تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وفي الكــويــــت..

الافتتاحية
الأثنين 19-1-2009م
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

في الأجواء المحيطة بالقمة عشية انعقادها بالكويت، ثمة من يثير تخوفاً من الفرز العربي.. ويطرح تخوفه على أساس أن الفرز هو عكس التضامن.

لماذا نخشى الفرز؟!.. فليكن.. لكننا لانطالب به أداة للتفرقة، بل لأن يكون أداة للجمع والتوحيد, حيث يكون أكثر استجابة للحاجة العربية في هذا الزمن غير العادي.‏

مايجري ليس مخاضاً، انه عودة الروح.. رسالة إلى كل الذين اعتقدوا أن الأمة ماتت؟!..‏

هذا خندق الشعب.. وقد ارتسمت حدوده وخفقت راياته.. وهنا يجتمع قادة يتبعون إرادة شعبهم وليس العكس.‏

لم تدفع المقاومة كل هذه الدماء، ولم يتحمل الشعب العربي الفلسطيني كل هذا الخراب والدمار كي يقايض عليه ببوس لحى يتجاوز انتصار المقاومة وثقافتها.‏

خندق واحد للجميع.. لكل العرب.. هذا أكثر من ضروري وأهم مقومات النصر النهائي.. وعلى قاعدته يمكن أن تعقد كل أشكال القمم.. على أن يكون البحث عن الحل العربي، بعدما عادت الأمة ترفع راياتها.. حيث كان ومازال الغليان الشعبي في كل الدنيا العربية.‏

تلك حقيقة لانجهلها كي نستسهل المقايضة عليها..‏

وبمنتهى الموضوعية وبرؤية متوازنة لكل ماجرى ويمكن أن يجري، نقول: ثمن ذلك ليس اللهو على هامشه، بل القرارات العربية تتجسد حقائق على الأرض ترضي الشعب الذي استعاد روحه.‏

سورية لم تغلق أي باب أو شق في باب يمكن أن يعبر منه الضوء الى أجواء الأمة العربية، لكنها سعت لنتائج متوازنة بين الحقائق التي نعيشها.. مفروضة علينا، أو بإرادتنا؟!‏

وبانطباع حقيقي يمكن لمسه في الأجواء المتابعة لقمة الكويت يمكن القول: إن الموقف السوري واضح للجميع.‏

الموقف السوري واضح، موضوعي، متوازن.. يرفض الجريمة والقتل والاحتلال.. ويرى أن المواجهة بالمقاومة هي التي تجترح الحلول.. وليس كثرة الكلام عن الحنكة السياسية ومشاريع السلام, عملاً بالقاعدة الحقوقية.. أن الحق دون القوة كلمة جوفاء لا معنى لها.. وفي كل تجارب المقاومة في التاريخ كان الحل السياسي يأتي في ظلال المقاومة وليس بعد انطفاء جذوتها.‏

كل ما جرى ويجري يمكن قراءته بنظرة بناءة رغم الدماء والدموع.. والفرز بين خندق الشعب ومناوئيه.. بل إن تأكيد الشعب العربي لتخندقه من وراء المقاومة.. يمكن إن صلحت النيات، أن يكون عامل جذب للجميع لنكون في خندق واحد.‏

في الكويت وغير الكويت.. هي المقولة ذاتها.. هي الحقائق ذاتها بنقاطها المتداولة:وقف العدوان.. انسحاب إسرائيل.. فتح المعابر.. رفع الحصار.. ومحاسبة المجرم.‏

هذا ما يتوقع المتابعون هنا أن ترتسم من حوله قرارات قمة الكويت التي حاولوا إنهاكها مثل غيرها بأجواء فيها من الغموض، بقدر ما فيها من التساؤلات المتكررة التي أثيرت حولها.. أليس سؤالاً موضوعياً القول:‏

هل صحت أوروبا اليوم، بعد خراب البصرة..؟!‏

ولماذا تزامنت صحوتها مع إيقاف إسرائيل لعدوانها الفاشي من جانب واحد.‏

هل هي أجواء ممهدة لنجاح قمة الكويت من قبل الذين خافوا عليها من قمة الدوحة؟!‏

في الكويت.. مثل الدوحة.. مثل الشوارع العربية كلها.. الحديث اليوم.. هو دعم المقاومة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية