تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شركاء في القتل والإرهاب

حدث وتعليق
الخميس 3-7-2014
ناصر منذر

مع انشغال الأنظمة المستعربة بالتآمر على سورية والعراق، وحشدها كل ما يلزم من أدوات إرهابية لمحاولة تدميرهما وإضعافهما خدمة للمشروع الصهيو-أميركي، يحاول الكيان الصهيوني استغلال الفرصة التي منحته إياها تلك الأنظمة إلى أقصى حد لاستكمال مخططاته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني،

وعدوانه المتواصل على قطاع غزة، وسياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها انتقاما لمقتل المستوطنين الثلاثة لم تكن لتصل إلى هذا المستوى من الإرهاب والإجرام لولا تواطؤ بعض الحكام المنسلخين عن جلتهم الأصلية، وانتمائهم العربي.‏

فالذين نصّبوا أنفسهم ناطقين باسم الأمة وهي منهم براء، وتاجروا بدماء شعبها لا يمتلكون الإرادة الحرة للقيام بأي خطوات ملموسة تساعد الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية، والأنكى من ذلك أن مشيخات النفط والكاز وبدل الوقوف إلى جانب هذا الشعب عقدوا التحالفات مع الكيان الصهيوني، ووضعوا كل إمكانياتهم تحت تصرفه، على اعتبار أن الهدف واحد, والمكاسب واحدة, فزعماء الخليج يرون في تحالفهم مع كيان الاحتلال ضمانة لحماية كراسيهم وعروشهم, , وبالمقابل فإن اسرائيل تريد ثمن هذا التحالف جائزتها الكبرى, وهي فلسطين, ولن نستبعد أن تنتزع بعد أيام قليلة اعترافا خليجيا واضحا «بيهودية دولتها» لاستخدامه كأداة ضغط اضافية على الجانب الفلسطيني بأي مفاوضات قادمة, ولن نستغرب أيضا أن دول الخليج ستستخدم كل نفوذها لتصفية القضية الفلسطينية من أساسها, ثمنا لمشاركة اسرائيل في العدوان على سورية.‏

المثير للاشمئزاز أن المستعربين الجدد ما زالوا يلهثون لاستصدار قرارات عدائية من مجلس الأمن الدولي ضد سورية، واستجداء التدخل العسكري، وفرض العقوبات تلو الأخرى على الشعب السوري، ولكن القط يأكل لسانهم أمام أي عدوان اسرائيلي على الشعب الفلسطيني، فهم لم يتجرؤوا حتى على مطالبة المجتمع الدولي لإدانة الاعتداءات الاسرائيلية، وهمهم ينحصر في كيفية الاسراع بإنهاء الوجود الفلسطيني وتخريب وتفتيت الدول العربية التي تقف عائقا أمام تنفيذ المشاريع الصهيونية والأميركية في المنطقة.‏

العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، هو بالدرجة الأولى استهتار اسرائيلي وأميركي وغربي بالأنظمة العربية العميلة التي لا تريد الاعتراف بعد أن المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترجاع الأرض والحقوق، وبدل دعمها يعملون على تقزيمها وسلبها كل امكانيات وجودها، ليثبت حكام تلك الأنظمة أنهم الأدوات الرخيصة للمشروع الصهيو-أميركي التقسيمي، ولذلك نجدهم يحرفون البوصلة عن فلسطين باتجاه سورية والعراق وقوى المقاومة والممانعة سعيا لتحقيق أمن «اسرائيل».‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية