|
مجتمع وحين نلمس أثر ذلك في التهديد بالعلاقات الاجتماعية ، فعلينا التوقع أن يصل ذلك إلى درجة الفتك بكل ما نتطلع إليه وننادي به من قيم وأهداف وبنى وآمال . وعلى هذا طرحنا مجموعة من التساؤلات للدكتورة أسمهان علي جعفر مدرسة في كلية التربية جامعة دمشق . من الذي يضمن لنا توجه الأجيال المقبلة التي تنشأ في مناخ كذلك ؟ إذا تجاوزنا موضوع القيم والبنية الروحية والخلقية والاجتماعية إلى سواه ، نجد أن تحدي العصر وسوى ذلك مما يزحف ولا يرحم أو ينتظر ، يحتاج منا إلى اعدادٍ للمجتمع والأجيال والمؤسسات أعمق مما حققناه ونحققه ، ومما نستطيع أن نحققه ونواجهه بإمكانات محددة أشد من تلك وهنا يطرح التضامن المشترك بيننا بوصفه ضرورة حيوية بالغة التأثير والأهمية . فما نحن فاعلون ونحن في خضم المحن والتحديات ، وكيف نواجه أخطاراً أشد من تلك التي كانت ، وهي تزحف علينا مع الأيام القادمة . وننطلق من مقولة للقائد الخالد حافظ الأسد ((إن حقيقة الأمم تكمن في خيرة أبنائها، الواعين لمصالحها، وكل الفقاعات التي تعلو السطوح الراكدة ، والتي تشد أقدام التطور إلى الأرض ، لن تصمد أمام تيارات الحياة الحقيقية المتدفقة من أعماق الشعب )) والشباب هم أمل الأمة وقلبها النابض ، وعنصر القوة فيها ورغم التحديات الكبيرة له فذلك لن يعني أننا لن نحاول في الارتقاء به في ظل هذا الانحدار الأخلاقي والقيمي الذي يعيشه العالم إعادة روح الفعالية والإنتاج ففي ضوء هذه المبادئ السامية نحن بحاجة إلى إعادة روح الفعالية والانتاج في أحشاء هذه الأمة ، وأبرز التحديات التي تواجه شبابنا هو إعادة الثقة في قدراتهم من خلال تنمية الحس الجماعي وما يقتضي ذلك من التواصل والتفاعل إن أي عمل لا ينهض من فراغ ، على كل شاب أن يسهم في صنعه ، ويكسر ثقافة الجمود والتحجر ليغير ويطور ايجابياً ، عليه أن يكون في قلب الأحداث ويشارك فيها إضعاف منابر التعليم على شبابنا أن ينتبهوا إلى المغالطات التي من الممكن أن يوقعهم البعض في مشاكل قيمية وفكرية ، لينشؤوا جيلاً مهزوماً من داخله ولا تقوم للأمة قائمة ، ويقطعوا أوصالها ويغيبوا الشباب عن واقع الحياة ليسيروا في فلكهم ويتوافقوا على مخططاتهم ، ويسيروا وراءهم فيما يخططون ويديرون من كيد وتدمير . إنهم يحاولون إضعاف منابر التعليم ذات الأثر وتفريغ التاريخ من مضمونه ومحتواه وتحويله إلى صور لا حقيقية لها أو مظاهر لا باطن لها وذلك من خلال قنواتهم الفضائية والشبكة العنكبوتية شباب مفعم وعن النصائح التربوية لشباب مفعم بالعطاء ماذا تقولين ؟ كي لا تقع في هزائم نفسية أو أزمة قيم عليك التسلح بمايلي : الايمان بالقدرات : فالإنسان الضعيف في قدراته ، مهزوم من داخله ، محال أن ينتصر على نفسه ، وقد يعتري قلبه من آن لآخر سحب مظلمة ، لكنها ستنقشع إذا أعاد الثقة بقدراته ، فالمهزوم لا يصمد لأي محنة أو لأي ابتلاء. -معرفة طبيعة الطريق : وان عدم المعرفة بطبيعة الطريق من أهم أسباب الهزيمة النفسية فإذا تعرض أحد لمحنة أو حدث مؤلم ، هزم مع أول محنة ومع أول محك عملي على طريق الابتلاء ، لأنه يعتقد أن الطريق مفروش بالزهور والرياحين . - اليقين بالقدرات والإمكانات إذ هناك طاقات هائلة لا شك ، والعامل الذاتي هو العامل الأكثر حسماً لأنه يمثل حرية وإرادة وقدرة الشباب على التأثير ، وعندما تتهافت عليكم الطلقات الدخانية فاعلموا ان الهدف هو تغير كيمياء فكركم ، وتتراخى الإرادة . - الابتعاد عن النظرة الضيقة للزمان والمكان : حتى لا يحطم اليأس قلبك ، لا تنظر نظرة ضيقة للمكان وكذلك للزمان ، للتاريخ ،للأمة ، لا تقل وصلنا إلى مرحلة مستحيلة الحلول في كل مجالاتنا . هذه النظرة ستحطم قلبك لما تحياه الأمة من واقع مر وأليم ، انظر نظرة أوسع ، انظر إلى التاريخ ، كم ابتليت الأمة من مصائب ومحن كالهجمات التترية التي عاثت فساداً في حضارة الأمة ، ومع ذلك قيض للأمة من هزمهم شر هزيمة ، وغير الحال هدم روح الثقة في روح الشباب هل هناك من برامج اجرائية بهذا الخصوص ؟ هناك الكثير ممن يحاول طمس الحقيقة من خلال القنوات الفضائية الموظفة لتحقيق أهداف لهدم روح الثقة والفعالية في روح الشباب وكذلك متاهات الشبكة العنكبوتية . ولك أن تطبق هذه الخطوات وتزود نفسك بمهارات تفكير ناقد تحفزك للبحث والوصول إلى الحقيقة دون عناء أو جهد . -تعرف على ثقافة مجتمعك وبلدك ، وعليك أن تكون مطلعاً عارفاً بما يجري حولك فالخير من باب الحكمة التي ينشدها الإنسان والشر من باب ( عرفت الشر لا للشر لكن لأتقيه) ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه . قارن أين أنت من الذي تسمع وترى ، ولا تقف عند الهمس . - انتقل إلى الخطوة التالية وهي اصدار حكم لعلاقتك بما ترى وتسمع وستصل إلى مرآة حقيقية تعكس الواقع بكل تفاصيله ، وأيضاً لا تتوقف استقص أكثر . -تفهم واقع المحيط بك وما يدور حولك لتتكامل خبراتك وكرر هذه الخبرة ، وابتعد عن مرجعيات تتناقض مع ما وصلت إليه ، لأنه سيزجك في أزمة نفسية دون تقديم الحلول لك وعندها ستردد معنا وتقول (( ليتني نظرت لذاك المنظر دائما لقد التقطت صورة للسماء ولن أشعر بذاك حتى لو أعدت طلاء جدران الغرفة بلون السماء )) وسنبقى متفائلين واثقين لنبرهن أخيراً لأمتنا أننا أملها ، وسنبقى متفائلين واثقين من قدراتنا سنبقى كطوق الياسمين ، نلتف حول قائدنا ونتحمل معه المسؤولية ، ونبرهن له أن الرجال يولدون في الأزمات والصعاب ، لأنهم ورثة العزة والشرف . لنبرهن أن الإنسان إذا لم يؤمن بنفسه ، خسر معركة الحياة ،وإذا لم يقاوم شعوره بالنقص هبط إلى الهاوية ، ومن يقول (أنا لا أستطيع أن أقوم بهذا العمل إذاً أنا لا أصلح لشيء) فإن من فساد المنطق أن نستنتج أننا لا نصلح لشيء لمجرد أننا لا نقدر على كل شيء. سنواجه بعزة وكرامة ، ونعيد لذاتنا كبرياءها ولنعلن أن للكرامة ثمناً نحن له دافعون ، ليطل الفجر قادما وعساه قريباً . |
|