|
من البعيد وغياب البرامج الهادفة لصيانة وتطوير المراعي وفشل المشاريع المتواضعة في هذا المجال من بلوغ أهدافها. ولكن هل هذا يكفي حتى وأن شهدت البادية التي تشكل 94٪ من مساحة المحافظة البالغة 33 ألف كم2 وتحتضن نحو 2،8 مليون رأس من الأغنام موسماً وافراً من الأمطار يكفل أحياءها وانعاشها مجدداً لتكون مورداً اقتصادياً وغذائياً هاماً؟!. بالتأكيد لا .. باعتبار أن تعاقب السنوات الخيرة مع تكرار سنوات الجفاف المتلاحقة لا يمكن لوحدها أن تحد من الآثار السلبية التي تعرضت لها البادية دون وجود إدارة حكيمة تكفل المحافظة على الغطاء النباتي وتزيح مخاطر التدهور الناجمة عن الرعي الجائر كون الجفاف تصعب السيطرة عليه إلا بحدود الوقاية والعلاج كتنظيم الرعي ودعم المراعي لترميم الآثار التي أحدثتها الظروف البيئية السيئة إلى جانب العوامل المؤثرة بفعل الإنسان. أن نظام الرعي التقليدي المتوارث ساهم إلى حد كبير بتكريس الاعتداء على المراعي وتدهورها لأن الرعي المعتمد هو الرعي المفتوح والمشاع دون وجود ضوابط له وهذا من الطبيعي جداً أن يؤدي ذلك إلى استنفاد المراعي والحالة السيئة التي وصلت لها الثروة الغنمية وأدت إلى تناقصها بشكل مخيف. إذا وعلى ضوء هذا الواقع فلابد من التدخل ووضع برامج ومشاريع لإعادة تأهيل المراعي وفي مقدمتها إعادة النظر في طريقة إدارة نظام الرعي التقليدي من خلال وجود إدارة فاعلة تنظم عمليات الرعي بالتشارك مع المجتمع المحلي وكذلك إعادة النظر بحال ووضع المحميات الرعوية. |
|