تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عام على المحرقة

حـــدث وتعــليـق
الجمعة 25-12-2009
منذر عيد

عام مضى على العدوان الإسرائيلي البربري على قطاع غزة، قبل عام لم يكن حال غزة والغزيين كما هو الآن، آلاف المنازل سويت بالأرض،

مئات المواطنين سقطوا شهداء، والمئات المئات حرموا من أب أو أم أو أخ وأخت، غزة قبل 27 كانون الأول من عام 2008 ليست هي غزة 28 كانون الأول 2009 .‏

ماذا فعلنا نحن العرب إزاء أشقاء لنا هناك، وماذا فعل المجتمع الدولي؟؟.‏

أما نحن فمساعداتنا كانت شحيحة، أوليس ظلم القربى اشد مضاضة، أماالمجتمع الدولي باستثناء القلة القليلة من أصحاب الضمائر الحية، فقد قام بدوره المعهود عندما يكون فيه العرب طرفاً مع الكيان الصهيوني، حيث غدر بالشعب الفلسطيني فلا هو أعاد إعمار ما دمره (النازيون الجدد)، ولا رفع الحصار عنه .‏

عام مضى على المحرقة إلا أن جمرها مازال متقدا تحت رماد غطى القطاع بأكمله، ورائحة المواد الكيماوية والفسفور لا تزال تملأ السماء، التي يلتحفها عشرات آلاف الأسر، بانتظار تحقيق وعود تجدد بناء الحجر، لكنها بالتأكيد ستعجز عن تجديد ذاكرة ارتسمت فيها صور من سقطوا شهداء.‏

عام مضى والمجتمع الدولي يتفرج على مأساة الشعب الفلسطيني دون تحريك ساكن، بل يسارع إلى محاباة المجرم والتغطية عليه رغم العديد من قرارات الادانة، وإيفادات شهود العيان، وعيون الكاميرات التلفزيونية التي نقلت حدوث الجريمة بحق الإنسانية مباشرة، كل ذلك بانتظار ان يحين (اقرب وقت)، ويسأل العرب ماذا حل بتقرير غولدستون.‏

إن استكبار الكيان الإسرائيلي، وتحديه لجميع القرارات الدولية، ومضيه قدما في إطلاق التهديد والوعيد ، وتهويد القدس وتوسيع المستوطنات، يستدعي تحركا عربيا ودوليا حقيقيا وليس مجرد إصدار بيانات أو مناشدات لا تقدم ولا تؤخر، لأن حدود المحرقة لا تقتصر على فلسطين، بل الهدف من إشعالها فلسطين أولا والعرب تاليا.‏

Mon_eid@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية