|
الجولان في القلب من تدمير وقتل وسرقة للممتلكات والآثار وممارسات ظالمة لحقت بالكبار والصغار من الجزء المحتل من الجولان. إنه صوت حق، وقصة حب وتاريخ من الوجود وقضية وطنية يجب أن تصل بتفاصيلها وأبعادها السياسية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية إلى أنحاء العالم..
الهوية وهذه المهمة جزء كبير منها يقع على عاتق السينما السورية، هذا الجزء المهم في حربنا الإعلامية ضد محاولات التزييف الصهيونية.. وعلينا أن ننظر إلى أهمية دورها وقدرتها الواسعة على الانتشار والتبليغ، والسينما السورية التي يعني لها الجولان الكثير قدمت العديد من الأفلام الرائعة التي عكست قضية الجولان ومن أهم هذه الانتاجات «فيلم الهوية» للمخرج غسان شميط والذي يناقش على مدار ساعتين من الزمن مصائر شخصيات ريفية تعيش مفردات حياتها البسيطة المرتبطة بالعادات والتقاليد، وطبيعة المعتقدات الدينية، والمسألة الوطنية من خلال احتلال إسرائيل للجولان، حيث يمتد زمن الأحداث من فترة ماقبل الاحتلال إلى الوقت الحاضر، حيث تتقاطع الأحداث والمشاهد بين الماضي والحاضر وجمع بين القضية والواقع الاجتماعي والقضية الوطنية محاولاً إظهار تفاصيل البيئة وحياة الناس بطريقة يذكر فيها رفض أهلنا الجولانيين والفلسطينيين للهوية الإسرائيلية. شيء ما يحترق هو عنوان فيلم آخر للمخرج غسان شميط يتحدث عن الجولان، فهذا أبٌ يجلس بالقرب من الشريط الفاصل ويقول«يلعن هالزمن بيني وبين بيتي رمية حجر» حيث يصور الظلم والقهر الذي يعيشه أبناء الجولان المهجرون، فرغم المسافة القريبة التي تفصله عن بيته هو عاجز عن العودة إلى أهله وأرضه التي خلق فيها وعاش فيها. وفي هذا الفيلم أيضاً يوثق المخرج نضال صمود أبناء الجولان ويوضح وقائع وظروف استشهاد المجاهد الشهيد أحمد مريود، كما يعكس القيم والمبادئ التي تربى عليها أهل الجولان مع صراع خفي بين جيلين من أبناء الجولان، الجيل الذي ترك الأرض مرغماً وكان قد عاش قسماً من حياته فيها.. والذي يحلم بالعودة وجيلٌ ترعرع وكبر بعد النزوح ويحمل الكثير من الأفكار والطموح التي تعبر عن مؤثرات القضية الجولانية.
شوية وقت رؤية أخرى عن معاناة أبناء الجولان، ولغز الحب والموت والانتظار، ففي هذا الفيلم «شوية وقت» للمخرج ماهر صليبي أم جولانية تنتظر عودة ابنها كل مساء أمام بوابة المنزل الحجرية وهي غير مصدقة أنه مات بعد سنوات ست عشرة قضاها في سجن انفرادي، بتهمة الدفاع عن أرضه.. هذه الأم نموذج وواحدة من آلاف النساء الجولانيات اللواتي عشن مرارة القهر على أزواجهن وأولادهن في ظروف من الحرمان والضيق المادي ومصادرة الأرزاق ولكن مأساة هذه الأم التي تربطها علاقة إنسانية بابنها لم تفقد الأمل لحظة من رؤيته.. إنها ماتت قبل الإفراج عنه بلحظات.. فهذا الفيلم يثير القضية الإنسانية لأهلنا الجولانيين بكثير من المشاعر الصادقة. عندما يضحك الياسمين في هذا الفيلم «عندما يضحك الياسمين» يتحدث المخرج خالد عنجوكة عن تمسك المواطن السوري بأرضه من خلال وطنيته وإحساسه الفطري، حيث لايجد الشاب (فادي) وهو بطل الفيلم بديلاً عن حياته في الجولان، رغم أنه يتابع دراسته في جامعة دمشق. ويبني علاقة عشق مع زميلة له هي أيضاً جولانية الأهل، يبقى متمسكاً بعروبته ومؤمناً بالعودة إلى قريته الجولانية حيث الحضن الحنون. وبصور تختلط بين أحداث الماضي والواقع الحالي الذي يعيشه نجده مرتبطاً بعلاقة وثيقة مع إنسان عانى الكثير من الحروب والتهجير بسبب العدو الإسرائيلي، ليصبح مؤخراً من مشوهي إحدى الحروب التي خاضها. بهذا البعد الوطني الإنساني يقدم الفيلم قضية الجولان والتمسك بالأرض والهوية. وبهذه الأفلام وعبر السينما السورية يجب أن تكون قضية الجولان على رأس الهرم الفني كرسالة مهمة كما تحملها باقي الرسالات المتعددة لأن الجولان المحتل هو قضية كل سوري مهما كان انتماؤه.. |
|