|
ثقافة ويمكننا أن نلمس ذلك من خلال اللقاء التالي لملحق اللوموند الأدبي معها: - ماذا تبادر إلى ذهنك في البداية حين أعلموك عن جائزة نوبل؟ -- لقد أسعدتني لكني لست من النوع الذي تظهر عليه علائم الفرح ولا أرغب أن تغير هذه الجائزة شيئاً في نفسي ومن حصل على الجائزة هي كتبي، ولست أنا. - ماشكل الأسرة التي نشأت فيها، وهل كان للكتب مكاناً في حياتكم؟ -- لم يكن لدينا مكتبة فقد توفي والدي وأنا صغيرة وعملت أمي في الحقول طيلة النهار.. والوحيد الذي امتلك مكتبة هو أحد أخوالي. - هل كتبت شكلاً من أشكال المقاومة؟ -- كتبت قصائد سن البلوغ والصبا ولا أزال في الثانوية، ثم توقفت فترة وعاودت بعدها الكتابة، وكنت مقربة من مجموعة المثقفين الذين كان يطلق عليهم تسمية (اكسيو نغروب بانات). - وبسؤالها حول تاريخ بدء الكتابة وتحت أي دافع؟ -- أجابت: لم أكن أرغب في الكتابة خارج نطاق قصائد الشباب، لكني لم أدرك ذلك حين طردت من المصنع، فكان ذلك للتأكيد على وجودي، لكن لم أدرك ذلك كنوع من الأدب، بدأت أدون أموراً وقلت لنفسي: إذا صغت هذه بطريقة ما، هذا يعني أني أفكر، ثم شجعني أصدقائي على ذلك فكتبت كتابي الأول. - وحول ما الذي دفعها للاستمرار بالكتابة ولاسيما بعد تعرضها للرقابة كان مختصر اجابتها: -- تابعت الكتابة لأني شعرت أنها تمنح الإنسان نوعاً من التوازن الداخلي كنت أفكر أن الكتابة هي مفتاح ننيط بها أيامنا، مع أني كنت أعلم أن هذا لايغير شيئاً في الحياة الواقعية. -إذا كانت قد اختبرت ما مرت به شخصياتها من خوف تقول: نعم فالخوف موجود في كل مكان فحين يهددك الموت تشعر أنك حيث تكون سيجدك. فلا وجود للخصوصية، تتحمل فترة ثم تنهار، والأصعب هو إحساسك بالعجز فلا الحب ولاالصداقة تفيد شيئاً في مثل هذه الظروف فحين تدمر أخلاقياً يصبح التواصل مع الآخرين صعباً وتقول حول أهمية تكرار الطبيعة في أعمالها: إنها طفلة قروية ووحيدة، وكانت المشاهد الطبيعية تبدو مهددة والطبيعة تجعلها تفكر في دورة الحياة واستمراريتها، في التعليم الديني تعلمت أن «الله موجود في كل مكان». - وحول بعدها عن الواقعية بالمعنى العادي لها سواء كان في قصائدها أم في خيالها، هل ذلك من أجل التقرب من الحقيقة تقول: -- أعرف الحقيقة في الحياة اليومية حين يتحدث إليك شخص صدقاً أم كذباً، أكره الكذب والخيانة والخداع، أي كل ما هو ضد الحقيقة في الأدب، الحقيقة تدخل في كل ركن إنها خيال يشدنا في مساره، حين نكتب نجد أشياء لا نعرفها في حياتنا المعاشة، ويصبح هذا الأمر حقيقة لأن الكتابة لها قوانينها الخاصة لكن الحياة تهزأ من الكتابة، لا نحتاج للعيش من أجل الكتابة إنها ايمائية فنحن نبتني حقيقة أمر غريب لكنه جميل وهذا ما يجعلني أتحمل الكتابة لكني لا أثق باللغة. أما لماذا لا تثق باللغة فتقول: لماذا لا أثق بها؟ اللغة هي انعكاس للشخص الذي يتحدثها، أما بحد ذاتها فليست شيئاً يمكننا أن نصنع كل شيئ منها. - اللغة التي تستخدمينها أليست دون جنسية، وجدت دربها بنفسها بتيهانك بين الثقافات! فأجابت: -- جميع الناس في قريتي يتكلمون الألمانية، تعلمت اللغة الرومانية في سن الـ 15 بقراءة الكتب وعشت جمال هذه اللغة، صيغها وعباراتها الشعرية، ووجدت أنها تناسب طبيعتي أكثر من اللغة الألمانية فحين أكتب تتبادر إلى ذهني الصور باللغة الرومانية. - كتابك الأول بالرومانية جاء متأخراً إذ يعود تاريخه إلى عام 2005 تجيب: -- كنت في رومانيا وكان عليّ القيام برحلة بالقطار أتانا أحد الأصدقاء بصحف تصفحناها، وأثناء العودة إلى برلين بدأت أقطع هذه الصحف وألصق كلمات منها لتشكل جملاً وهكذا، وهذا أسلوب في الكتابة بدءاً من كلمات موجودة: فما كنت أستطيع الكتابة بالرومانية لكن بهذه الطريقة أنا قادرة. هل من وسيلة تصالحك مع الماضي؟ ذكرياته؟ وهل الكتابة هي الوسيلة هناك؟ تقول: -- لا أحتاج إلى سلام داخلي حتى إني أعرف ما هو، ولا أحد يملكه، لدى الجميع أحاسيس تختلف من فرد إلى آخر وهذه المشاعر تتغير يبدو لي السلام الداخلي عقيماً ومملاً ثم إني لا أعاني صراعاً مع ذاتي، أساس مشكلاتي هي من الخارج. عن لوموند دي ليفر |
|