تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حرائـــــق الغابــــات تلتهـــــم 23 هكتـــــاراً فــي اللاذقيــــــة والنشـــــــاط البشــــــــــري أحـــــــد مســــــــــــبباتها

مراسلون
الأربعاء 22-9-2010م
نهلة اسماعيل

مع كل إجراءات الحماية التي اتخذتها مديرية الزراعة في محافظة اللاذقية لحماية الغابات من الاشتعال إلا أن مسلسل الحرائق ما زال مستمراً بفعل النشاط البشري والذي أدى لنشوب أكثر من 45 حريقاً في غابات اللاذقية

الصيف الحالي التهمت مساحة قدرها 23 هكتاراً كان أكبرها حريق كبانة في منطقة الحفة وقضى على مساحة 11.5 هكتاراً من الصنوبريات والسنديان، أما الحريق الثاني بالكبر والمساحة‏

فكان في العيسوية التابعة لمنطقة اللاذقية وقضى على 57 دونماً جلها من الصنوبريات التي هي من أكثر الأنواع الحراجية قابلية للاشتعال لاحتوائها على زيوت ومواد سريعة الاشتعال إضافة لحرائق صغيرة في مناطق مختلفة في المحافظة.‏‏

وقال المهندس حسان بدور مدير زراعة اللاذقية للثورة: إن أسباب الحرائق كثيرة ومتعددة منها الكثافة النباتية العالية في الغابات وتشابك التيجان مع بعضها ومع شبكات الكهرباء إضافة لوجود طبقة سفلى من الأعشاب والشجيرات التي تزيد من خطورة وسرعة انتشار الحرائق، وأضاف إن الأهم في اشتعالها عدم التمكن من اخمادها بسبب الطبيعة الطبوغرافية للغابات وتواجدها في مناطق جبلية ذات درجة ميل كبيرة وفي جبال شاهقة والذي يزيد من صعوبة وصول الآليات والعمال إليها لإخمادها كما أن لتداخل الغابات مع الأراضي الزراعية والنشاط البشري فيها دوراً مهماً في حدوث الحرائق وانتشارها إضافة للتغير المناخي في المنطقة والتي يسودها مناخ متوسطي شبه جاف مع فترة انحباس الأمطار لمدة زمنية طويلة خلال العام.‏‏

وبين بدور أيضاً أن للسياحة العشوائية دوراً في نشوب الحرائق في الغابات وتعد عاملاً مهماً وتحتاج لآلية لتنظيمها ووضع ضوابط صارمة لها من قبل الجهات المعنية إضافة لمديرية الزراعة.‏‏

وطبعاً لحرائق الغابات آثار سلبية لا يمكن تجاهلها أهمها تقلص مساحة الغابات وتقلص الفوائد الناتجة عنها في التوازن البيئي وخاصة أن مساحة الغابات في المحافظة تقلصت حتى وصلت إلى 85000 هكتار وأهم الآثار الجانبية المترتبة عن الحرائق تدهور التربة نتيجة التعرية والانجراف ونقص منسوب الماء في الأراضي وتراجع التنوع الحيوي إضافة للخسارة في الثروة الغابية من أشجار ونباتات طبية ورعوية، عدا عن التأثير السلبي على السياحة وعلى الحياة البرية عموماً ودمار الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون والأضرار التي تلحق بالبنية الخدمية العامة من شبكات كهرباء وهاتف وطرق وغيرها.‏‏

نظام مناوبات‏‏

كما ذكرنا سابقاً فإن الإجراءات المتخذة من قبل مديرية الزراعة لم تحد من الحرائق وربما قللت من عددها ومساحة الغابات المحروقة وتحتاج الإجراءات لمزيد من الإمكانيات.‏‏

عن الإجراءات قال مدير زراعة اللاذقية إن المديرية قامت بشق طرق حراجية وخطوط نار وفق الإمكان لتسهيل حركة الآليات والعمال الذين يعملون ضمن ظروف قاسية وترميم الطرق الحراجية القديمة ووضع نقاط مراقبة في المناطق المحجوبة التي لا تكشفها أبراج المراقبين، وقامت المديرية بوضع نظام مناوبات الحراسة على مدار الساعة ويشارك فيها إضافة لعمال الحراج الكادر الفني العامل في مديرية الزراعة ورؤساء دوائر وشعب ومراكز مع توسيع دائرة المشاركة في حال حدوث حريق لإطفائه إضافة لتدخل آليات الإطفاء في المحافظات القريبة من مواقع الحرائق وأيضاً تنظيف جوانب الطرقات العامة وتحت شبكات التوتر الكهربائي من أعشاب ونباتات قابلة للاشتعال.‏‏

ونسعى حالياً لدراسة مناطق جديدة لإنشاء أبراج مراقبة في المواقع التي لا يوجد فيها وتجهيز مناهل ونقاط المياه ومضخات مياه ميدانية مركبة على جرارات لاستخدامها عند اللزوم لتعبئة سيارات الإطفاء في المصادر الطبيعية وتوزيع سيارات الإطفاء في المواقع الحراجية للعمل على إطفاء الحرائق بدء نشوبها إضافة لتأمين أجهزة لقياس الرطوبة والحرارة وحركة الرياح وتوزيعها على الشعب الحراجية وإقامة سدات مائية لاستخدامها كمصدر مائي لتزويد آليات الإطفاء وقد قامت المديرية بتنفيذ 24 سدة موزعة في مناطق مختلفة في غابات اللاذقية وحالياً بصدد إنشاء 6 سدات أخرى.‏‏

مقترحات استراتيجية‏‏

وقال المهندس بدور إنه تم وضع مقترحات شاركت فيها لجنة وزارية بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد فرع المنطقة الساحلية ومديرية الزراعة تشكل بمجملها استراتيجية لحماية الغابات بدءاً من تقسيمها إلى قطاعات وفق مخططات تعتمد على الصور الجوية آخذة بعين الاعتبار طبيعة وكثافة ونوعية الغطاء النباتي وتضاريس الموقع والمسطحات المائية والطرق العامة والتجمعات السكانية وتحديد مهندس ومعاون لإدارة كل قطاع مع إيلاء المواقع الأكثر حساسية كغابات الصنوبر والمحميات الطبيعية اهتماماً أكبر، والتدقيق الميداني لحدود المقاسم والقطاعات الحراجية.‏‏

ولابد من الإشارة إلى النهج التشاركي ودوره في حماية الغابات من خلال تعزيزه بخلق فرص عمل لسكان مناطق الغابات والسماح لهم الاستفادة من المنتجات الثانوية «كالنباتات الطبية والعطرية وغيرها» مع المحافظة على استدامتها والأهم تعديل نظام الاستثمار في الغابات الطبيعية بشكل لا يؤثر عليها بل يحميها وإجراء مسح للموارد المائية في الغابات وتحديد مواقع لإنشاء سدات مائية وضمن هذه المقترحات تم تقسيم الحراج لـ 6 شعب حراجية موزعة على مناطق المحافظة 22 قطاعاً و94 مقسماً و28 مخفراً إضافة لـ 27 برج مراقبة و7 مراكز حماية.‏‏

التدخل السريع‏‏

الإجراءات المتخذة وتقسيم المناطق كلها جاءت بهدف الوصول إلى إدارة شاملة تؤمن التدخل السريع حين حدوث ونشوب الحرائق وبالتالي تقليص المساحات المحروقة وتقليل عدد الحرائق وهنا لابد من الإشارة إلى عملية التوعية التي تبين أهمية الغابة كثروة وطنية وعلى الجميع المساهمة في المحافظة عليها وتسعى مديرية الزراعة من خلال الإرشاد الزراعي إلى توعية المواطنين وخاصة الذين يملكون أراضي متاخمة للغابات وعلى مستوى المدارس والتجمعات السكانية في المساهمة بالحفاظ على الغابة ومنع مزاولة الأنشطة المسببة للحرائق.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية