تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المستوردون والمخلّصون عبر مرفأ طرطوس يستنجدون : الآليات والروافع ..معطّلة .. أو مهترئة .. أو خارج الخدمة .. فإلى متى ؟!

تقارير
الخميس 31-12-2009
هيثم يحيى محمد

لا يكاد يمر يوم إلا ونتلقى فيه شكاوى شفهية من الوكالات البحرية أو المخلصين الجمركيين أو المستوردين حول معاناة يتعرضون لها في مرفأ طرطوس بسبب الوضع السيئ لنسبة كبيرة من آليات وروافع المرفأ وخروج العديد منها من العمل نتيجة الأعطال المتكررة أو المستمرة لها .

وهذه الشكاوى لا تصلنا إلا بعد أن تزداد الأمور سوءاً وبعد أن ينعكس واقع الآليات سلباً على ترصيف البواخر وتفريغها وشحنها ..وبالتالي بعد أن تترتب غرامات تأخير بالقطع الأجنبي على أصحاب البضاعة (المستوردين)..‏

طبعاً أسباب هذا الواقع السيئ للآليات عديدة ولعل أبرزها قدمها وعدم جدوى إصلاحها وتأهيلها ،هذا إضافة لأسباب تتعلق بالعنصر البشري العامل فيها أو المستثمر لها ....الخ .‏

لن أطيل في التقديم وسأورد فيما يلي شكوى خطية وصلتنا منذ أيام حول هذا الواقع وحول أمور أخرى تتعلق بالنظافة والساحات والأرصفة و... الخ .‏

الواقع سيئ‏

يقول مجموعة من المخلصين الجمركيين ورجال الأعمال المستوردين والوكلاء في شكواهم المقدمة للثورة :‏

عندما تصل إلينا بواخر إلى المرفأ نواجه أزمة في الحصول على إذن بإدخالها إلى حوض المرفأ وبعد مراجعات عديدة من قبل الوكالات البحرية المسؤولة عن البواخر لإدارة المرفأ ومديرية الاستثمار يردنا جواب إنه ليس لدى المرفأ روافع وآليات ولا معدات أو إنها معطلة وكذلك لدينا بضائع ترد دوكمة وغيرها يكون الجواب ليس هناك أقماع ،علماً أن الأقماع تُصنّع محلياً وليست آلة تسير على عجلات بل هي صندوق معدني مفتوح من الأعلى بشكل صندوق وأسفله بشكل قمع تخرج من أسفله البضاعة وهذه أبسط الأدوات ومع ذلك تراها غير موجودة بشكل دائم للبواخر التي تعمل بها كل يوم .. فهل من المعقول أن نرى روافع وآليات غير متوفرة أو معطلة، وهي في العناية المشددة وأصحاب البضائع يصرخون من الغرامات التي يدفعونها إلى شركات النقل من جراء تأخير بواخرهم ؟! وكذلك ترى الباخرة تعمل عليها رافعة فعندما تعطل تراها تبقى ساعات على الرصيف والباخرة متوقفة عن العمل حتى يتم إصلاحها أو إيجاد بديل عنها .. فنوجه السؤال إلى المشرفين على العمل مباشرة فيكون جوابهم الآليات أصبحت مهترئة ونحن أبلغنا المسؤولين عن حالتها !!‏

ويضيف هؤلاء : كذلك نريد أن تشاهدوا أرصفة المرفأ والروائح التي تخرج منها من تراكم البضائع عليها حتى أصبحت كالطريق الترابية وأغطية علب الصرف الصحي منزوعة عنها ومملوءة بالمياه تقع القدم فيها دون أن يعلم بها الشخص .. شوارع في المرفأ مليئة بالحفر يكاد يبلغ عمق الحفرة /40/سم وبإمكانكم التأكد من ذلك بأعينكم من المدخل الشرقي للمرفأ وباتجاه الغرب والشمال والجنوب وحتى أمام المستودعات /11-12-13/ حتى الرصيف الحربي ولكن نرى الوجه التجميلي من المدخل الغربي وحتى ساحة الحوايا وحصرياً كأنه هذا المرفأ كله ،لذا نوجه عنايتكم إلى إيقاظ المسؤولين عن تحسين أداء آليات وروافع المرفأ وتعبيد شوارعه لا شارع فقط والعناية بنظافته وإغلاق فتحات الصرف الصحي لأن سيارة ومنذ عشرين يوماً قد سقطت فيه وأمام أعين الناس .‏

رد إدارة المرفأ‏

مدير عام الشركة المهندس زكي نجيب وبعد التدقيق في مضمون الشكوى أجابنا بالقول :‏

نظراً للعدد الكبير من الشاحنات التي تؤم حرم المرفأ يومياً والحمولات الثقيلة فإن كثيراً من الطرقات تتعرض لهبوطات وتخريب الأمر الذي يجعل صيانة هذه الهبوطات بشكل متواصل أمراً متعذراً لكون الصيانة تخضع لإجراءات عقدية والظروف الجوية وقد أبرمنا عقد صيانة مع شركة الطرق برقم 21/2009 وباشرنا العمل منذ 16/8/2009 وتم إعطاء بعض المواقع أولوية على غيرها حيث تمت صيانة الحفر على الطرق المؤدية للأرصفة /4-9-12-13/ وطريق الساحة /6/ والشارع الريئيس للرصيف /10-11/ والشارع غرب المستودعات /8-9/ والشارع المؤدي إلى مرآب الخدمة .‏

وتتم متابعة العمل بصيانة كافة الطرق المتخربة حيث إننا ندرك واقع هذه الطرق وتأثيرها على السيارات الشاحنة المحمّلة بالبضائع وأيضاً على المتعاملين مع المرفأ إلا أن أعمال الإكساء والصيانة تتأثر بالأمطار لأن الإكساء يجب أن يتم ضمن ظروف ملائمة ضماناً لجودة التنفيذ وتتم متابعة تنفيذ الأعمال بالتتابع حتى يتم الانتهاء من هذا الواقع، مشيرين بأننا وبموجب العقد رقم /20/ لعام 2008 قد عالجنا مدخل الباب الشرقي ومدخل القبابين /4-5/ ويتم حالياً صيانة باب الحمولات الشاذة .‏

وإن اهتمامنا بتحميل المرفأ من الباب الرئيسي للدخول وحتى المحطة يأتي ضمن خطتنا لتحسين وتجميل جميع مرافق الحرم المرفئي دون استثناء ويتم استكمال ذلك حتى يشمل كافة الطرق والمداخل والأرصفة وإن دل ذلك على شيء إنما يدل على اهتمامنا بما تمت إثارته من قبل الشاكين سابقاً إلا أن الأمر يحتاج إلى وقت لظهور النتائج، وفيما يخص النظافة فإنه واقع يعاني منه مرفأ طرطوس لكونه بالأساس مرفأ للبضائع العامة وبضائع الدوكمة الأمر الذي يترك تأثيره المباشر على الارصفة والطرق ويحتاج إلى جهود متواصلة من قبل العاملين وأصحاب الشاحنات والآليات والمتعاملين إضافة لما تقوم به الشركة المتعهدة لأعمال النظافة التي نقوم بمتابعتها لرفع وتيرة العمل وحسم مبالغ مالية على أي تقصير في العمل إلا أن جميع من زار مرفأ طرطوس سابقاً ويزوره حالياً يلاحظ التحسن الكبير الذي طرأ على موضوع النظافة وهذا لا يعني أننا راضون بالواقع إلا أننا نسعى لتحسينه باستمرار ضمن ظروف العمل ،حيث إن النظافة مطلب لنا وللعمال وللمتعاملين وهي تنعكس بالنهاية على الجميع .. وفيما يخص أغطية جور الصرف الصحي والتصريف المطري فإن دائرة الصيانة لدينا تقوم باستمرار بجولاتها لتركيب المفقود منها حيث إنها تتعرض للكسر والتخريب نتيجة مرور الشاحنات عليها والموضوع يتابع باستمرار .‏

وحول ما يثيره الشاكون من واقع الآليات وعدم توفرها فقد سبق أن اتخذنا مجموعة من الإجراءات الخاصة بالآليات من صيانة واستثمار انتهت بالنتيجة إلى تحسين الإنتاجية إلا أن الروافع تعمل على مدار /24/ ساعة وتتعرض لأعطال مفاجئة يتم إصلاحها ضمن الإمكانية المتاحة إضافة إلى أن بعض الآليات يتم تنظيم طلبات إصلاح خارجية بها الأمر الذي يؤخر زجها في العمل مجدداً وتلافياً للتأخير تم سابقاً اعتماد قوائم بالقطع التبديلية لها وتم استلام جزء من الشركات الصانعة والبعض الآخر قيد التوريد ..‏

كما يتم تصنيع بعض القطع التبديلية للروافع في مؤسسة معامل الدفاع للحفاظ على جاهزية الآليات ونشير إلى أن بعض الروافع يخضع لعمرة محركات وأعطال فنية تأخذ وقتاً في إصلاحها ونرى أن هذا الأمر طبيعي إلا أنه يتم باستمرار تضخيمه لأسباب نجهلها يدل على ذلك الإنتاجية التي وصلت حتى الآن إلى /13.564/ مليون طن مقارنة بنهاية العام الماضي التي وصلت إلى /12.929/ مليون طن وبخصوص الأقماع فإنه يتوفر لدى الشركة /12/ قمعاً تعمل /7/ منها على بواخر الدوكمة وهناك /4/ أقماع للقطاع الخاص حيث يصبح العدد الإجمالي /23/ قمعاً تغطي عمل /23/ يد عمالية إلى جانب البواخر التي تعمل بواسطة وحدات التعبئة وهذا العدد كبير لا يمكن للمرفأ تشغيله دفعة واحدة كون أرصفة المرفأ غير مخصصة لتفريغ بواخر الدوكمة فحسب وإنما يتم ترصيف البواخر الأخرى أيضاً التي تحمل بضائع مختلفة حسب ورود طلبات التشغيل من الوكلاء الذين يعملون ذلك وتتم صيانة الأقماع وإصلاحها بشكل يومي للحفاظ على جاهزيتها ولا نرى أن هذا الأمر يثير أي مشكلة .‏

مشيرين إلى أننا لحظنا في خطة العام القادم توريد سيارات خدمة للصيانة والإصلاح وروافع رصيف لرفع وتيرة العمل حيث نسعى باستمرار لتحسين واقع العمل وتلبية طلبات المتعاملين والأخذ بملاحظاتهم كل ذلك إيماناً منا بالدور المهم لمرفأ طرطوس وسعينا المستمر لجعله مقصداً رئيسياً للبضائع ومكاناً مرغوباً فيه منافساً للمرافئ المجاورة بخدماته وتعرفته .‏

أخيراً‏

إن الواقع القائم سواء بالنسبة للآليات والروافع أم بالنسبة لغيرها يحتاج لحلول إسعافية وأخرى إستراتجية لأن استمراره لا يخدم المرفأ ولا العاملين فيه ولا المتعاملين معه وبالمحصلة لا يخدم الاقتصاد الوطني ولا الوطن والمواطن .. لذلك نأمل ألا نتأخر في هذه الحلول .‏

 ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية