تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تفجير استهدف بيشاور وضحايا.. عام على هجمات مومباي: عقبة في تحسن العلاقات الهندية الباكستانية

سانا- وكالات - الثورة
أخبار
الجمعة 25-12-2009
انها بيشاور المدينة الباكستانية التي أصبحت مستهدفة يومياً بالتفجيرات وخاصة في أسواقها المزدحمة حيث يسقط العشرات من الضحايا المدنيين.

وأمس قتل خمسة اشخاص وأصيب 25 آخرون بانفجار استهدف بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان في الصباح الباكر واستهدف منطقة مزدحمة تضم مباني حكومية من بينها شركة خطوط جوية تديرها الحكومة ومدرسة عامة وشركة تأمين حكومية اضافة الى سوق شعبية.‏

وقال ميان افتخار حسين المتحدث باسم الاقليم لقناة ايه ار واي الاخبارية ان المنطقة التي وقع بها التفجير تضم منشآت للجيش الا انه لم يؤكد ان الانفجار استهدف هذه المنشآت.‏

بدوره اكد بشير بيلور وهو عضو حكومة الاقليم حدوث الانفجار مشيرا الى انه وقع عندما قام شخصان بتفجير نفسيهما في المنطقة في حين قال عارف خان وهو ضابط في الشرطة ان مهاجما واحدا فجر نفسه امام نقطة تفتيش عسكرية مشتركة بين الجيش والشرطة عندما اقترب منه عناصر الشرطة.‏

ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من هجوم مماثل استهدف نادي الصحافة في بيشاور وادى الى مقتل ثلاثة اشخاص.‏

يشار الى ان مدينة بيشاور شهدت ارتفاعا في عدد العمليات المسلحة منذ بدء الجيش بعمليات ضد مسلحي طالبان في معاقلهم الواقعة في جنوب وزيرستان على الحدود الافغانية في تشرين الاول الماضي.‏

ويأتي هذا الاعتداء بعد يومين من هجوم انتحاري مماثل نفذه فتى ضد نادي الصحافة في بيشاور واوقع ثلاثة قتلى.‏

وكان هذا الهجوم الاول من نوعه على وسائل الاعلام في باكستان واضطر الحكومة الى ان تقطع وعداً بتحسين الاجراءات الامنية لحماية الصحف المحلية التي تلقت تهديدات من طالبان.‏

وبيشاور على خط المواجهة في باكستان التي تشهد موجة هجمات انتحارية ينفذها ناشطون اسلاميون يتمركزون في الشمال الغربي ويعارضون تحالف اسلام اباد مع الولايات المتحدة.‏

واوقعت الاعتداءات العديدة التي ينفذها انتحاريون من حركة طالبان الباكستانية الموالية للقاعدة وحلفائها اكثر من 2700 قتيل في باكستان في سنتين ونصف.‏

وقد تصاعدت وتيرتها منذ العملية العسكرية الواسعة التي شنها الجيش الباكستاني في وزيرستان الجنوبية المعقل الاساسي لحركة طالبان الباكستانية.‏

وشن الجيش الباكستاني قبل شهرين هجوماً برياً واسعاً في وزيرستان الجنوبية معقل حركة طالبان الباكستانية.‏

وحول العلاقات الباكستانية الهندية ذكر تقرير لوكالة شينخوا ان هذه العلاقات مرت بعقود من غياب الثقة والشكوك.وما زالت غير قادرة الآن على التغير بعد قيام 10 ارهابيين بتنفيذ هجمات مومباي في تشرين الثاني العام الماضي. وقال محللون سياسيون هنا إنه خلال الأعوام التي سبقت هجمات مومباي حاولت الهند بناء علاقات «ودية» مع باكستان على الرغم من خوض البلدين 3 حروب كبرى ضد بعضهما منذ انفصالهما في عام 1947. ولكن منفذي هجمات مومباي دمروا كل هذا والآن اصبح ذلك عقبة في طريق عملية السلام بين البلدين.‏

وقال المحلل السياسي اجاي سينغ بصفتها دولة مجاورة ترغب الهند في أن يسود السلم والازدهار باكستان لانها تعلم انه إذا كان هناك نار في باكستان فان حرارتها ستلفح الهند أيضا. ولكن بعد هجمات مومباي الارهابية تغير الوضع.‏

تعتقد الهند ان الارهابيين العشرة الذين نفذوا هجمات مومباي والتي اسفرت عن مصرع 170 شخصا كانوا موجهين من داخل باكستان. وتم تقديم أدلة خلال المحاكمة بأن الحكومة الباكستانية اجرت سلسلة من التحقيقات عشية الحدث وألقت القبض على مجموعة من المشتبه فيهم.‏

ولكن الهند قالت إن اسلام اباد لا ترغب في تقديم كافة مرتكبي هجمات مومباي إلى العدالة حتى بعد مرور عام على الهجمات على الرغم من أن نيودلهي قامت بتسليم 7 ملفات تحتوي على أدلة ضد المسؤولين عن الهجمات. ولكن اجاي سينغ قال إن باكستان قالت انه لا توجد أدلة كافية من الهند حول ذلك. وهذا بدوره عرقل عملية السلام بين البلدين.‏

وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ التقى بشكل منفصل مع الرئيس الباكستاني اصف علي زارداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني خلال العام الحالي فلم يتم تحقيق تحسن ملموس في العلاقات الثنائية حتى الآن.‏

وقال رافي داوا خبير الأمن الداخلي الهندي بعد هجمات مومباي الارهابية ذهبت اجراءات بناء الثقة وغيرها من المبادرات لتحقيق السلام في جنوب آسيا ادراج الرياح.‏

كما اتفق بعض المحللين أيضا على أن العداء بين الهند وباكستان ليس نتاجا للارهاب فقط و النزاع حول كشمير وانما أيضا للحروب الثلاثة الماضية للبلدين خاصة حرب عام 1971.‏

وحذر داوا من أنه على الرغم من أن الهند لديها العديد من الخيارات مستقبلا فلابد أن تراعي نيودلهي تهدئة الوضع وليس تصاعده وتحوله لحرب شاملة لن يجلب سوى المزيد من التوتر في شبه القارة الهندية التي تعاني بالفعل من الارهاب.‏

وقال المحلل السياسي براتيب بانو ميهتا إن باكستان بصفتها أمة في حالة معاناة عارضت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في افغانستان والتي اضافت لانعدام الاستقرار في منطقة جنوب آسيا بأسرها وخاصة للسياسات الباكستانية الداخلية على وجه الخصوص.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية