات باعتقاله، حيث تقدمت مجموعة من الأحزاب المصرية ببلاغ للنائب العام المصري تطالب باعتقاله فورا لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة وخلال الحصار المفروض على القطاع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية