|
موقع global research لقد كان واضحاً في الرسالة التي أراد إيصالها إلى العالم أن الولايات المتحدة ملتزمة بتوفير كل أسباب الحماية للشعب الأمريكي وهو ما يفسر قراره زيادة عدد القوات في أفغانستان. وقد استذكر أوباما أن القاعدة هي التي اعتدت على أمريكا وبالتالي فالحرب على القاعدة كانت عادلة ولابد من مواصلتها باعتبار أنها فرضت على الولايات المتحدة وشدد أوباما على أن العنف لا يجلب السلام ولا يحل أي مشكلة اجتماعية إلا أن التفاوض قد لا يستطيع وقف الاعتداءات لذلك فإن استعمال القوة يصبح ضرورياً أحياناً. هل تستطيع تخيل الكم الهائل من احتجاجات المعلقين الليبراليين لو أن جورج بوش قد قبل جائزة نوبل للسلام لدعمه للحرب وأعلن حقه في شن حروب عدوانية لكن لو فعلها بوش وألقى خطاباً مثل خطاب أوباما مع إرساله عدداً أقل من الجنود إلى المناطق الساخنة وميزانية حرب أقل وعدداً أقل من القواعد عسكرية لكان نال سيلاً من الانتقادات. إن الرئيس الأمريكي الجديد رجل وسيم وينتمي إلى حزب آخر لكن عندما يستمر بحروب سلفه بوش ربما لن نحبه كثيراً. إن الحروب التي خضناها أجبرتنا على تقديم تضحيات كبيرة من أجل انهائها من الممكن أن تكون الحروب أفضل مما نعتقد أو أن تصعيدها سيكون أفضل طريقة لانهائها. يستطيع أوباما استخدام القوة لشن حروب مستعيناً بالحجة ذاتها التي استصدرها محامو بوش في 23 تشرين الأول 2002 وهي قانون يعطي الرؤساء الحق في استخدام القوة. كما أن الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون فعل ذلك أيضاً حين شن هجمات صاروخية على العراق وأنحاء أخرى من العالم كيوغسلافيا السابقة وهو ما يعني أن بوش بدوره كان محقاً بشن الحروب ولو على نطاق أوسع. بمنطق الجناح اليميني كان كلينتون مثل أوباما خائناً اشتراكياً آخر ومن منظور قانوني وفرت سياسته الغطاء المطلوب لجرائم خلفه بوش. والأمر ذاته ينطبق على أوباما وعبارة اشتراكي ليس لها معنى خاص ولكن إذا أمعنا التفكير سنصل إلى أنها تشير إلى جهود أوباما لحماية المجرمين الذين سبقوه ولمواصلة جرائمهم التي باتت تكرم وتقدر. هل أوباما رئيس حرب؟ هل الباب كاثوليكي؟ لأننا سمحنا للرؤساء باستخدام قوة الحرب لذا فإن عبارة «رئيس حرب» ستكون بلا معنى من الآن فصاعداً مادام كل الرؤساء يحصلون على القوة من الحروب التي يشنونها وهذا مبعث شغفهم بالحرب، أنا لا أعني أن الرئيس أوباما ليس لديه خيار آخر فقد كان بمقدوره تحدي التوقعات ورفض أن يكون مفسداً ويقوم بما يمليه عليه القانون والفضائل. إذا استطعت تخيل أن هذه الأشياء غير الممكنة سأطلب منك النظر إلى سيرة وسلوك أحد نواب مجلس الشيوخ وهو دنيس كوزينيش. طوال الـ 225 عاماً الماضية قد لا نعثر على أي رئيس أمريكي يستجيب لمطالب الشعب وهذه القاعدة استمرت لفترة طويلة في هذه البقعة الكبيرة من العالم لأن الشعب يعهد للكونغرس مهمة كبح جماح الرؤساء. أكره أن أقول ذلك لكنني لست ضد تصعيد الحرب أنا ضد الاستمرار بتلك الحروب لا أريد من الرئيس إنهاء حرب أو تصعيدها أرغب من مجلس الشيوخ في عدم اعطائه ميزانية لذلك، لكن نواب مجلس الشيوخ يشترون على الأغلب أو يدفع لهم أموال. إنهم يخافون من قوة الصحافة ويعملون كخدم لدى قادة الأحزاب. كل من كتب أن الدستور الأمريكي مملوء بالأشياء الخاطئة يدرك أنه ليس بمقدورنا أن نملك السلام ما بقي قرار الحرب بيد شخص واحد مهما تكن صفته لذلك يجب أن يكون قرار السلام بيد الكونغرس ويكون هذا القرار ملزماً للبيت الأبيض وأمام هذا الكونغرس فرصة مواتية في الأيام المقبلة تتمثل في قرار تمويل زيادة عدد القوات فهل يرتقي لمستوى المسؤولية؟ وعندما ينظر في مسألة تمويل الحرب ينبغي عليه أن يبت في الوقت نفسه في قرار ضمان البطالة باعتبار أن تبديد الأموال في الحروب ستكون أولى نتائجه زيادة البطالة والاستثمار في الحروب يقلل فرص العمل ويتسبب في فرض المزيد من الضرائب لأن فرص العمل تأتي من الاستثمار في البنية التحتية والتعليم والبناء والصناعات غير العنيفة الأخرى وكل دولار يدفع من أجل الحرب هو دولار مسحوب من فرص العمل. ويدرك أعضاء الكونغرس أن بمقدورهم رفض تمويل الحرب مع الاحتفاظ بالأموال لمكافحة البطالة طبعاً ليس هذا بالعمل السهل لكن يمكن للجمهور أن يكون مشاركاً في هذه العملية ويجبر أعضاء الكونغرس عاجلاً أو آجلاً على اتخاذ القرار الصحيح، سيكون من الممتع أن نشارك في هذه العملية عوضاً عن الجلوس في منازلنا والاكتفاء بالتفرج والانتظار فقط. |
|