تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لهــا.. مـن شــعاراتهـا مــآرب

فضائيات
الأربعاء 22-9-2010م
هفاف ميهوب

هل فعلاً تسعى لتقديم كل ما فيه مصداقية وجرأة ودقة وأمانة وموضوعية, أم إن ما تُطلقه من شعارات تجتهد كي تجعلها بالغة الجاذبية, ليس إلا من أجل التميُّز عن سواها والانفراد بمحتواها. ربَّ وليتَ ولعلَّ, تلاقي ما لاتُلاقيه أخرى من شهرة وتميُّز ومتابعة جماهيرية؟..

إنها الفضائيات التي وكلَّما انطلقت إحداها, يسارع أصحابها لمهرِ شاشتها بما يرتؤون أن يكون هدفاً لها, وكهويةٍ هي دليل المشاهد لمعرفة ميولها واتِّجاهها. المشاهد الذي بات قادراً على التمييز بين الفضائية التي تجاهد لإثبات التزامها وبين التي تتناساه بعد أن تضعه على لائحةِ إهمالها..‏‏‏

إذاً.. وحده المشاهد الذي (له فيما يشاهد مذاهب) من يُقرِّر مدى إخلاص الفضائية لشعارها مثلما ولطالما (لنا فيما نشاهد مآرب) من نخمِّن أيها تسمو بأهدافها وأيُّها تشيح عما تقدِّمه دون أن يؤرِّق الشعار ما تُبطِّنه أو تُظهره من خفايا سعيها..‏‏‏

من هنا و(لأننا حضارة) فإنَّ على قناة (الرافدين) التي أطلقت هذا الشعار أن تُدرك, بأنه ليس من حقِّ إلا من يتابعها أن يُقيِّم مقدار ما فيها من برامج حضارية راقية, عليها أن تعكس ما يجعلها جديرة بإطلاق هذا الشعار, وكضميرٍ يلازم شاشتها وبما يجعل مضمونها لا يحتوي إلا على كل ما من شأنه أن يًشعر المشاهد بأنه بالغ الأهمية..‏‏‏

لكن, وإذا كان كثر من المشاهدين يرغبون بمعرفة أوجه الحقيقة فيما يُقدَّم بعد أن يُعلن عنه, فإنَّ (للحقيقة اتجاه واحد) وهو ما سعت قناة (الاتجاه) للتأكيد عليه, ومن خلال سيرورتها البطيئة التي لها من يواكبها وبما هو في منتهى الخصوصية.‏‏‏

فيا ترى, هل تنازلت بعض المحطَّات عن المعرفة الأوَّلية لـقناة (الشرقية) لطالما هي, وبدليل شعارها (أول من يعلم وآخر من يسكت) وبما جعلها تسارع لإشهار نشرات أخبارها لطالما وجدت أن لاشيء في العراق بات يُغني عن حاجة المواطن للتزوُّد بأهم وآخر ما يحصل على الساحة السياسية.‏‏‏

أيضاً, هناك محطات تصرُّ, ورغم تنقلاتها مابين البرامج الاجتماعية والمنوعة والترفيهية, على أن يكون لها السبق في (نقل الخبر بلمح البصر.. وبموضوعية ودقة وأمانة) وهو الشعار الذي وكأنَّ ما أريد منه, أن يتطابق مع (الجديد) وهو عنوان المحطة التي تطلقهُ, والتي بإمكانها أن تعلِّق مصداقيتها على ذمة متابعيها وذمتها..‏‏‏

فهل أشد تعبيراً عن المضمون إلا الشعار الذي تطلقهُ كل فضائية ليستمر ملازماً لشــاشتها وإلى أن تقرِّر تبديله أو تعديله وحسب ما تراه ملائماً للتغييــر الذي قــد يطــرأ علــى سياستها؟..‏‏‏

ننتقل إلى الفضائيات التي ومنذ انطلاقتها آلت على أهدافها بألا تغيّر إلا ما يُلبِّي طموح المشاهدين مثلما طموحها واحتياجاتها, لتكون قناة (الجزيرة) وبشهادة برامجها الإخبارية والسياسية, قد دأبت للثبات على أن يكون فيها (الخصوصية, الإيجابية, التميُّز, الشفافية, السرعة, المصداقية) وبعيداً عما قرَّرته الـ (mbc) التي اختارت أن تكون (شاشة لكل العرب) و (الدنيا) التي تعهَّدت باستقطاب (صوت الناس وصورة الحياة) والـ Lbcالتي تتفنَّن في تقديم ما تراه (على كيفك) وهو (كيف المشاهد) الذي ولدى متابعته لقناة (دبي) يجد أنها أشد اهتماماً (بكيفه) ومن خلال تنوع شعاراتها التي تفسح له المجال لاختيار ما تدعوه لأن يتابعه وبتكرارها لـ: (أنت الحلم.. أنت شجاع.. أنت الحاضر.. أنت الغد) وغيرها من مفردات يحلق معها ومع أحلامها البرامجية..‏‏‏

أخيراً.. وبغضِّ النظر عما تجاهلناه من شعارات موجودة على بقية المحطات نقول, مهما اختلف التقييم حول أي المحطات استطاعت الموافقة مابين مضمونها وشعارها وأيّها عجزت عن إثبات التزامها, يبقى المشاهد وحده من يختار أشدّها سعياً وقدرة على تقديم, ما يُريده منها..‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية