تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أعمال تطوعية ثقافية..تشق طريقها نحو الأمام

مجتمع
الجمعة 25-12-2009م
آنا عزيز الخضر

رغم أهمية العمل الثقافي الأهلي في المجتمع إلا أنهم قلائل من هم يتجهون إليه وقد جرت العادة أن يكون العمل التطوعي محصوراً في العمل الخيري إذ تغيب المبادرة في مجاله رغم إمكانية في أن يلعب دوراً فعالاً لرفع السوية الثقافية لأبناء المجتمع خصوصاً أن العمل التطوعي مفيد على أكثر من صعيد،

فهو علاوة على مساهماته فإنه على الصعيد الشخصي يمنح الفرد مهارات اجتماعية وثقافية ويرفع من أفق الاهتمامات، إذ يحولها من ضيقة خاصة إلى عامة، وقد بدأ مجتمعنا الاهتمام بهذا الجانب واتجهت جمعيات عديدة نحو العمل التطوعي الثقافي، وكان لنا اللقاءات التالية حول بعض الجمعيات وأعمالهاوقد تحدثت في البداية الشابة/ رشا حلاق/ المسؤولة الإعلامية في شركة/ تكوين/ التي تعنى برعاية ودعم الفنانين الشباب وإيجاد البيئة الملائمة لهم من خلال مجموعة أنشطة ومعارض وفعاليات مختلفة فقالت: الجمعية حديثة التكوين وتعنى بمساعدة الشباب للوصول إلى أهدافهم في كل المجالات كصحفيين وكفنانين إذ تساعدهم على إقامة المعارض، فالجمعية تتجه نحو المجال الثقافي وتحاول سد الثغرات بوجود تقصير تجاه الشباب أما آلية عملها تعتمد على اختيار فنانين موهوبين إما عن طريق مسابقات أو ترشيح أسماء من قبل جمعيات أخرى والدافع الأول والأخير هو تنمية الثقافة ودعم الشباب وقد ساهمت بإقامة معارض فنية لشباب مثل معرض الشاب/ مهيار العلي/ في المتحف، فالهدف هو إبراز الموهبة والتشجيع وفسح الطريق أمام الموهبة بما يساعدها على الظهور‏

مشروع ثقافي تطوعي بعيد عن الربح‏

وتحدث الشاب / محمود باكير/ عن تبني الجمعية له كصحفي فقال: وجدت أن تبني الشركة لي ولأمثالي من الشباب هي مهمة جديدة تقدم المساعدة لأصحاب المواهب ضمن مشروع ثقافي يبتعد عن الربح بل يرسخ الجانب التطوعي في جوانب حياتية عديدة لأن الدعم يجب ألا يقتصر على الجانب المادي وهذه حالة تطوعية متطورة تقدم النفع والفائدة بأسلوب ذي مردود رائع وهو العمل في إطار النهضة في اتجاهات ثقافية واجتماعية.‏

التعاون بين المجتمع والدولة‏

وقد تحدث الأستاذ /وسيم قات/ مدير شركة /تكوين/ عن أهداف الشركة فقال: تهدف الشركة بأنشطتها إلى تنمية الثقافة عبر التنظيم والتنسيق على مستويات عديدة وفي كل الاختصاصات وكان لنا تجارب عديدة. فمثلاً ساعدنا تطوعياً أحد الشبان في مجال / النحت/ لإقامة معرضه، إضافة إلى تبني أفكار/ حسان طه/ في التأليف الموسيقي عبر أسطورة/ قدموس وأوربا/ بالتعاون مع جبهة النهضة الثقافية لخلق حالة حراك والقيام بمهمة من المهام الملقاة على عاتق الثقافة وقد لاقى العمل نجاحاً وظهرت جوانب ابداعية في اتجاهات مختلفة ثقافية واجتماعية خصوصاً أن السيمفونية توجت عملها بغناء كورالي للأطفال كان رسالة محبة استنتجناه من استبيان وزع على 120 طفلاً سألناهم عن رأيهم بالرفاق والعلاقات بين الأصدقاء وهذا من جراء إيماننا بالمواهب السورية العظيمة وقد منحناهم الفرصة وقدمنا خطوة داعمة للتقدم نحو الأمام وأود التنويه هنا إلى أهمية هكذا فعاليات كونها ترجمة للتصدي لمهام ثقافية والنهوض بمسؤولية تلك التي نتكىء بها دوماً على الدولة ومن الضرورة بمكان أن تقوم مؤسسات أهلية بهذا الدور لأن كل بلدان العالم لديها هذه التقاليد التي تؤكد التعاون ما بين الدولة والمجتمع لدفع الفعل الثقافي إلى الأمام خصوصاً أن بلادنا مليئة بالمواهب المتميزة ويحتاج الأمر إلى المبادرة والشجاعة ونتمنى أن يكون ما قمنا به نافذة باتجاه هذا الفعل.‏

نشاطات عديدة‏

أما السيدة/ رجاء نبوت/ مديرة جمعية النهضة الثقافية قالت: النهضة هي جمعية ثقافية أهلية تعنى بنشاطات الخريجين من المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقا إذ تشجع كافة الأعمال المتميزة من غناء إلى تمثيل وعزف وغيرها وقد شاركت الجمعية بدعم العمل الموسيقي/ قدموس وأوربا/ وكان قبلها الكثير من الأنشطة مثل إقامتها حفل / النحت النسائي الشرقي/ كما نظمت الجمعية بمناسبة يوم المسرح العالمي مسيرة شموع إلى منزل/ أبي خليل القباني/ أضأناها في منزله وعزفنا أغانيه تكريماً له وللفن المسرحي أيضاً قامت الجمعية بدعم الفنانة الشابة/ سوزان حداد/ في العديد من أعمالها كما أن الجمعية تقدم جلسات تذوق فني شهرياً يتم فيها النقاش في الكثير من التفاصيل والمعطيات التي تهتم بالجانب الفني علمياً وفنياً وأعتقد أن الجمعية بمهامها المتفردة تحمل الريادة للدخول في الهم الثقافي لأنه ليس بالضرورة كل جمعية أهلية تعمل في إطار الجمعيات الخيرية فقط، لأن العمل التطوعي الثقافي يقدم للمجتمع الفائدة خصوصاً أننا تمكنا من فعل أشياء مهمة جداً وكان تتويجاً لأعمالنا هو العمل الفني السوري الشرقي المكتوب على الطريقة السيمفونية ومن ضمن أهداف الجمعية التأكيد على تدريس الفنون وأهميتها وتحديداً بالنسبة للأطفال لأنه من أبسط الأشياء التي يتعلمها الطفل أننا نرى طفلاً ينبذ العنف كون آلية الفن تعتمد أصلاً على مهارة عقلية تربط العلاقة المتوازنة ما بين العقل واليد والإحساس.‏

وأشير في هذا السياق إلى مثال حي حيث يرجح الكثيرون إلى أن تطور اليابان بسبب هو أن جميع طلابها دون استثناء يعلمونهم العزف على الآلات الموسيقية فتدريس الفن للطلاب حالة مهمة خصوصاً أن الطفل السوري موهوب جداً ومجمل هذه الفعاليات التي تقوم بها الجمعية لها مهمة اجتماعية تتكامل مع المهمة الثقافية وهي مبادرة من جهة أهلية من شأنها أن تخلق الحراك الإيجابي الثقافي كما الاجتماعي. ونتمنى أن تشكل أعمالنا خطوة نحو حضور العمل التطوعي الأهلي في المجال الثقافي لأنه يمتلك أيضاً الدور الهام ويقدم للمجتمع فائدة في مجال رائد للحياة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية