|
رسم بالكلمات «إبداعات جيل جديد» لكنه يحكي قصة كاتبة سيناريو سينمائي تتعامل مع إحدى شركات الإنتاج. ذات صباح واجهت انقلاباً في إدارة الشركة, فبات كل موظفيها دون الأربعين عاماً. الإثارة الحقيقية تكمن في أن الشابة التي تتولى مهمة الموافقة على النصوص, رفضت نص الكاتبة! لماذا؟ لأنها فقط تجاوزت الخمسين والإدارة الجديدة تريد نصوصاً شابة! تلجأ الخمسينية إلى التفاف جميل, فتوقع النص باسم شاب من أقربائها, وسرعان ما توافق الشابة على النص, خاصة بعد لقائها الشاب الوسيم الظريف, وفي المرتين – أي عندما رفضت وعندما وافقت – لم تقرأ نص السيناريو. في كل مكان وفيما يشبه ردة فعل جارف على تجاهل الكبار للشباب وطاقاتهم, تنتشر إعلانات الأخذ بيد الشباب وفتح الأبواب, والنوافذ والكوى... أمام إبداعاتهم, فإذا بهم يتحولون إلى جيل قاتل لكل الآباء ومنكر لكل من سبقوه! حتى الآن لا اظن أن العلم توصل إلى اكتشاف خلية جذعية تزرع وتنمو لتتحول إلى أديب مبجل, ولم يتوصل كذلك إلى استنساخ خلية مبدعة تتعملق لتصبح شاعراً عظيماً, أي ما زال هناك آدم للأدب تنحدر من سلالته كل الأجيال الجديدة من الكتّاب! قد لا يكون هذا الآدم أستاذ اللغة العربية ولا أحد الأدباء, ولا أحد النقاد, بل قد يكون كل القراءات الجميلة والعبقرية التي قرأناها لكل الأجيال التي صارت عتيقة ونود الثأر منها لاستئثارها بكل شيء! ثمة ثورة يعلنها جيل ما دون الأربعين, وهذا حقهم, لكن ليس بنفي الآخر لمجرد أنه تقدم بالسن, بل بتجاوز إبداعه وخلق أدب جديد لم يتمكن ذلك الآخر من كتابته بعد, وإلا... فلا يحق لأجيال – دون الأربعين - مصادرة الساحة! |
|