تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعيداً عن العقائدية

الصفحة الأولى
الأربعاء 9-7-2014
أسعد عبود

تتشكل لوحة المرآة الراهنة في المنطقة من صفيح بلوري مكسر إلى شظايا مترابطة بأوهى من خيط العنكبوت. نراه نحن الذين تتمزق وتتهشم حياتنا عليه من خلال انعكاس مرتج على شظية عالقة في اللوحة.

وهكذا كل يرى المشهد من زاوية الشظية المواجهة له ! ويتخيل أنه يرى اللعبة متناسياً أنه يرى فقط ما أراد اللاعبون أن يراه !!!‏

الكل يتوهم أنه يرى كل شيء ... ولا أحد يرى شيئاً إلا ما قدر له أن يراه ..!!‏

لكن ... لا يعني ذلك أنه قدرنا يرسمه غيرنا ولا حام لنا من هذا الغير إلا كسب وده والنوم في أحضانه. قدرنا يمكن أن نرسمه نحن ، والخطوة الأولى أن نقدر الخطورة الكارثية لما نواجهه. كل ما نواجهه اليوم هو بسبب الارهاب، أو هو الارهاب مباشرة. ولا خيار لأحد في دول هذا الاقليم وهذه الأمة إلا قتال الارهاب حتى الخلاص الكامل منه. يخطئ من يتصور خطورة الارهاب الكبرى على الغرب الاستعماري !؟‏

11 أيلول لن تتكرر أبداً ... والارهاب اليوم أداة بيد هذا الغرب لتمزيق حياتنا وأوطاننـا بمـــا يخدم:‏

أولاً – مصالحه ...‏

ثانياً – أمن اسرائيل ...‏

قلت كل ما نواجهه اليوم : الارهاب أو بسببه ... متعمداً ألا أنفي أننا واجهنا الكثير من المخاطر بفشل يتبعه فشل بما ساعد على قيام الارهاب وتفشيه. فشلنا سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وعلمياً وأخلاقياً ... فكان الارهاب.‏

ليس في دول المشرق العربي والمنطقة والدول العربية عموماً من لم يفشل في ذلك كله ، ومن لا يهدد الارهاب وجوده بالكامل. وليست دولة داعش إلا فقاعة تثار في وجوهنا كي ينحرف بنا البصر عما عداها وتتوه بنا الحسابات. داعش إفراز إرهابي خطير ... لكنه أقل خطورة من الهجمة الارهابية التي تحركها القوى المتربصة بالمنطقة. تصوروا : إسرائيل تساند المسلحين الاسلاميين علناً !!! ففي أي زمن نحن ؟! وما حجم ما نراه من اللعبة القاتلة المدمرة.‏

بين دول الاقليم « المشرق العربي» تبدو سورية وحدها التي تتنبه لخطر الإرهاب القاتل .. ووحدها تتخذ القرار الصحيح ، ولا تتراجع عنه ... الحرب على الارهاب من رؤية المصلحة الجمعية، واعتماداً على فرص القوة المتوافرة ، وليس تحت لواء العقائد. لا وقت للعقائد الآن. وقد دفعنا ثمن التنمية العقائدية على حسب تنمية المصالح وإمكانية الدفاع عنها الكثير! حين أقول دول الاقليم لا أعني منطلق السورية القومية العقائدي ... أبداً ... أنا لا أعترض على أي اعتناق لأية عقيدة ... لكن في مواجهة ما يحصل من تحدي الوجود أقول المصلحة أولاً لكل أصحاب العقائد بمن فيهم الاسلاميون وغيرهم ممن يعيشون في دول الاقليم ... سورية .. العراق ...الأردن .... لبنان .... وفلسطين ... ومصر ... وغيرها ... في محاربة الارهاب، فعلياً وليس ادعاء.‏

هذه حرب وجود والكل مدعو لها بغض النظر عن أي عقيدة ... سورية تلعبها اليوم بالشكل الأفضل المتاح .... والتحدي للجميع إذ لن يفيد ذاك النعيق في وسائل الاعلام وهي من أخطر ما يواجهنا في هذه المعركة.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية