|
البقعة الساخنة ويخطىء من يعتقد ان اوروبا واميركا تتخبطان في طريقة معالجة هذا التعنت الاسرائيلي ، بل الحقائق تؤكد مجاراتهما للمواقف الاسرائيلية في السر والعلن، والدليل ترحيبهما بالموقف الاسرائيلي النظري فقط من تجميد الاستيطان وعدم اتخاذهما اي موقف ازاء استمرار بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة. ماطرحته الرئاسة السويدية بشأن موضوع القدس، والجدل الذي دار اوروبيا حوله بين من هو معارض ورافض و من يريد المناقشة، اضافة للتحذيرات الاميركية والاسرائيلية لاوروبا من خطورة تأييد الموقف السويدي على مصداقيتها في عملية السلام، يكشف دون لبس ان كل الحديث الاوروبي والاميركي عن السلام والقرارات الدولية هو من قبيل ذر الرماد في العيون العربية ودول العالم الاخرى التي تطالب بايجاد حل شامل للصراع العربي الصهيوني وفق الشرعية الدولية. فالوقائع اثبتت ان الاوروبيين غير جادين اطلاقا في تأييد أي طرح او موقف لاتوافق عليه اسرائيل ، وبالتالي هم يجارون الولايات المتحدة بالانحياز الكامل الى جانب اسرائيل في رفضها للسلام وممارستها العدوان على الشعب الفلسطيني وفي الاراضي العربية المحتلة. ومن هنا عندما تدعو سورية اوروبا للعب دور في عملية السلام فإن مضمون هذه الدعوة يعني التوقف عن تأييد المواقف الاميركية - الاسرائيلية وليس السير بموازاتها، ولاقيمة للدور الاوروبي اذا بقي حبيسا في القاطرة الاميركية التي لاتزال تبحث عن طرق سالكة تؤدي الى السلام في متاهات اسرائيل المسدودة. حتى الآن كل مايطرحه الاميركيون والاوروبيون بشأن عملية السلام هو إبر مخدرة للمجتمع الدولي عموما، والعرب خصوصاً الذين يفضلون الانتظار على المبادرة لاحداث تغيير في الموقف الاوروبي والاميركي، او لتذكير هؤلاء بأن العرب موجودون ، والمصالح الاوروبية والاميركية يمكن ان تتضرر اذا تركت اسرائيل تعربد ذات اليمين وذات الشمال ، وترفض كل مبادرات السلام. وليس صحيحا مايقوله البعض بأن اوروبا واميركا لاتستطيعان الضغط على اسرائيل لدفعهما الى طريق السلام ، إذ بمقدور كليهما اجبار اسرائيل على ذلك .. ولكن عدم تضرر مصالحهما مع الدول العربية رغم تأييدهما لاسرائيل يجعلهما يؤيدان موقفها ضمانا لمصالحهما معها على حساب العرب وحقوقهم ووقتهم ودمائهم . ان تحقيق السلام يتطلب تغييراً من الجانبين العربي والاميركي الاوروبي، وبقاء الوضع على حاله يعني ان السلام بعيد المنال . |
|