تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاضـــــــــرة..أسرار العقل الباطن

مجتمع
الجمعة 25-12-2009م
ابتسام ضاهر

«العقل خير شاف، دراسة تحليلية في أسرار العقل الباطن» عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور مصطفى دليلة في جامعة تشرين،

والتي كانت عبارة عن محاولة منه لإيقاظ النائمين و توجيه التائهين و اكتشاف طريق النجاح و الصحة. وقد استمعنا خلال المحاضرة لتجارب شخصية من الحضور عن مدى تأثير قراءة ترجمة الدكتور دليلة لكتاب «أسرار العقل الباطن، اعشق مرضك» في حياتهم و في تغيير نمط سلوكهم وتفكيرهم وحل مشاكلهم.‏

فيقول الدكتور دليلة أن في كل إنسان قوتين تتمثلان في العقل الظاهر الذي يتعامل مع المحيط مستجيباً أو رافضاً أو مقرراً، و العقل الباطن الذي هو بمثابة رقيب وحسيب يفرض العقاب على تصرفاتنا الناشزة وتأتي الأمراض في مقدمة العقاب و هو بذلك يكون جرس الإنذار. فالعقل الباطن له قدرة هائلة على إشفائنا من أمراضنا إذا ما أجدنا تواصلنا معه لارتباطه بالعقل الكوني مع الله. فليتغير شيء ما في حياتنا (صحتنا، علاقاتنا مع الآخرين، عملنا، وضعنا المادي..) علينا أن نلجأ إلى داخلنا وتغيير برنامج عقلنا الباطن ، سلوكنا وأفكارنا، أي أن نغير أنفسنا، فإقامة علاقة مع عقلنا الداخلي أمر ضروري بلا جدال ويجب تلقين ذلك للناس منذ طفولتهم كتعليمهم القراءة والكتابة، ولهذا علينا التعرف على أهم القوانين الكونية التي تفعل فعلها حتى ولو كنا نجهلها. لأنها تساعدنا في تطويرأنفسنا و البحث عن أسباب مرضنا و مشاكلنا و من أهم هذه القوانين: إن الإنسان هو من يخلق حياته الخاصة و عالمه الخاص و الخارج انعكاس للداخل، لكل فرد حسب تفكيره، الأشياء المتشابهة تتجاذب، هناك فرق واضح بين الواقع الحقيقي و خارطة هذا الواقع التي شكلناها بأنفسنا، كل واحد منا قادر أن يكون مسؤولاً عن عالمه، عندما يعجبكم شيء ما في الآخرين فهو موجود فيكم أيضاً، قانون التمام و الكمال، قانون الهدف الإيجابي كلما كانت أفكار الإنسان أكثر نقاء كانت قدراته أكبر، الجزء يسمو نحو الكل و الروح تسمو نحو الله، الناس هم الذين يخلقون الأمراض لأنفسهم وبالتالي هم فقط القادرون على القضاء عليها عبر الخلاص من أسبابها.‏

ويضيف د. دليلة: تملك أفكارنا طاقتين إحداهما بناءة و الأخرى هدامة، و تكمن أسباب المرض في الماضي على شكل تصرفات و أفكار سلبية منسية في الغالب ومدفونة في أعماق العقل الباطن وحينما يحارب الإنسان الألم بالمهدئات دون معرفة الأسباب فإنه يحشره في أعماق الباطن، ليطفو على السطح متى سنحت له الظروف واستراتيجية الشفاء تكمن في تحمل المسؤولية عن المرض الذي هو انعكاس خارجي لما في داخلنا، وفي التعرف على الدوافع و الأهداف الاستراتيجيةالمستترة وراء المرض، فالمرض هو إشارة من عقلكم الباطن إلى أنكم تقومون بفعل ما خاطىء أو أن سلوككم وردود أفعالكم على حادثة ما تجلب الضرر لكم ، وهكذا فالناس هم الذين يخلقون أمراضهم بالتالي هم قادرون على علاجها بالخلاص من الأسباب التي في الواقع هي موجودة في داخلنا نحن وليس في الخارج والتي تتلخص في عدم فهم و عدم تطبيق القوانين الكونية وإدراك ووعي هدف الحياة و الغاية منها ووجود نيات و أفكار وأحاسيس وعواطف قاتلة في الوعي و في العقل الباطن، فيأتي المرض كإشارة تنبيه لوجود خلل في التناغم بين الإنسان و الكون و لهذا علينا أن يكون موقفنا من المرض إيجابياً وأن نتقبله ونشكره، فالمرض هو انعكاس خارجي لأفكارنا و تصرفاتنا و أهدافنا الهدامة. إنه حماية من عقلنا الباطن لنا من تصرفاتنا و أفكارنا القاتلة. فعندما يسخط الإنسان مثلاً يرسل إلى الطرف الآخر فكرة هامة ترتد عليه وجعاً و ألماً و عندما يحب الإنسان يرسل للآخر أحاسيس بناءة تنعكس عليه سعادة و نجاحاً. فما يحدث في الواقع أن الناس يدمرون بعضهم بأفكارهم الهدامة و من ثم يستغربون لماذا تكثر الأمراض، فإذا ما كنا نريد الحفاظ على صحتنا علينا احترام عالمنا الخاص و عوالم الآخرين و محبة الذات الآخر و الشكر و الثناء دائماً و أن نجد في كل أمر وظاهرة الإيجابيات فقط و نجعل لطريقنا في هذه الحياة قلباً لأن ذلك يشحننا بالقوة و السعادة ونتصالح مع مرضنا و مع كل ما يصيبنا، وإذا أردنا أن نغير شيئاً ما في عالمنا الخارجي يجب أن ننطلق من تغيير أنفسنا أولاً. وعلينا الابتعاد عن الأفكار السلبية التي تولد طاقات سلبية تتحول في النهاية إلى أمراض.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية