|
استراحة الجمعة بل تطال الذين يوصفون بالذكاء والذاكرة القوية أيضاً، وقد يجتمع عدة أشخاص من مستويات مختلفة، ويقولون عندما يتطلب الأمر تذكر اسم شهير أو عمل له: (على راس لساني) وهم يعنون أن الاسم قريب من التذكرة لكن الذاكرة في هذه اللحظة لا تسعف صاحبها بالتذكر. هذه الحالة وقراءة الذاكرة كانت موضوع بحث لعدد من العلماء والباحثين منذ مدة، وقد توصل العلماء بنتيجة البحث والتجربة أن الذاكرة تتعرض للاسترخاء والسبات، وقد تعود على تذكر ما يحاول المرء تذكره بعد أن تصحو من جديد بعد سبات بالنسبة لذاك الأمر. فمنذ سنوات قليلة بحث العلماء عن طريقة لقراءة الأفكار، ولهذه الغاية أخضعوا عدداً من المتطوعين لتصوير دماغهم بالأشعة فاستطاعوا التقاط الذكريات القديمة لهم من خلال إعادة إحياء نماذج عن الأنشطة نفسها التي ولدت هذه الذكريات حين تكوينها. ومن خلال النظر إلى مناطق الدماغ التي تتفاعل مع هذه الأنشطة استطاع علماء الأعصاب توقع أفكار المتطوعين بشأنها حتى قبل أن يعرفها هؤلاء المتطوعون بأنفسهم، ويرى العلماء أن هذا التطور سيفيد في معالجة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في الذاكرة ومن مرض الزهايمر بشكل خاص. وخلال التجربة التي قامت بها مجموعة الدراسة بقيادة الدكتور سين بولين من جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا تم عرض صور تسعين شيئاً مختلفاً على المتطوعين، بدءاً من أماكن معروفة وصولاً إلى أسماء مشاهير ونجوم بالإضافة إلى أشياء يومية صغيرة، وطلبوا منهم تذكرها. وكانوا مع كل صورة لهذه الأشياء يطرحون سؤالا، ويسجلون نشاط دماغ الشخص المجيب من المتطوعين وهو يفكر بشأن الشخص أوالشيء الذي يطرح السؤال عنه، وفي خطوة لاحقة من الاختبار استخدم فريق الدراسة برنامج كومبيوتر لتحليل اللقطات الفوتوغرافية للدماغ، أي استجابة الدماغ للصور. ووجدت مجموعة البحث أنه عند كل صورة ظهر نشاط متزايد في مناطق معينة من الدماغ، وسجل برنامج الكومبيوتر اختلافاً في طريقة المتطوعين في التفكير. وفي المرحلة الختامية من الاختبار طلب العلماء من المتطوعين تذكر أكبر قدر ممكن من الأشياء من الصور التي عرضت عليهم، وسجل نشاط دماغهم على الكومبيوتر وقارنها مع النشاط الأول للدماغ عند رؤية هذه الصور، ووجد العلماء أن النشاط نفسه قد حصل. ويقول الدكتور كين نورمان من جامعة برنستاون: لقد أمكننا رؤية الأفكار نفسها تعود إلى الظهور، فحين تذكر المتطوعون تاج محل أظهر دماغهم النموذج نفسه من النشاط الذي أظهره، حين عرضت عليه صورة تاج محل في المرة الأولى، وعندما كان يتغير تفكير المتطوع من التفكير بمكان إلى التفكير بشيء أو اسم، استطاع الباحثون رؤية أجزاء مختلفة من الدماغ تنشط قبل ثوان من محاولة الشخص إحياء ذاكرته. وكشفت الدراسة عن سبب صعوبة بعض الأشخاص في استعادة ذاكرتهم، ورأى الباحثون أن الناس لا ينسون، لكن بعض الذاكرات تقع في سبات طويل ثم يأتي شيء في لحظة معينة ما فيوقظها فجأة، أي إن الذاكرات تبقى نشطة إلا أن عملية نشاطها لتوليد الذكريات من جديد هي التي تصاب بالخلل. ويرى الباحثون أن هذه الدراسة تفتح الأفق أمام معالجة الخلل في الذاكرة والاضطرابات التي يعاني منها كثير من الأشخاص، ولا سيما بعد عمر معين أو نتيجة حادث أو صدمة، ويتوقع الباحثون أن فهم عملية استعادة الناس الأصحاء العاديين لماضيهم ستساعد على كشف الخلل لدى مرضى اضطرابات الذاكرة أوخرف الشيخوخة. |
|