تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


  أمنيات للعام الجديد.. تفاؤل بالبرد.. وتشاؤم من جرس المنبه..

شباب
الخميس 31-12-2009
لينا ديوب

  ماذا تنتظر أنتَ أو أنتِ من العام الجديد؟ وماذا يخبئ لكما؟ وما أمنياتكما فيه؟  أسئلة طرحتها على مجموعة من الشباب مع قرب انتهاء عامنا هذا، على أمل أن تتحقق فيه من أمنياتهم مما لم يتحقق من قبل.

وما شجعني على السؤال عن أمنيات الشباب للعام الجديد أن روعة وهي طالبة صف حادي عشر علمي هي التي طلبت مني أن أكتب عن أمنيات الشباب وبدأت بالقول: أنا أتفاءل بالبرد في نهاية العام، وأخي يتشاءم من صوت المنبه طوال العام لأنه يتبع بصراخ أمنا: هيا تأخرتم! ولن أفكر كثيرا للعام القادم لأنني في شهوره الأخيرة أكون قد دخلت بعامي المصيري وهو البكالوريا، وأقصى أمنياتي أن أدرس في جامعة حكومية، لاتعليم مفتوحاً ولاموازياً، لن يدفع لي أي تكاليف خارج الجامعة الحكومية.‏

أما ميرنا 22عاما وهي من ريف حلب وتدرس في عامها الأخير بدمشق فتقول : أشعر بالخوف ولا أحمل نظرة متفائلة كبيرة للمستقبل وذلك لأنني سأعود الى بلدتي، ومجتمعي هناك لم يتطور في نظرته لي كفتاة بما يوازي ماحققت من علم وتعلم، وما زالت القيود تحد الكثير من أفكاري وأمنيتي بالبقاء والعمل هنا، وبالتالي فإن مستقبلي هو بين يدي أسرتي التي ترى أن إمكانية بقائي هنا  أمر مستحيل، وهذا معناه أن العام الجديد سيحمل بعد تخرجي معركة كبيرة مع أسرتي لاأضمن أن يكون النصر فيها لرغبتي في العمل هنا ومتابعة دراسة اللغة الانكليزية، أي انتصار قيم الانفتاح والتحرر والتعلم المستمر التي أملكها، بمقابل تفكيرهم الأحادي وهو الزواج فقط.‏

أما نوار المتخرج حديثا من كلية الاقتصاد فيقول: أتمنى ألاأقرأ مقالة أو أتابع برنامجا اذاعيا أو تلفزيونيا يكتبه أو يعده صحفيون كبار في السن أو مسؤولون حكوميون ويسترسلون بمقدمات عن الجيل والشباب والحيوية وطاقة المستقبل الخلاقة، كما أتمنى ان تنتشر المدونات أكثر بيننا لأننا نستطيع ان نكتب فيها ليس عن آمالنا فقط بل عن آرائنا، وأن تزداد الفرق الموسيقية والمسرحية التي ينشئها الشابات والشباب بمبادرات وتحقق النجاح.‏

توقفت قليلا بعد ماسمعته من نوار، حيث نقرأ أو نسمع من كثيرين وصفاً لحال الشباب السوري أو العربي عموما بأن هذا الشباب لامبال ومتمسك بالمظاهر، وقد يعترض أو يتفق البعض مع هذا التقييم، لكن هيفاء سنة ثالثة أدب انكليزي تقول : أستغرب كيف يقال عنا ذلك الوصف، أنا مثلا لاأقف عندما تقدمه الجامعة لي، وها أنا اعمل بالصحافة وباللغة الانكليزية وأترجم مقالات طويلة، وكل هذا ضمن سعيي لكي لاأكون عبئا على أهلي لأن دخلهم بالكاد يكفينا، وأنا لاأهتم بملابسي ان كانت تساير آخر صرعات الموضة أم لا، وكل صديقاتي مثلي، ونحضر من البيت سندويشات زيت وزعتر للتحكم بالمصروف، وأمنيتي للعام الجديد ألا أخسر الوظيفة التي حصلت عليها بسبب الامتحانات. ‏

أما محمد القادم من حمص لدراسة الطب البشري وهو في السنة الرابعة فيقول: إنه لايستطيع الفصل ما بين أمنيته الشخصية و الأمنيةالعامة، فهو يتمنى لو يسكن بغرفة مستقلة و لو سنة واحدة قبل أن ينهي دراسته، لكن غلاء الآجارات وضيق ذات اليد كما يقول يمنعانه من تحقيق هذه الأمنية، لذلك هو يأمل أن يشهد العام الجديد حالة الانتعاش الاقتصادي للناس ويرى الفقر من حوله ينحسر وتهبط أسعار الغرف ليتسنى له اتمام السنتين الباقيتين مستقلا في غرفة ينظمها ويعيش فيها كما يحلو له. ‏

أما مريم موظفة بدوامين فتقول: ثلاثة وثلاثون عاما و لا حب و لا زواج ، لكن لابأس عندي عمل ودخل جيد وأمنيتي ليس للسنة القادمة فقط بل للسنين القادمة والى السن الذي أكون قادرة فيها على الانجاب وهي أن أصبح أما، حتى لو انتهى زواجي بالفشل، لكن الأمومة أمنيتي، حتى لو كنتم تتحدثون عن الانفجار السكاني.‏

أما ربا فتقول لي حتى لو سخرت من أمنيتي فلن أبدلها وهي أن توقف جميع الكليبات من جميع الفضائيات، لأننا نتهم من امهاتنا ومعلماتنا وكل محيطنا بأننا نقلد فنانات الكليب، وبأنهم أفسدوا أخلاقنا، حتى لو لم يبدر عنا أي تصرف يستدعي ذلك، بل أحيانا اذا غيرنا تسريحة الشعر، أو قلنا إننا نحب هذا المطرب، أو ذاك، أو هذا البنطال أو الآخر مع أنهم جميعهم جينز، وكأننا نحن من صنع هذه الكليبات أو كأننا نقض وقتنا بمشاهدتها والاستماع اليها.‏

لم يزل عندي الكثير من الأمنيات للعديد من الشباب والشابات وهي على تنوعها وبساطتها تبدو وكأنها أحيانا تعبر عن تأففا من حالة يعيشونها، أو حرمانا من حالة يتمنون عيشها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية