تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لعبة الأوراق والنور..يوميات ألبير كامو

ثقافة
الأربعاء 22-9-2010م
إعداد: يمن سليمان عباس

في ملف متميز وجميل نشرته أخبار الأدب المصرية تحت عنوان: لعبة الأوراق والنور، يوميات ألبير كامو في هذا الملف تقدم نجوى بركات ترجمة لهذه اليوميات

التي ستصدر في كتاب عن دار الآداب «بيروت» لكنها خصت أخبار الأدب بجزء منها ونظراً لجمالية هذه اليوميات نقتبس بعضاً منها.‏

الحضارة ضد الثقافة‏

يكتب كامو في يوميات حزيران: الامبريالية هي حضارة بحتة، التوسع هو كل شيء، الحضارات جزر صغيرة، الحضارة كنتيجة حتمية للثقافة.‏

الثقافة صرخة البشر أم قدرهم؟‏

الحضارة انحطاطها: رغبة الانسان أمام الثروات؟‏

المعركة المأساوية لعالم معذب، تفاهة مسألة الخلود ما يهمنا هو قدرنا أجل،لكن ليس ما بعد، وإنما ما قبل.‏

الجحيم: هو الحياة مع هذا الجسد الذي يبقى أفضل من الفناء.‏

قاعدة عملية: إنسان ذكي على مستوى معين قد يكون غبياً على مستويات أخرى.‏

وفاة والدته..‏

في يوميات 15 أيلول 1937م يكتب قائلاً: اليوم توفيت والدتي أو ربما البارحة، لا أدري تلقيت برقية من المأوى، الوالدة توفيت.. الدفن غداً.. أحر التعازي لا معنى لذلك.. ربما توفيت في الأمس.‏

وكما اعتاد الناطور أن يردد:الطقس حار في السهل لذا يدفن الموتى بشكل أسرع ولاسيما هنا، أخبرني أنه من باريس وأنه واجه صعوبة في التأقلم: في باريس يلازمون الميت يومين وفي بعض الأحيان ثلاثة أيام حتى هنا لامتسع من الوقت وفكرة ضرورة الجري وراء عربة الموتى غير متقبلة لكن الموكب كان يسير مسرعاً جداً والشمس كانت تنتفض كشخص فظ متوحش وكما قالت الممرضة المسؤولة: إذا سرنا على مهل تعرضنا لضربة شمس وإذا تقدمنا بسرعة تعرقنا، كانت محقة لم يكن هناك منفذ.‏

قال لي موظف دفن الموتى شيئاً لم أسمعه، كان يمسح رأسه بمحرمة يمررها بيد تحت قبعته التي كان يبقيها مرفوعة للحظات باليد الأخرى قلت له: عفواً فأعاد مشيراً إلى السماء إنها تصفع قلت: أجل سألني بعد قليل: أهي والدتك الموجودة هنا؟ فقلت: أجل أكانت عجوزاً؟ فأجبت: تقريباً إذا كنت أجهل سنها بالتحديد ومن ثم صمت.‏

مانريد الإشعار به..‏

وفي مكان آخر يكتب: أول ما على الكاتب تعلمه هو فن نقل وتحويل ما يشعره إلى ما يريد الإشعار به.. في المرات الأولى ينجح في ذلك مصادفة ولكن من ثم ينبغي للموهبة أن تحل محل المصادفة وهذا قسط من الحظ في أصل النبوغ.‏

الفقر حالة فضيلتها الكرم‏

طفولة فقيرة الفارق الأساسي عندما كنت أذهب لزيارة عمي لم يكن للأشياء عندنا أسماء، كنا نقول الأطباق المجوفة، الوعاء فوق المدفأة أما عنده الفخار المشوي من فوج، طقم كامبر لغرفة الطعام هكذا وعيت الاختيار.‏

الرغبة مع الحنان‏

الرغبة الجسدية الوحشية سهلة، أما الرغبة مع الحنان في آن واحد فهي تتطلب وقتاً إذ ينبغي اجتياز كامل بلاد الحب قبل العثور على شعلة الرغبة ألهذا نشتهي دوماً بصعوبة كبيرة في البداية ما نحب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية