تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يستثمرون الخبرة الفنية في ملتقى النحت

شباب
الخميس 31-12-2009
آنا عزيز الخضر

«ملتقى النحت» جمع فنانين كبار لهم أسماؤهم على مستوى العالم في فن النحت، إذ قدموا فيه عصارة خبرتهم وعلمهم وموهبتهم

على مدى عقود طويلة في العمل الفني كماجذب القادمين الجدد إلى هذا الفن، فكانت الفرصة للاستفادة من الخبراء عبر ملازمتهم والعمل إلى جانبهم في ملتقى دمشق الدولي للنحت والذي أقيم على أرض معرض دمشق الدولي القديم بالتعاون ما بين محافظة دمشق ومؤسسة مصطفى علي لإنجاز أعمال نحتية لها خصوصيتها الفنية العائدة لمبدعيها، فسارع شبابنا كي يكونوا مساعدين لهؤلاء الفنانين وللاستثمار لكل لحظة عايشوها في ذاك الملتقى الفني مراقبين كطلاب يأخذون من الخبرة الفنية والتقنيات المعجونة بالمعرفة والموهبة الفذة، كما أكد هؤلاء الشباب عبر لقاءاتنا معهم، وكانت البداية مع الشابة سراب جوخدار خريجة كلية فنون جميلة فقالت:‏

كان الملتقى تجربة تشبه الموسوعة إن صح القول خصوصاً لمن يملك الرغبة بالبحث والاطلاع وقد استفدنا كشباب فنانين من هذه الفرصة بالعمل إلى جانب فنانين متميزين على مستوى العالم ومن بلدان مختلفة وقد شارك كل منهم بأكثر من 15 ملتقى على مستوى العالم، لذلك فهذه الفعالية جسدت فرصة لا تعوض على أكثر من صعيد فني منه وثقافي وحتى اجتماعي، مثلاً الفنان الذي ساعدته هو ألماني يعيش في إيطاليا ويهتم بالطالب بشكل كبير فهو أعطاني أدواته وأعطاني الدافع والجرأة للعمل وخلق الإمكانية عندي حتى أتعلم المهارة الفنية عندما وجهني إلى كيفية العمل بشكل يؤسسني به في فن النحت رغم دراستي، وعلمني حرفيات وتفصيلات هي في منتهى البساطة والدقة والضرورة للعمل الفني النحتي، كما أطلعني على أهمية الإحساس الفني وكيف يستمتع بالعمل الفني ويعطيه من إحساسه كما يمنحه الأخير الإحساس الجميل.‏

فالفرصة هذه فريدة من نوعها لمن يمتلك الرغبة بالمبادرة، لذلك ما إن سمعنا بهذا الملتقى حتى أخبرنا بعضنا البعض لاستثمارها بالشكل المطلوب علمياً وفنياً وثقافياً، إذ علمونا الكثير من خبراتهم بسبب محاولاتنا ورغبتنا بهذا الأمر وذاك الفنان -الخبير الذي ساعدته أفادني من أكثر من جهة حتى إنه يستثمر التعامل الاجتماعي من أجل فائدة الفن الذي يحبه ووجهني إلى أبسط المعلومات حتى كيف أتعامل مع أدوات العمل، لذلك كان الملتقى أكثر من دورة مكثفة طورت معلوماتي وخصوصاً أنه قد مضى على تخرجي سنوات ومن الضروري أن أطور معارفي فأعطاني الملتقى الكثير من المعلومات المتميزة وكان من المسموح لنا التعرف على جميع الفنانين والعمل كمساعدين إلى جانب كل واحد منهم وبداية كنت مع الفنان لطفي الرمحين الذي ساهم بدعوة هؤلاء الفنانين ثم انتقلت إلى فنان آخر والذي نحت عملاً يحمل «رمزية» ما كأنه إيحاءات تقدم العطاء لمدينة دمشق.‏

أما الشابة ربا كنج قالت: مهما تحدثنا عن أهمية هذا الملتقى لا نستطيع إيفاءه حقه بما حمله إلينا من إيجابيات كثيرة فكانت فرصة التعلم من فنانين خبراء إذ أطلعونا على أشياء لم نراها في كلية الفنون الجميلة وقد علمونا على نحت الحجر الذي لم نختبره أصلاً إذ كانت أعمالنا مقتصرة على الطين فأرشدونا كيف نبني المنحوتة لا كيف نولدها فكانت المعلومات مهمة لنوعيتها وقد استثمرنا الفرصة كمساعدين للاطلاع والشغل على جماليات النحت ثم التدرب عليه بطرق مختلفة فالمادة كانت جديدة والأشخاص الذين علمونا العمل عليها كانوا بمثابة كنز من المعلومات إن كان في مجال طريقة العمل أو الأفكار المبدعة فكانت كل لحظة في ذاك الملتقى مفيدة إضافة إلى أن الملتقى لفت الأنظار إلى ضرورة حضور ورشات العمل الشبابية بشكل منتظم ومدروس لما فيها من فائدة على صعيد العمل الفني والتدريب ثم ضرورة تأمين أيتليه يستقبل الشباب الفنانين حتى يشجع الخريجين ويفتح أبوابه للشباب الذين يمتلكون طاقات يمكن استغلالها بشكل أفضل كأن يجتمعون على فكرة واحدة وينفذون ملتقى للنحت أو التصوير إذ يمكن أن تزين تلك الأعمال كثيراً من المرافق في دمشق كما أن الكثير من الخريجين تتحدد طموحاتهم بسبب الحالة المادية فتأتي تلك الملتقيات لتشجيعهم والأخذ بأيديهم ولو بشكل نسبي.‏

وقد تحدثت من جهتها الشابة فيندا محمد كإدارية في مؤسسة مصطفى علي فقالت: الملتقى تظاهرة ثقافية وفنية وقد جمع بين خبرات عالمية وأفسح المجال للفنانين الشباب الآخذ من أساليبهم وآلية شغلهم وخصوصاً أنهم من بلدان مختلفة، من إيطاليا والأرجنتين وألمانيا وغيرها، ومنذ أن بدأت فكرة تنظيم الملتقى هذا كان بالحسبان استقطاب الشباب للاستفادة من تلك الخبرات الفنية المتنوعة، وقد لفت الأنظار إقبالهم وسعيهم والأخذ قدر الإمكان من هذه الفعالية عبر التنقل بين الفنانين والتعرف على مدارسهم وأساليبهم الفنية المختلفة وترجمتهم لخبرتهم ومواهبهم العريقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية