|
شباب لكن بالمقابل هناك أعداد كبيرة من الشباب والشابات الحاصلين على شهادة جامعية تؤكد كفاءتهم بالحفظ والبصم وبجدارة بغض النظر عن أي مهارة تذكر في مجال تخصصه. وهنا يقف الواحد منا وبيده شهادة يظن أنها مفتاح مستقبله وأحلامه ليكتشف أنها مجرد قفل ولابد من إجراءات عديدة يقوم بها حتى يحصل على المفتاح خاصة مع فرص العمل المقطرة من قبل القطاع العام أو متطلبات القطاع الخاص للخبرة والمهارة من خريجين مشبعين نظرياً. فهل دور الجامعات الآن يقتصر على تقديم الدراسة الأكاديمية النظرية دون أي مهارة عملية تذكر؟ توجهنا بهذا السؤال لعدد من الشباب الطلاب والخريجين وباختصاصات مختلفة ليجيبوننا عن تساؤلنا ولنشاركهم همومهم ورؤاهم نحو طريقة مثلى في الدراسة الجامعية. حاجتنا الحقيقية للنقاش مروة طالبة أدب إنكليزي تقول: ما نحتاجه في قسم اللغة الإنكليزية أن يكون هناك اهتمام أكبر في مجال المحادثة مع الطلاب عبر طرح الكثير من الأسئلة التي تتيح مشاركة أوسع من الطلاب دون الاقتصار فقط على إلقاء المحاضرة، فنحن بحاجة إلى وجود نقاش علمي ولغوي بين الدكتور والطالب وأعتقد أن الخطوة الإيجابية التي حدثت لنا هو القرار الجديد الذي جعل النظام الامتحاني للأدب الانكليزي كتابياً فهذا يعود بالفائدة على الطالب. ففي نظام الأتمتة المتبع سابقاً كنا نعتمد على حفظ شكل الكلمة ليخرج الطالب لا يعرف تهجئة الكلمة وكتابتها، بينما في النظام الكتابي يمكننا من كتابة الكلمات والعبارات الطويلة وهذا شيء جيد. وبعد أن أبدت تفاؤلها تكمل قائلة: لكن لابد للطالب اليوم أن يعتمد على نفسه باتباع دورات تقوية في معاهدة لغوية لكي يستفيد فيما بعد في حياته العملية لأن دراسة الجامعة لا تكفي. بينما داليا الخطيب طالبة سنة رابعة في قسم اللغة العربية تقول: بالنسبة لاختصاصي معظم الطلاب الذين يدخلونه يعتمدون الحفظ والبصم فقط دون أن تترسخ أي معلومات. فالمتبع كالعادة إلقاء المحاضرة وبعد ذلك يتم إقرار عدد المحاضرات المطلوبة في الامتحان وأغلب الطلاب يدرسون لكي ينجحوا فقط؟ وأنا اليوم في السنة الرابعة ومع ذلك لا زلت أشعر بأنني طالبة مدرسة وليست طالبة جامعة بسبب انعدام المناقشة معنا كطلاب بل يتم إملاء المحاضرة ليس إلا. لا أثر للجانب العلمي ومن خلال العديد من الشباب الذين التقيتهم ومن مختلف الأقسام كانت هناك رغبة حقيقية مشتركة بأن يكون هناك جدال ونقاش معهم كجامعيين حول مضامين مقرراتهم فهذا يزيد من قدرة الشاب أو الفتاة في الفهم وتخزين المعلومات ليستفيد منها فيما بعد. بالإضافة إلى اكتسابه مهارة المحادثة وبمنطق علمي ضمن مجال تخصصه وهذا أضعف الإيمان. فكيف إذا تحدثنا عن الأدوات التطبيقية التي يجب أن تتواجد بالنسبة لكل اختصاصي لكي يكون هناك دعم عملي للمعلومات النظرية المكتسبة وأن لا يقتصر الأمر فقط على حلقات البحث. أمل القاسم طالبة ماجستير في مجال الآثار حدثتنا حول هذا الأمر قائلة: كل الأقسام تقوم بإعطاء الناحية النظرية دون العناية بالتطبيق وعادة التطبيق العملي يأتي فقط من خلال حلقات البحث أو ضمن البحث في المكتبة، فمثلاً نحن كطلاب آثار ما الذي يفيدنا بالبحث ضمن المكتبة، نحن بحاجة إلى موقع أثري نعمل ضمنه. فما يهمنا كطلاب آثار أن تفتح لنا أبواب المديرية العامة للآثار والمتاحف من خلال بعثات التنقيب وأن تضم هذه البعثات كل الطلاب لا على عمال. فإن قسم الآثار لا يحوي سوى معسكر إنتاجي واحد في السنة الثالثة والذي لا يحضره معظم الطلاب. بالإضافة إلى فرص من قبل مديرية الآثار ولكن عند ذهابنا نكتشف بأنه لا يوجد شيء أو بمعنى آخر «موجودة لأشخاص معينين». خطوات لكن بالمقابل هناك خطوات تحديثية متخذة من قبل بعض الكليات ولو بدت صغيرة لكنها مهمة. كالخطوة التي اتخذها قسم الإعلام عبر اتفاق مع الأكاديمية العلمية السورية ومركز الجزيرة للتدريب الإعلامي وذلك بغية الاهتمام بالجانب العلمي خاصة أن الإعلام هو دراسة عملية تطبيقية بحتة، وعن ذلك حدثنا عامر مطر طالب في السنة الرابعة في كلية الإعلام حيث قال: أعتقد أنها خطوة جيدة بالنسبة لنا كطلاب إعلام ولكن لا تكفي دورة مدتها شهر أو أقل لعشرين طالباً ولمرة واحدة خلال السنوات الأربع باكتساب أي خبرة عملية. وأكد أن الاستفادة الوحيدة لهم طوال السنوات الأربع تكمن بمواد الخبر الذي يتعلمون من خلاله كإعلاميين كيفية كتابة وإعداد الخبر بالإضافة إلى مادتي تحرير ويتابع قائلاً: وأما ما تبقى منها فهو سرد تاريخي لنشوء الصحافة منذ الاتحاد السوفييتي أو النظريات السوفييتية في الصحافة والتي لا تمت بأي صلة بالحياة العملية وعن أمانيه لكي يصبح قسم الإعلام في حالته المثالية قال لنا: ما نتمناه أن يتم توزيع الطلاب على الصحف والاهتمام بالمواد العملية بشكل أكبر وخاصة مواد التحرير بالإضافة إلى مراعاة الحداثة في مناهجنا لأن الإعلام في تطور مستمر وطبعاً رغبتنا بوجود كادر تعليمي من الإعلاميين المتخصصين بالإضافة إلى أنه لابد من تطبيق امتحان فعلي للقبول في فرع الإعلام ليس كالامتحان الشكلي الذي أجري هذه السنة لكي يتم انتقاء من يمتلكون موهبة الكتابة وفيما بعد يتم تدريبهم بشكل عملي حقيقي. |
|