|
فنون
لكن السؤال الأهم والذي يطرح نفسه ترى ما الهدف من اعادة احياء تلك الأعمال بعد مرور هذه الفترة الزمنية هل هو التسلق على نجاحات سابقة حققتها تلك الأعمال وبالتالي ضمان شركات الانتاج نجاح ما تقدمه من أعمال ، أم هي اعادة للماضي وما فيه من قيم وعادات نحن بأمس الحاجة لها اليوم؟.. ولمزيد من الايضاح حول هذا الموضوع اجرينا اللقاءات التالية: فرصة تسويقية
الكاتب هوزان عكو كاتب عملي (أسعد الوراق) و (دليلة والزيبق) بنسختيهما الجديدتين قال ان مشروع اعادة انتاج الاعمال جاء من قبل الشركة المنتجة وبعد الاطلاع على عدة أفكار استقررنا على صياغة هذين العملين كما ان الامر لا يخلو من اعتماد الشركة المنتجة على أصداء طيبة حققتها المسلسلات وهذا أمر مساعد من الناحية التسويقية ، وهو مشروع فيه شيء جديد وهو فرصة لاعادة كتابة الاعمال بطريقة مختلفة فمسلسل (اسعد الوراق) الجديد أعدت كتابته بطريقة مغايرة تماما للنص القديم، ففي البداية قرأت النص لأعرف من أي زاوية سأقرأ الرواية وكيف سأدعمها بقصص وأحداث جديدة لتطوير القصة الأصلية، فالبنية الأساسية للعمل هي أسعد الوراق اضافة الى مجموعة حكايات جديدة مؤلفة تشكل بمجموعها حكايات المسلسل الكامل. وبالنسبة لمسلسل (دليلة والزيبق) فإن اسلوب كتابته قديم جدا وهناك اضافات جديدة حتى بعض التفاصيل الدقيقة القديمة الموجودة تمت اعادة كتابتها كما تم تأليف خطوط جديدة فالذي حصل في أسعد الوراق سيحصل في دليلة والزيبق .
وحول العناوين التي لا يتم تغييرها يرى عكو بأنها فرصة تسويقية مهمة لا يمكن افلاتها وهذا الأمر بالنهاية خاضع لشركة الانتاج ولا يعتقد أن أي شركة من الممكن ان تضيع هذه الفرصة المهمة والتي تعد عنصراً تسويقياً هاماً . خطوة هامة بدوره أشاد المخرج علاء الدين كوكش بهذه التجربة وقال انها خطوة مهمة وغالبا ما تكون النسخة الثانية لأي عمل متطورة أكثر من النسخة الأولى كأعمال الأجزاء. فالجزء الثاني يكون متطورا أكثر من الأول سواء من النواحي الاخراجية ام أداء الممثلين .. وأرى بأن كل شيء قديم جميل فالقصص القديمة كانت تقدم الحياة البسيطة المليئة بالمبادئ والقيم المختلفة عما نعيشه اليوم فإعادة هذه المسلسلات امر جيد لتعليم الاجيال الجديدة التراث القديم والقيم التي عاش عليها أجدادنا أما الحديث فمنه ما يخرب عقول الشباب .
الرغبة بتقديم الأفضل الفنانة جيانا عيد وبحسب ما قيل عن العمل سابقا تعتقد بان هناك معالجة جديدة للرواية ليس لها علاقة بالسباعية القديمة ، فجميع الظروف مختلفة ابتداء من معالجة النص والدخول للرواية وتعداد الحلقات وبالضرورة الدخول على تفاصيل لم تكن موجودة في (اسعد الوراق) القديم . وتقول : انه من حيث المبدأ ليس من الخطأ ان تقدم أعمال من كلاسيكيات الدراما وأن تعاد بصياغة أخرى وبشكل جديد يتناسب مع التطورات التقنية وحتى التخصصات التي حصلت في فن التمثيل والتقنيات الفنية وأرى بأن ذلك شيء متميز ان تقدم تلك الأعمال مع وجود جيل جديد متخصص بكافة التفرعات الفنية الابداعية ، لكن الأهم المادة المنتقاة هل هي صالحة لهذا العصر أم لا ، وهل تتناسب مع مشكلاتنا المعاصرة ، وهل فيها ملامسة لهموم الانسان اليومية ؟.. فأعمال شكسبير مازالت تقدم حتى الآن على جميع المسارح وباسقاطات ورؤى معاصرة ، والاهم من ذلك ألا نتخلى عن الهاجس الانساني بتقديم رسالة للمتلقي ترتقي بذائقته وتضيف لعوالمه شيء من المتعة والفائدة . وتضيف عيد لا أرى ان هناك أي اتكاء على نجاحات قديمة لأن جميع الظروف مختلفة طالما تم العمل بوقت مختلف، فالحالة الابداعية حالة حارة وطازجة فلا شيء يقدم بمتحفية ، وبما ان هناك وعياً ورغبة بتقديم الأفضل والارتقاء فهي مبررة ومقبولة ولا توجد أي مشكلة بإعادة الاعمال الكلاسيكية اذا كانت ستقدم بروح جديدة تتناسب مع روح العصر وتقدم جرعة معرفية ابداعية راقية ، لكن الأهم من ذلك كله ألا يكون الهاجس هو هاجس تجاري له علاقة بشركة انتاج تريد ان تزيد من مكاسبها عبر اسلوب جديد متكئ على نجاح سلفي . |
|