تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حس الدعابة عند الشعوب كالحمض النووي للأفراد

استراحة الجمعة
الجمعة 25-12-2009م
الدعابة مقدرة ومهارة يختص بها بعض الناس لإثارة الضحك ومشاعر التسلية والفرح لدى غيره،ويتصف بعض الناس بروح الدعابة فيقال: هذا شخص خفيف دم ،أي لديه حس فكاهي.

وتأتي الدعابة من موقف معين ،ويختلف فهم الأشخاص للدعابة والضحك منها تبعا لعوامل تتعلق برؤيته الذاتية للأشياء والمواقف ،وما هو متعارف عليه في محيط الفرد إذ ان كل محيط ووسط يتواجد فيه بشر له خصوصية نكاته ونوادره.‏

ومن هنا نلاحظ اختلاف حس الدعابة ومن دولة لأخرى ،بل من مدينة لمدينة أخرى داخل الدولة ذاتها،وبالنتيجة يختلف حس الدعابة من شعب لآخر ،ويمكن القول إن لكل شعب مورثات طرافة مختلفة مثل(دي إن ايه) تميزه عن الشعوب الأخرى.‏

إن اختلاف أمزجة الشعوب وطرق معيشتها وعاداتها وتقاليدها يجعل تفسير اختلاف تقبل الفكاهة أو النكتة بينها أمر ممكنا،أما بين أفراد الشعب الواحد فيمكن تمثيل النكتة بنص مكتوب تختلف مستويات قراءته والنظر إليه حسب الخلفية الثقافية والعلمية لكل فرد على حدة.‏

وتنتج الفكاهة أحيانا عن مفارقة بين سذاجة السؤال وبساطته وأحيانا براءته،وبين عظم الإجابة وثقلها،وأتخيل هنا أنه قد تذكر العديد من المواقف المشابهة التي مرت به.‏

وفي تجربة أجريت في بريطانيا دعي الناس من مختلف أنحاء العالم للحكم على مجموعة من النكات الموجودة على موقع مخصص في شبكة الإنترنت والمشاركة بإسهاماتهم أيضا.‏

وجذب البحث الذي قام به عالم النفس ريتشارد وايزمان من جامعة هيرت فوردشير وأطلق عليه اسم (مختبر الضحك) أكثر من أربعين آلف مشارك أدلوا بنكاتهم الفكاهية وظهر نحو مليوني تقييم للنكات الموجودة.‏

وكشف البحث أيضاً عن مدى الاختلاف الكبير في تقبل وتذوق النكات والطرائف الفكاهية بين مختلف شعوب العالم ، فالألمان المعروفون بالجدية الشديدة وافتقاد روح الفكاهة ،وجدوا أن كل النكات الموجودة على الموقع مضحكة ودون استثناء .‏

كما بدا من البحث أن الأيرلنديين والبريطانيين والأستراليين والنيوزلنديين يحبذون النكات التي تتلاعب بالألفاظ، أما الفرنسيون والدنمركيون والبلجيك يفضلون المزحة السريالية ،ويضحك بقية أهل أوروبا للنكات الخفيفة الطابع والمشوقة التي تتحدث عن مواضيع مثل المرض والموت والزواج، أما الأميركيون والكنديون فهم يقهقهون للنكات ذات الطابع الذي يتحدث عن الترفع والتشامخ ،مثلا كشخصية تبدو عليها ملامح الغباء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية