|
فضائيات
ليصبح من المسؤولية أن يبقى كادرها دائم التأهُّب لتقديم كل مامن شأنه أن يزيد من انتشارها ومن تفوقها على سواها من الدراما العربية. من هنا, ورغم أن قناة (العربية) لا تنجذب ولا تهتم إلا لما يتعلق بالأمور والتحقيقات والأخبار السياسية, إلا أنها ولكثافة مايُعرض على سواها من أعمال درامية, قرَّرت تبنِّيها وبشكلٍ أكَّده برنامجها اليومي (دراما رمضان) الذي وبعد أن يستعرض ويحلل ويقدم لقطاتٍ لأهم ما يُعرض من مسلسلاتٍ عربية, يختار بعض الأعمالٍ السورية, ليعقِّب على مضمونها وعلى تطور فنونها, ومن خلال ما يستقطبه من آراء هي أحكام الناس حول مدى إعجابها وانجذابها وقناعتها, بالعمل أو المخرج أو الكاتب أو حتى الشارة الغنائية.. في إحدى حلقات البرنامج قدَّم تقريراً مصوراً عن دور الفنان (سامر المصري) في (أبو جانتي) وكسائقٍ فضولي استطاع وبالتعاون مع فنانين آخرين واعتماداً على ركاب سيارته, أن يقدم حكايات قال مقدم البرنامج بأنها لاقت شهرة واسعة وردود أفعالٍ إيجابية, وبسبب ما فيها من مواقف لاتخلو من النكهة الطريفة والفكاهية. وينتقل البرنامج ليكون للفنان (جهاد سعد) وباعتباره أحد أبطال مسلسل (مابعد السقوط) الرأي الأمثل في التعبير عما أريد الاستفسار عنه وسواء عن قصة المسلسل الشيقة أو عن الجهود التي بذلها كل من شارك فيه ولاسيما أن التصوير تمَّ تحت الأنقاض وفي ظلِّ الحرارة الخانقة, وهكذا وصولاً إلى معرفة ما إذا كان الفنان السوري يسعى للبطولة الفردية أو يفضّل الجماعية, ليكون رأي (سعد) موافقاً لما نلاحظه في غالبية الأعمال, وهو أن البطولات لم تعد فردية وبأنها باتت من حقِّ النص والمكان والأشخاص وجميع كادر العمل إضافة إلى موسيقاه التصويرية. أيضاً, وفي إحدى الحلقات, استعرض البرنامج ما يحصل من سجالاتٍ وما يُبدى من أراءٍ وأحكام ومن خلال لقاءاتٍٍ واتصالاتٍ وتحقيقاتٍ مثلما دارت حول العديد من الأعمال دارت حول مسلسل (أنا القدس) ليتم وبعد أن انتهى البرنامج من تفنيدِ مافيه, الحديث مع مخرجه (باسل الخطيب) وبما أوصلنا إلى قناعة بأن الدراما السورية أصبحت بالفعل هي اللغة الناطقة على جميع الفضائيات العربية.. أخيراً, ولتوثيق ما صادقت عليه قناة (العربية) وغيرها من محطات مازالت تتبنَّى البحث في الدراما السورية, ننتقل إلى قناة (الجزيرة) والتي هي أشد انجذاباً من الأولى للسجالاتِ والمواضيع والأخبار والوثائق السياسية, لنرى بأنها أيضاَ قد تأثرت بسلطة الدراما لتقوم وضمن برنامجها (في العمق) بإثارة موضوع (واقع الدراما العربية) ومع الفنان والمخرج (حاتم علي) الذي ردَّ على سؤالٍ يتعلق بمصداقية الدراما التاريخية, بأنّّه من الصعب القبض على الحقيقة كاملة, وبأن العمل التاريخي ليس تاريخاً وإنما هو وجهة نظر صنَّاع التاريخ, مضيفاً ولدى محاولة معرفة مستقبل هذه الدراما, بأنها لن تتطور إلا بالتحرر من القيود الاجتماعية والرقابية والسياسية والدينية كافة.. |
|