تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أبعـــد مـــن اليمـــن

الافتتاحية
الخميس 31-12-2009
بقلم رئيس التحرير أسـعد عبـود

أمنية نهاية العام.. أن يسلم اليمن..

كأن هذه الأمة لم يكن يكفيها ما شهدته وتشهده في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال.. و... كي يبتكروا لها جرحاً جديداً نازفاً في موقع آخر تلبدت الغيوم فيه هو اليمن.‏

لا نحتاج إلى بيانات أو تصريحات كي يعرف الشرق والغرب.. القاصي والداني.. أننا مع وحدة اليمن وسلامة أراضيه وشعبه، كما نحن مع العربية السعودية.. وهو ما أعلناه صراحة، لأننا سورية العروبة والتضامن العربي وسيادة القرار العربي.. وهو ما عبّر عنه السيد الرئيس بشار الأسد واصفاً استقلال القرار بأنه الاستقلال الثاني.‏

لا أريد أن أسيء لأي جهد يبذل علناً أو بالسر لمنع تدهور الأوضاع في اليمن.. لكن.. الحكاية طالت، وثمة متغيرات تلحق بها دائماً، وقد بدأ التوجس يدخل الروح..‏

القتال الداخلي يجعل أي بلد بحالة تسمح بالتسرب إلى داخله.. وفي عالم مليء بقوى تبحث بعيونها - وعيون غيرها - عن أي فرصة سانحة لتحل في موقع آخر.. ولا سيما عندما تعاني الضيق حيث هو.. يبدو اليمن مهدداً باختيارهم له موقعاً لهذه القوى غير الأمينة.‏

الحديث يقوى.. والصوت يمر بقنوات الإظهار والتضخيم عن وجود لمنظمة القاعدة الإرهابية التي ولدت من الضلع الأميركي وتعلمت الإرهاب بإشرافه... ثم بدؤوا يضغطونها لينشروها حيث تصلح على الأقل سبباً مزعوماً للتدخل المباشر.‏

هل نسيتم أن أحد أهداف الغزو الأميركي الإجرامي للعراق كان البحث عن القاعدة أو ما يشابهها..‏

ألا ترون باكستان المسلمة التي كانت على موعد للخروج إلى عالم الدول القوية تتحول إلى موقع يطرح ما لا نهاية له من الأسئلة والتساؤلات .. عنوانها:‏

- ماذا يريدون من باكستان؟‏

السؤال نفسه يمكن أن نكرره بالقول:‏

- ماذا يريدون من إيران؟!‏

باكستان وإيران موقعا قوة يخشون أن يخرجا عن التقيد بما يريدون.. وبالتالي مطلوب منهما أن يسلما قرارهما لغيرهما.. لكن.. ماذا بالنسبة لليمن؟!‏

أمس بثت محطة «سي إن إن» الأميركية الغنية عن التعريف أخباراً عن مسؤولين في الولايات المتحدة يبحثون عن أهداف جديدة ممكنة في اليمن يمكن استهدافها انتقاماً لمحاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب إسقاط طائرة ركاب أميركية.‏

وتقول فضائية «سي إن إن»: إن المسؤولين الأميركيين.. والولايات المتحدة يرمون إلى الوصول إلى درجة من الجهوزية بغية التعامل مع كافة الاحتمالات والخيارات في حال أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما أوامر بتنفيذ ضربات «انتقامية» في اليمن.‏

- ماذا يريدون باليمن... وبغير اليمن.. وبالخليج العربي كله؟!‏

إن الدول العربية في الخليج وخارج الخليج قادرة كل منها على حماية أمنها وسلمها الداخلي، وتنقية بيئتها من أي وجود إرهابي.. ومقدرتها تزداد بالتأكيد كلما ابتعد أصحاب المصالح ولا سيما في الغرب عن التدخل بقرارها.‏

هذا ما أكدته سورية في مقاومتها للإرهاب.. والسعودية والكويت... وغيرها... وغيرها، وما يمكن أن يؤكده اليمن الحر المعافى.‏

اليمن بوابة عربية على باب المندب وعلى المحيط الهندي وعلى الخليج، حيث الثروة النفطية.. ولأسباب أخرى كثيرة ومتعددة، بينها ما يرمز له من تاريخ العروبة.. يمكن أن يكون مستهدفاً.‏

إن الجهد العربي لتحصين هذا البلد من إمكانات إضعافه واستهدافه أقل بكثير مما يستحق..‏

a-abboud@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية