تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


علـــى نافـــذة المخبــز

مجتمع
الخميس 3-7-2014
لجينة سلامة

تكاد تكون الصور المرفقة لرغيف الخبز «المدلل» إشارة واضحة المعالم والأهداف..صور تختصر معاناة الكثير من المواطنين الذين يؤمنون حاجتهم من المخبز الفني بمحافظة طرطوس والذين تترأس وجباتهم الغذائية أرغفة ذلك الفرن.خاصة وأن رائحته الطازجة تسُر القلوب وتنسيهم ساعات وقوفهم بالأمس وعلى الأخص في وقت الذروة ,

فيندفع المواطنون يحدوهم الأمل أن يكون حاله اليوم أحسن من البارحة ويقفون مطولا على نافذة الفرن أرتالا ويبوحون من على أطلالها بأحاديث أسروية وأخرى تخصُ وظائفهم ويرددون أخبار الأمس واليوم.‏

وعندما يطول الانتظار يترحَمون على أيام زمان ومن ثم يبتهلون لله العليِ القدير أن يقوم المحافظ بجولة على الأفران عساها تختصر مدة انتظارهم وتسرِع من آلية العمل وتحسن نوعية الرغيف الذي يصل في أغلب الأحيان إلى كيس الخبز اليابس.حيث لا يؤكل مع الوجبات ولا يمكن أن يصنع منه سندويش للصغار في مدارسهم.. حال رغيف الخبز في بعض أفران الدولة كما يلقبُها البعض وبالأخص مع ازدياد أعداد الأفران الخاصة التي بات بعضها يمسخ رغيف الخبزحاله حال هذا الطقس متقلب دائما مابين الصيف والشتاء والربيع والخريف.‏

وكذلك هو مذاقه بين مقمَر مقرمش، اليوم ومحروق «ملدوع» غدا وهذا الحال لا ينطبق على الفرن الفني فقط وإنما على أفران أخرى سواء كانت عامة أو خاصة و إذا ما تذَمرت أو تساءلت بصيغة شكوى تأتيك الإجابة بسرعة أن الموضوع يتعلق بالخميرة أو بالكهرباء أو.. أو.‏

لكن النتيجة دائما لا تسر المواطن لأنه الخاسر أبدا. ما يضطر صاحب العائلة إلى شراء حاجته من أحدالأفران الخاصة التي حافظت على الرغيف سليما أي ناضجا ومأكولا ,وهذا لا ولن يتطابق أو يستقيم مع سياسته الاقتصادية لأن الربطة الواحدة تباع بخمسة وسبعين ليرة سورية وفي بعض الأفران أكثر من أربعين ليرة...‏

أحدهم كبير في السن استوقفني يتفقد أرغفة الربطة التي أحملها لأشجعه على الشراء وعندما رآها قال بحسرة:ماالذي يمنع أن يكون طعم ومذاق خبز بعض الأفران العامة والتي هي ملجأ أغلب المواطنين السوريين والذين هم من ذوي الدخل المحدود مثل نوعية خبز الأفران الخاصة...!؟.فأجبته أن الموضوع يحتاج إلى الضمير المفقودعند البعض وهو ما كان ينتظره المواطنون الواقفون أرتالا على النافذة لكن أحدا من المعنيين لا يعنيه الموضوع طالما أنه يذهب إلى بيته وعلى يده ربطات من الخبز المدلل...فهل وضحت الصورة أكثر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية