تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بابا نويـــل شـــخصية محببــة تتنازعها الشـعوب

استراحة الجمعة
الجمعة 25-12-2009م
محمد قاسم الخليل

ترتبط شخصية بابا نويل أو سانتا كلوز باحتفالات عيد الميلاد، وهو شخصية محببة إلى نفوس الأطفال بشكل خاص، لأنه يجلب لهم الهدايا بهذه المناسبة المجيدة، وهو معروف بأنه رجل سعيد دائماً وسمين جداً وضحوك يرتدي بزة حمراء منذ القرن العشرين وله لحية ناصعة البياض.

وفي قصص الأطفال يعيش سانتا كلوز في القطب الشمالي مع زوجته وأيائل تجر له مزلاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من المداخن أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة.‏

وقد تنازعت شعوب عديدة على انتماء سانتا كلوز إليها، فاسم سانتا كلوز مأخوذ عن سانتا نيكولاس أي القديس نيقولاوس، ويدعى في الهولندية سنتر كلاز، أما اسم بابا نويل فقد جاء من كلمة فرنسية تعني أب الميلاد وظن البعض أن موطن بابا نويل هو السويد وهو ما تدعيه الموسوعة المفتوحة على شبكة الأنترنت (ويكيبيديا)، وذهب آخرون إلى أن موطنه فنلندا، وخاصة أن هناك قرية تدعى قرية بابا نويل يروجون لها سياحياً على أنها مسقط رأس بابا نويل، ويزورها نحو 75 ألف طفل سنوياً، ومع اكتشاف أمريكا حمل المهاجرون معهم قديسيهم ومنهم القديس نيكولاوس.‏

ولكن هناك شبه إجماع من الباحثين أن القديس نيقولاس ولد في عام سنة 275م في ميرا، وكانت فيما مضى مدينة كبيرة تقع على الساحل في الجنوب الغربي من آسيا الصغرى ضمن حدود تركيا في عصرنا الحاضر، وكانت هذه البلدة جزءاً من رابطة ليشيان التي كانت تربط المقاطعات القديمة بالمنطقة، ويمكن لزوار بلدة ديمري المجاورة أن يجدوا أدلة وشواهد على الماضي التليد للمدينة، وتوفي القديس في ميرا، ودفن في كاتدرائيتها، وعاش نحو ثمانين عاماً منها حوالي أربعين سنة أسقفًا، وصادف أن توفي في كانون الأول فارتبط الاحتفال به في عيد الميلاد.‏

ويذكر الباحثون أن اسم أبيه ابيفانيوس وأمه تونة،وقد جمعا إلى الغنى مخافة الله، و لم يكن لهما ولد يقر أعينهما و يرث غناهما، و لما بلغا سن اليأس، تحنن الله عليهما ورزقهما نيقولاس،ولما بلغ سن العلم أظهر النجابة وبدا عليه الإلهام من العلم أكثر مما كان يتلقى من المعلم.‏

ومنذ حداثته وعى كل تعاليم الكنيسة، فقدم شماسا ثم ترهب في دير كان ابن عمه رئيساً عليه، فعاش عيشة النسك والجهاد والفضيلة حتى رسم قسا وهو في التاسعة عشرة من عمره، وتروى عنه حكايات وقصص منها مساعدة الناس سراً كي لا يعرفه الناس، كمساعدته لفقير كاد أن يبيع أولاده أو رجل كاد أن يقتل بناته لأنه لا يجد مالا يجهزن به للزواج.‏

وبعد أن رسم نيكولاس قديسا انتشرت سيرته العطرة وعمت أماكن عديدة في روسيا وأوروبا وخاصة ألمانيا وسويسرا وهولندا وكان الناس يتبادلون الهدايا في عيد الميلاد على اسمه.‏

وعندما تولى دقلديانوس الحكم قبض على جماعة من المؤمنين،وسمع بخبر القديس فقبض عليه أيضاً وألقاه في السجن عدة سنين وعذبه كثيراً، فكان وهو في السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم، ولم يزل في السجن إلى أن هلك دقلديانوس وتولى حكم البلاد قسطنطين الملك البار، فأخرج الذين كانوا في السجون وكان القديس نيكولاس من بينهم، فعاد إلى كرسيه.‏

أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد ولدت على يد الشاعر الأمريكي كلارك موريس الذي كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان: (الليلة التي قبل عيد الميلاد) يصف فيها هذا الزائر المحبّب.‏

وفي عام 1881، قام الرسام الأمريكي توماس نيست في جريدة هاربرس بإنتاج أول رسم لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، ببدلته الحمراء الجميلة وذقنه البيضاء الطويلة وحذائه الأسود اللامع.‏

ويقال: إن ذلك كان ضمن حملة ترويجية لشركة كبرى، ومن وقتها انتشر بابا نويل في ثوبه الجديد وصار من أشهر الشخصيات التي يحبها الأطفال فى كل أنحاء العالم، ومع تغير المكان تخلى سانتا كلوز عن حماره الذي كان يحمل عليه الهدايا والألعاب ليمتطي زحافة على الجليد يجرها ثمانية غزلان يطلق عليها حيوان الرنة ذو الشكل المميز.‏

وتروي الحكايات أن (بابا نويل) يضع للأطفال الهدايا داخل جوارب صوفية يضعونها فوق المدفأة في منازلهم حيث كان يتسلل من خلال فتحة المدفأة حتى لا يراه الأطفال ليلاً ويفاجؤون بالهدايا في الصباح فيتملكهم السرور.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية